أصوات تنادينا- زهير السبع

بواسطة قراءة 2246
أصوات تنادينا- زهير السبع
أصوات تنادينا- زهير السبع

أنه يعرف ما فى داخلك ..

قد تكون مريضاً ... وحيداً ... قلقاً... يائساً ... خائفاً و أمام الناس تحاول أن تظهر باسماً ... متماسكاً
قد يراك الناس ضاحكاً .. هانئاً .. و هم لا يعرفون أن فى داخلك أحزان و هموم .. وقلب مجروح .. يئن باكياً

قد تأكل كل ما تشتهى نفسك .. و كل ما يشبع جسدك .. و لكن بعد أن تأكل و تشبع .. تجد فى داخلك شىء ما زال خاوياً .. حزيناً .. كئيباً ..جائعاً !

قد تكون غنياً .. و يرى الناس أن أموالك أعطتك كل شىء و لكنهم لا يعرفون أن فى داخلك شىء يصرخ ويطالبك بالأمان و راحة البال .. و هو ما تعجز عنه أموال الدنيا كلها أن تعطيه لك ..

قد تذهب الى أقاصى الأرض لتضمن مستقبلك .. و يحسدك الناس على ما وصلت إليه .. و لكنهم لا يعرفون أن فى داخلك شىء تحتاجه .. أكثر بكثير من كل ما حصلت عليه

قد تكون متديناً .. صائماً .. و الناس يرونك فى الجوامع دائماً و لكنهم لا يعرفون أن فى داخلك شىء ينقصك .. و صوت يلازمك .. هامساً .. بحب ..أريد أن أن أدخل  معك لأنك لن ترتاح إلا بوجودى فى داخلك !! 

صوت يطاردك ... يناشدك .. لا يفارقك !

مهما كنت ... مهما فعلت .. مهما أصبحت .. فهناك فى داخلك صوت!!

صوت يدوي فى داخلك منذ مولدك .. و حتى الآن !

صوت سائراً معك سنوات و سنوات .. بصبر .. بحب .. و حنان!

لم ييأس و أنت تهمله ! لم يغضب و أنت تبعده !

صوت عنيد .. صابر .. يشاركك منامك و يقظتك .. دائماً معك ..

هادئاً .. ضارعاً .. متوسلاً .. راجياً .. هامساً .. قائلاً :

لا تهرب منى ! لا تبعد عنى ! لن أتركك تفلت منى ! إذا ذهبت إلى أقاصى الأرض ستجدنى هناك .. منتظرك ..

مشتاق لك ..

لأننى احببتك !!!

إنه صوت ضميرك.. يحبك جداً .. و يعرف كل شىء عنك ..

كل شىء .. حتى ما فى داخلك .. صدقنى .. إنه يعرف ما فى داخلك !

يعرف إحتياجك .. أمراضك .. سقطاتك و ضعفاتك و مخاوفك..

يعرف أحزانك و أوجاعك .. و يتأثر جداً .. و يئن  .. و هو يسمع بكائك!!

إنه صوت ضميرك.. يريد أن يمسح كل دمعة من عيونك ..

و يأخذك فى أحضانه .. و يملأ داخلك بروحه و شفائه و فرحه و سلامه !

إنه صوت ضميرك..مازال حيا ..

 

زهير السبع

30/1/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"