واعتصم اللاجئون الفلسطينيون في مخيم بحركة بأربيل شمالي العراق عدة مرات للمطالبة بالهجرة والتوطين خارج العراق وتحسين ظروفهم المعيشية، إلا أن محاولاتهم لم تؤت ثمارها، حسب قولهم.
وقال الفلسطيني
خالد النصار -من مخيم بحركة- للجزيرة نت "أغلب اللاجئين يطالبون بالعودة إلى فلسطين،
أو الهجرة ومن ثم التوطين في أي بلد أجنبي".
وطالب النصار
بالحماية قبل ذلك حسب وصفه، فالبطاقة التعريفية التي أصدرتها لهم المفوضية كما يقول
"لا يعترف بها عند السيطرات الأمنية، ولا في كثير المؤسسات الرسمية بالعراق".
وأشار إلى
عدم تمكن الفلسطينيين من التنقل البري بين محافظات البلاد، ولا حتى بين مطارات العراق.
حكاية ستينية
وتذكر الستينية
هدى عوض -وهي والدة خالد النصار وتحمل الجنسية الأردنية- أنها مستعدة للذهاب مع أبنائها
إلى أي دولة عربية تقبلها أو حتى أجنبية، لكنها لا تستطيع تركهم وحدهم في المخيم.
فلسطينيان لاجئان في أحد المخيمات بالعراق وحلمهما العودة إلى الوطن الأم (الجزيرة)
وأضافت عوض
للجزيرة نت قبل ذهابها للأردن للعلاج من مرض السرطان "كل ما أتمناه أن أصل إلى
أي دولة عربية مع أبنائي، ولو حتى غزة".
ويعيش في مخيم
بحركة 17 عائلة فلسطينية فقط، بواقع 212 شخصا منذ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على
الموصل التي جاء معظمهم منها، بينما تشير مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إلى أن العراق
كان يعيش فيه ما بين 35 ألفا وسبعين ألف لاجئ فلسطيني قبل الاحتلال الأميركي عام
2003، وتقلص العدد إلى تسعة آلاف وخمسمئة عام 2013، نصفهم يعيشون في العاصمة العراقية
بغداد.
إبر مخدرة
وفي رد مقتضب
من مفوضية اللاجئين ببغداد على استفسارات الجزيرة نت، قالت إنها "تسعى لتوطين
اللاجئين الفلسطينيين في بلد ثالث، حيث يمكن أن تكون فرصة لإعادة بناء حياتهم"،
لكن المفوضية أشارت إلى أنها "عملية طويلة، والأمر يعتمد على استعداد الدول لقبول
لاجئين من فلسطين".
لكن القنصل
العام لفلسطين في إقليم كردستان العراق السفير نظمي حزوري أكد للجزيرة نت أن الأمم
المتحدة لم تعد معنية بإيجاد وطن ثالث لاستضافة اللاجئين الفلسطينيين، وقال في تصريح
خاص "الأمم المتحدة غير مهيأة لتوفير نقل اللاجئين واستضافتهم في دولة ثالثة،
بسبب عدم وجود طلب من الدول المستضيفة".
وأضاف حزوري
"حسب ما هو واضح أوروبا تتحدث عن عدم إمكانية استيعاب اللاجئين، بل تسعى لإعادة
من لديها منهم".
الاختطاف والاعتقال
وفي السياق
نفسه، تؤكد رابطة فلسطينيي العراق -وهي مؤسسة أهلية مركزها بغداد- اختطاف نحو 45 لاجئا
فلسطينيا منذ احتلال العراق، 35 منهم في السجون من دون محاكمة حتى الآن، في حين اعتقل
سبعة فلسطينيين في السنتين الماضيتين ولا يعرف مكان اعتقالهم.
ويتهم أبو
الوليد -وهو أمين سر الرابطة وباحث مختص في الشأن الفلسطيني ببغداد فضل عدم كشف اسمه
لدواع أمنية- بعض المليشيات الطائفية التي تتحدث باسم العشائر العراقية، وأضاف أن تلك
المليشيات تطالب بفدية مالية كبيرة لإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين تصل إلى أكثر
من مئة ألف دولار.
يذكر أن الانتهاكات
ضد اللاجئين الفلسطينيين بالعراق ارتفعت وتيرتها بعد الاحتلال الأميركي ولم تتوقف حتى
الآن وإن خفت، ومن ضمنها عمليات خطف وتعذيب وابتزاز مالي تتهم فيها جهات طائفية، بالإضافة
إلى الاعتقال من دون محاكمة.
المصدر : الجزيرة