هويات + مساعدات + مولدات + مستوصف + إعلام كاذب = توطين – عبد العزيز المحمود

بواسطة قراءة 2759
هويات + مساعدات + مولدات + مستوصف + إعلام كاذب = توطين – عبد العزيز المحمود
هويات + مساعدات + مولدات + مستوصف + إعلام كاذب = توطين – عبد العزيز المحمود

يبدو أن الوضع الحرج الذي يعيشه الفلسطيني في العراق لم يعد خافيا على أحد لكن هنالك حقن مهدأة وإبر تخدير لطمس الحقائق وإبعاد الرأي العام العالمي عن كل ما يجري وتزيين الباطل وإسكات الأصوات التي تنادي بضرورة الخروج من العراق وعدم إمكانية الاستمرار في حياة الجحيم هناك .

وقد تم إصدار هويات جديدة وخاصة للفلسطينيين في العراق على أمل استرداد بعض حقوقهم إلا أن الأمر انقلب رأسا على عقب ولسن الحال ( هوية خاصة للفلسطينيين : عملوها للعلس في السيطرات وهذا كلام فاضي ) ( مساعدات غذائية : لا بتقدم ولا بتاخر وهذا كلام فاضي ) ( مولدات جديدة : الخط ببلاش .. الخط ببلاش .. مدو الواير يا ناس بيكولوا بخمسة الاف بيكولو ببلاش = كلام فاضي ) ( مستوصف : للناس الكشفية والدواء ببلاش رخيص فعلا ، الكشفية ثلاثة الاف دينار والدواء بفلوس = كلام فاضي ) .الخلاصة : توطين في هذا البلد مع العلم أن الشعب والبرلمان والحكومة والأحزاب لا ترغب بنا في هذا البلد والجواب واضح للكل ( العراق للعراقيين فقط ) . 

طيب لماذا نحن لا نزال في هذا البلد !! نريد الخروج من العراق .. حقا نريد الخروج من العراق لأن إمكانية الاستمرار فيه أمر يصعب على الكثير منا .

والعجب كل العجب من الإعلام الكاذب وتلك الفضائيات العربية التي أصبحت نقمة علينا ومن أبرزها قناة فلسطين الفضائية ، حيث حضرت في أول أيام عيد الأضحى إلى جامع القدس حيث التجمع الأكبر للفلسطينيين هناك ، وللاسف تفاجأ العديد من الفلسطينيين بأنهم يريدون توجيه الكلام باتجاه كون الوضع الأمني جيد ومتحسن والناس يتحركون بسلاسة ولا مضايقات وهلم جرا وكأن القناة أصبحت مسيسة لخدمة الرأي الحكومي العراقي وقد يكون هذا اتفاق بين السلطة الفلسطينية أو السفارة الفلسطينية في بغداد والحكومة العراقية ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل هذه هي الحقيقة أم أن غالبية الناس يريدون الخروج ومغادرة البلاد لعدم إمكانية الاستمرار في ظل الظروف الانتقامية والاحتقان الطائفي الذي يعيشه الفلسطينيون في العراق .

هوية الفلسطينيين في العراق

ولسان حال ومقال من حضر من الفلسطينيين عندما أجرى المراسل اللقاءات هو رفض البقاء والجرأة على التكلم بحقيقة الأمر ، واستغربوا عن هذه الازدواجية في المعايير لأننا لا سند لنا ولا مطالب بحقنا ، فالعجيب بأن قناة فلسطين بدلا من أن تكون اللسان الناطق والكلمة الصادقة لإيصال معاناتنا تكون عونا لهم علينا وما ذلك إلا إرضاء للمصالح الزائلة والمناصب والكراسي .

وما تقوم به هذه القناة أو بقية القنوات من إخفاء للحقائق هو النفاق بعينه والخيانة للمهنة التي يفترض أن يكونوا أمناء عليها ، فالغالبية يطالبون بالخروج ويا حبذا تأتي قناة مستقلة مهنية وحرفية ومن غير تسييس ومصالح أخرى وتقوم بعمل استفتاء عشوائي للأهالي في البلديات وغيرها من أماكن السكن ، لكن يبدو نحن في زمان ضاعت فيه القيم وأصبحت المصالح تسير معظم المهن والوظائف ، فنعوذ بالله من الخذلان .

عبد العزيز المحمود

كاتب فلسطيني – بغداد

14/12/2008