في حوار يشوبه حزن ضاغط مع أنفسنا لأنه لم تعد هناك آذان تسمعنا فنحاور أنفسنا به ؟؟ ماذا نريد نحن الفلسطينيون من العالم وماذا يريد العالم منا سؤالان محيران و متناقضان بالإجابة حيث المعتاد هو ماذا نريد نحن الفلسطينيون من العالم وليس العكس على كل حال سأوضح مطالبنا وبعد ذلك سأوضح مطالب العالم منا بنقاط متسلسلة :
1. على الأمة الإسلامية أن تفعل شيئاً من أجل مقدساتها وخاصة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث المساجد التي تشد الرحال إليها .
2. على الأمة العربية .. هذه الفكاهة المحزنة .. في سديم شعوبها أن ترفع صوتها قليلا بما يتجاوز المظاهرات والاستنكارات والشعارات المملة .
3. على العالم أن يعترف بقضيتنا ويناصرها .
4. على الأمم المتحدة أن تعمل كهيئة مسؤولة في حماية الشعب الفلسطيني وتطبيق القانون الدولي .
5. على العالم الثالث الذي عاش ذروة حركات التحرر أن ينتبه إلى أن شعبنا لا يزال في قيده ويحاول بالدم أن يجد حريته .
6. على القادة العرب أن يكونوا أكثر جرأة من خطاب عام لم يفلح حتى الآن إلا في التواري خلف مقولة ( نقبل بما يقبل به الفلسطينيون ) .
7. على الأحزاب والتنظيمات التي لا تملك برامج سياسية لمواطنيها ، أن تكف هي الأخرى عن خطابها العام وشعاراتها التسويقية وتحاول أن تعطي حلا ضاغطا على الحكومات العربية لإنقاذ الشعب الفلسطينيي .
8. على المثقفين وأكثرهم يعيش بتلف في الضمير يمنع المثقف من رفع صوته هذا إذا كان له صوت أصلا ، ويمكنني أن أضرب أمثلة بالاسم حتى من المثقفين الفلسطينيين الذين يتوارون خلف مجد ثقافي وإبداعي ولا يفكر أحدهم في استثمار شهرته في العالم لإظهار حق الشعب الفلسطيني ومعاناته .
9. ثم ما الذي يريده الشعب الفلسطيني من "إسرائيل" .. أن ترحل .. أن ترحل فقط .
10. وأخيراً ما الذي يريده الشعب الفلسطيني من القوة العظمى في العالم ..( الولايات المتحدة) أن تخرج من عمى البصيرة في الخلط بين الإرهاب والمقاومة ، وأن تعطي وعدها بدولة فلسطينية بعدا محسوسا في الضغط على "إسرائيل" ـ جرو أمريكا الشرس ، كي تنفذ التزاماتها .
واللائحة لما يريده الشعب الفلسطيني من العالم طويلة .. لكني سأكتفي بهذه القدر من النقاط ، لنهبط السلم الذي صعدناه معا ونرى ماذا يريد العالم منا الآن :
1. الأمة الإسلامية تريد من الشعب الفلسطيني أن يحرر القدس والمسجد الأقصى وسوف تشارك في الاحتفالات .
2. والأمة العربية .. هذه الفكاهة المحزنة .. تريد من الشعب الفلسطيني أن يستمر في تقديم الشهداء حتى تشعر أنها لا تزال أمة مجاهدة ، وتخلط هذه الأمة العربية ومعها الأمة الإسلامية خلطاً معيبا بين من قدم التضحية من أجل فلسطين وبين من وجه الضربة المميتة للقضية الفلسطينية وبين صور صاحب جيش القدس الورقي وذلك في بوتقة واحدة تنتج صورة لا يمكن أن يقبلها عقل سليم .
3. العالم في مطلقه لا يريد شيئاً غير أن تنعم شعوبه في كل مكان بالأمن والسلام والطمأنينة سواء كان للشعب الفلسطيني نصيب في هذا أو لم يكن .
4. الأمم المتحدة تريد من الشعب الفلسطيني أن يتوارى عن ذاكرتها المثقلة بقرارات لم تنفذ ، منذ قرار التقسيم عام 1947 وحتى اليوم .
5. العالم الثالث يريد أن يبتعد الشعب الفلسطيني عنه الآن في هذه المرحلة بالذات الذي يسلم فيها قادة العالم الثالث الثوريون زمام أمورهم وثروات بلدانهم التي تقدر بتريليونات الدولارات كي لا توضع أسمائهم في قائمة الأعمال الإرهابية كي ترضى عنهم الولايات المتحدة الأمريكية .
6. والقادة العرب .. يريدون من الشعب الفلسطيني أن يقتات على الوهم في سعيهم إلى حل قضيته وأن يبدي السعادة الغامرة كلما صدر بيان ختامي عن قمة العهر العربية التي لا تبدو في أحسن أحوالها إلا مطحنة مكسورة لكلام طال تكراره .
7. والأحزاب والمنظمات تريد من الشعب الفلسطيني أن يبقى مغمورا بالدم والنار حتى تجد قضية تلوكها وتقتات على حساب هذا الشعب الفلسطيني .
8. نصل إلى المثقفين وهؤلاء في ثبات أدمغتهم على عـظام جوفاء ، يريدون الكثير من الشعب الفلسطيني ، يريدون منه شهداء للقصائد ، وقضايا للتنظير والتقعير والتنطع بمقولات الإمبريالية والاستعمار ، ويريدون منه قصصا وروايات ومسرحيات ومهرجانات خطابية ووبائية .
9. ثم ما تريده "إسرائيل" من الشعب الفلسطيني .. أن يصطف طابوراً ثم يغرق نفسه في البحر ، حتى تخلو "أرض الله الموعودة لأبناء الله اليهود الذين اصطفاهم ووعدهم بفلسطين" كما يزعمون أبناء القردة والخنازير .
10 . أما الولايات المتحدة .. وعذرا على الإطالة .. فهي تريد من الشعب الفلسطيني أن يكون وديعا مثل هر منزوع المخالب ، وليس مهما بالنسبة لها أن يحاصر حصار الموت أو يقتل أو يشرد ، حتى تتفضل عليه واشنطن بدولة لا يعلم إلا الله متى ستكون إن كانت .
وأخيرا فأنا لا أملك نصيحة ولا إجابة ( غير الحزن العميق داخل قلوبنا ) وهذا السلم الذي صعدناه وهبطناه سوف يبقى محمولا بالعرض على أكتافنا ، إلى أن يدرك القادة العرب .. تحديدا .. أنهم في عين المسؤولية عن حماية هذا الشعب وان تدرك أمة المليار مسلم مسؤوليتها اتجاه مقدساتها التي دنست ولا تزال تدنس إلى يومنا هذا بأن الله ليس بغافل عما يفعلون .. وللعالم في مطلقه ان هذا الشعب رغم نكساته وكبواته إلا انه سيبقى صامدا بإذن الله ولن يهزه ريح ولن يزحزحه هذه الأعاصير عن قضيته وعن متطلباته مهما طال الزمن ومهما تكالبت عليه الأمم .. وفي النهاية أقول :
وننادي في وادي خالي من البشر والحجر ونزرع في صحراء قاحلة وننتظر الماء من مارة عابرة كمرور العربي والمسلم مرور الكرام ببعض الكلمات التي لا تغني من جوع عن ((الشعب الفلسطيني المجاهد )) بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ..... شكرا لكم .
أخوكم
زهير السبع
31/12/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"