سلسلة: حيفا وأسرار سقوطها ج18" صمود جبع وعين غزال وإجزم "- رشيد جبر الأسعد

بواسطة قراءة 5435
 سلسلة: حيفا وأسرار سقوطها ج18" صمود جبع وعين غزال وإجزم "- رشيد جبر الأسعد
سلسلة: حيفا وأسرار سقوطها ج18" صمود جبع وعين غزال وإجزم "- رشيد جبر الأسعد

القرى الثلاث كيف قاومت الاحتلال والمشروع الصهيوني لعدة أشهر .. ؟حرب العصابات المسلحة التي قادها عز الدين القسام في جبال فلسطين وأحراش يعبد عام 1935 م سبقت جيفارا في بوليفيا وفيدل كاسترو في كوبا والجنرال جياب في فيتنام واحمد بن بله وإخوانه في الجزائر وحامد إدريس عواتي في اريتريا .. وغيرها من حركات التحرر الشعبية المسلحة المعاصرة ..

 

ان هناك عوامل ايجابية وجيدة مكنت قرى عين غزال وجبع واجزم والطيرة وغيرها، مكنتها من المقاومة والصمود لعدة أشهر ،فكان هناك عوامل للبقاء والقتال والصمود ، وعوامل أخرى مقابلة لاحقة للانكسار والانحسار والضعف والتشرد .. وإذا ما تذكر هذه العوامل بوضوح وصراحة إنما ليطلع عليها الجيل الجديد أبنائنا وأحفادنا وللجيل القادم جيل النصر والعودة ان شاء الله  ..

وكذلك لاستذكار الدروس وتجربة الحرب واستلهام المواقف الخلاقة والبناء للمستقبل ولكسب الحرب والمعركة القادمة الاكيدة لإعادة الحق المغتصب والوطن المحتل فلسطين الاقصى والقدس  .

جولة قادمة قريبة أكيدة .. لا بد منها .. هكذا علمنا القران .. هكذا ثقفنا الإسلام .. وتجارب عبر التاريخ .. ان الظلم والباطل زائل لا محالة .. وان الحياة الحرة الكريمة والنصر المؤزر هي حليف المؤمنين المسلمين الموحدين الذين اتقوا ..

سبق مما تقدم ان القرى العربية الثلاث جبع عين غزال اجزم ، لم تسقط يوم 22/ 4 / 1948 م عندما سقطت حيفا الأم ..!!

ولم تسقط هذه القرى البطلة يوم إعلان العصابات الصهيونية قيام دولتها في  14 / 5 / 1948 م وحدوث المجازر في قرى دير ياسين والطنطورة ودير الأسد وبلد الشيخ والدوايمة وغيرها وتشريد معظم الشعب العربي الفلسطيني من مدنه وقراه بواسطة الحرب والقتل والسلاح الفتاك وقوة الصهاينة العسكرية والفنية والاقتصادية في مجالات القتال البري والجوي والبحري وما وفرته لهم دول الغرب وخاصة أثناء الهدنة في وما قبل حزيران وتموز 1948 م من كميات كبيرة من الاسلحه المتنوعة والحديثة آنذاك .. ولم تسقط هذه القرى الثلاث يوم 18 / 6 / 1948 أثناء القصف الصهيوني العشوائي الوحشي على هذه القرى .. ولم تسقط هذه القرى الثلاث أيام القصف والعدوان الصهيوني المستمر من البحر والجو والبر .. في أيام شهر تموز يوم 20 و 21 و 22 / 7 / 1948 م ..

وإنما سقطت هذه القرى بعد مقاومة مشرفة في أواخر شهر تموز .. لقد كانت بعض الأسباب والمقومات توفرت لهذه القرى قد لا يتوفر ، أو قد لم تكن متوفرة لغيرها .. علماً ان التاريخ سجل الوقفات البطولية الأبية للشعب الفلسطيني في معظم مدنه وقراه .. ولكن كان حجم المؤامرة كبيراً ودولياً يفوق حجم قوى وإمكانيات الشعب الأعزل المحاصر ، التي جعلته الإدارة البريطانية اعزلاً من كل أنواع السلاح والقتال والمقاومة ، جعلته بريطانيا جاهزاً للذبح والتشريد والطرد والتهجير .. جعلته في حالة ضعف في كل الميادين ، عسكرياً واقتصادياً وعلمياً ومادياً .. لا يقوى على الوقوف وعلى مجابهة ( ترسانة ) عصابات الصهاينة المسلحة المنظمة المدربة التي امتلكت بفضل مالها وبفضل سياسة الانكليز الصهيونية امتلكت آلاف المدافع والرشاشات والدبابات والطائرات وتدريب عشرات الألوف على السلاح في ظل العلم البريطاني .. ووفق برمجه وخطه صهيونيه بريطانية انتهجها الاحتلال .. خلال ( 30 ) ثلاثون عاماً من الحكم والسيطرة والضغط والحصار والإنهاك والقتل والظلم والاعتقال والمطاردة والتهويد .. وسياسة التجهيل ومحاربة وحصار أهل فلسطين في كل النواحي ، في كل المجالات .. حصار شعب فلسطين ومحاربته في أرضه ووطنه .. واستغلال كون البلاد الشقيقة المجاورة مكبلة بالسياسات الاستعمارية وحكام عملاء أو حكام ضعفاء .. في واقع مرير متخلف ضعيف عاشته المجتمعات العربية – الإسلامية .. طيلة عشرات السنين .. ولا زلنا نعيش إثارة وندفع ثمنه .. ونذوق مرارته .. ونجابة عدوانه كل يوم وكل ساعة ..لقد صمدت القرى الثلاث بفضل الله سبحانه وتعالى ولأسباب كثيرة لعل منها :-

1-    لقرب القرى الثلاث من حيفا ومن الساحل ووجود بعض المتعلمين والشيوخ فيها جعل أهلها يتميزون بالنضوج السياسي والوعي واليقضه والحذر .. بنسبة لا بأس بها .

2-    مساهمة أهل هذه القرى بشكل أو بآخر بالعمل السياسي والنضالي طيلة فترة الانتداب مع الشيخ القائد الرمز عز الدين القسام والحاج أمين الحسيني   ويوسف أبو دره وخليل عيسى أبو إبراهيم الكبير وغيرهم .. وعلاقاتهم بالهيئة العربية العليا وببعض الأخوان المسلمين ..

3-    انبثقت من هذه القرى لجان شعبية للعمل الكفاحي وفرق الكشافة وبعض الأعمال شبه التنظيمية ، وعلاقة أخوة وكفاح مع عناصر الجيش العراقي .

4-    حصل أهل هذه القرى الثلاث على كميات محدودة ، متواضعة من السلاح والعتاد من بنادق وذخيرة ، وغيرها ، عن طريق الشراء من سورية بصعوبة ، وما أرسلته لهم الهيئة العربية العليا ، وما ساعدهم به عناصر الجيش العراقي بشكل شخصي وفردي .. وقلائل عندهم بنادق اشتروها على حسابهم الخاص على حساب لقمة عيش أطفالهم .. وبعض مصادر السلاح ألضيقه الأخرى ..

5-    موقع قريتا عين غزال وجبع وقلبهما وعمقهما اجزم على طريق الساحل الدولي الفلسطيني الذي يربط بين حيفا ويافا ، وبين حيفا ويافا وتل أبيب ، مكن أهل هذه القرى من استغلال هذه الناحية وقاموا بعرقلة قوافل وعصابات الصهاينة العسكرية والتموينية وغيرها . وعرقلة مرور ونشاط العدو .. باستمرار ..

6-    الماضي الكفاحي المقاوم لأهل هذه القرى الثلاث في العمل الجهادي المسلح خاصة اشتراكهم في ثورة 1936 – 1939 م وإضرابها الشهير الكبير جعلهم يتابعون المشوار قدر المستطاع .

7-    قدوم بعض العناصر من المتدربة على السلاح والمتطوعين خاصة منهم من كان في سلك البوليس الفلسطيني الذي فر من هذا السلك جالباً معه سلاحه وخبرته ، إضافة للعسكري البريطاني المسلم ( محمد ) جورج سابقاً والتي كانت له خبرة عسكرية لا بأس بها أفاد أهل هذه القرى .. وغيره من المقاومين المتدربين .

8-    في أعمال المقاومة المسلحة اعتمد أهل هذه القرى على فن وطريقة حرب العصابـــات ( التكتيك ) إستراتيجية في الكر والفر والهجوم والانسحاب .. حرب العصابات التي تقلق بال الجيوش وتنتصر عليها .. بهذا يكون القائد الرمز الشيخ المجاهد عز الدين القسام الذي فجر عصيانه وثورته المسلحة في أحراش يعبد وجبال جنين وفلسطين والتي مهدت لثورة 1936 – 1939 م التحررية الكبرى بهذا يكون القائد الشيخ القسام قد سبق غيره في أسلوب حرب العصابات الشعبية المسلحة ، سبق بها كل العالم في العصر الحديث ، فقد سبق بها جيفارا في بوليفيا ، وفيدل كاسترو في كوبا والجنرال جياب في فيتنام ، واحمد بن بله وإخوانه في الجزائر ، وحامد إدريس عواتي في اريتريا .. وغيرها من حركات التحرير الشعبية المسلحة .. في العالم ..

9-    سبق لهذه القرى إن كانت بعضها معقلاً للثوار وقادتهم ، معقلاً للنشاط المقاوم والنضال ، خاصة في ثورة 1936 – 1939 م في بعض مراحلها بقيادة يوسف أبو دره ..

10-                       أهل هذه القرى قاوموا مثلهم مثل بقية أفراد الشعب العربي الفلسطيني المسلم مع علمهم الراسخ واليقين إن ارض فلسطين هي ارض وقفية خراجية إسلامية ، وحكمها الإسلام والمسلمون طيلة ( 1400 عام ) بشكل كامل متصل باستثناء فترة الاحتلال الإفرنجي ( 88 عاماً ) . وعاش بها العرب المسلمون وعمروها وزرعوها وسيجوا مدنها قبل فترة 5000 – 6000 عام  قبل ميلاد المسيح علية السلام حينما سكنها اليبوسيون ثم الكنعانيون وهم قبائل وبطون عربيه .. وهي ارض الإسراء والمعراج .. والمحشر والمنشر .. وهذه الحقائق تشكل حافزاً لأهل فلسطين للذود عن أنفسهم وبلادهم قدر المستطاع أذا توفرت لديهم العقيدة والسبل والسلاح والإمكانيات .. وعدم التفريط بشبر واحد منها ..

11-                       وجود الشعور والاعتقاد وزيادته بعدالة النضال والكفاح للشعب العربي الفلسطيني .. وباطل الانكليز والصهاينة الأشرار وظلمهم وتعسفهم علينا ..

12-                       قرى حيفا جبع عين غزال اجزم والمزار وأم الزينات والطيرة .. وغيرها قربها من بعضها وتنسيق مواقفها الجهادية في بعض المواقف وبعض المعارك جعل التنسيق بينها قائماً .. وكأنها منطقة جبهة واسعة واحده .. إلى حد ما ..

من عوامل النكبة

كانت بريطانيا الإمبراطورية التي لا تغيب عن أملاكها الشمس ، استطاعت مع الحركة الصهيونية وخونة تركية وأوساط غربية استعمارية إن تقوض وتهدم الخلافة العثمانية وإسقاط السلطان عبد الحميد الثاني ، فتمت السيطرة على ألامة العربية والاسلامية فمزقوها شر ممزق بالاتفاقيات والمؤامرات منها سايكس بيكو ثم عزلوا فلسطين وسلخوها عن الشام وانفردت بريطانيا الاستعمارية العظمى والحركة الصهيونية العالمية بإمكانياتها العالية الضخمة لينفردوا بهذا الشعب المحاصر الأعزل .. الشعب الفلسطيني الأعزل المسلم .. استمرت بريطانيا في انتهاج سياسة عدوانية استعمارية صهيونية في فلسطين باعتمادها إصدار وتطبيق وعد بلفور السيئ الصيت .. فكانت هذه السياسة تتمثل في :-

1-    اصدر الانكليز عشرات القوانين الظالمة التي أدت إلى إفقار وإضعاف وحصار الشعب الفلسطيني مما اثر سلباً على المقاومة المسلحة كالتالي :-

أ‌-       قلة وندرة السلاح وعدم الحصول علية بشكل يفي بالغرض .

ب‌-  قلة التموين والطعام لعناصر المقاومة ..

ت‌-  عدم تمكن أهل فلسطين من امتلاك السلاح الخفيف أو الثقيل ..

ث‌-  عدم التمكن من أعطاء بعض المخصصات الرمزية لرجال المقاومة علماً أنهم كلهم عملوا في المقاومة والكفاح المسلح تطوعاً لله تعالى بدون مقابل تحت وطأة ظروف خانقه عليهم وعلى عوائلهم وأطفالهم بسبب قصر ذات اليد وعسر الحال .. وكثير منهم من استطاع توفير السلاح بجهوده وأمواله الشخصية والتي تمت على حساب لقمة العيش أطفالهم وعوائلهم .. وقوت يومهم ..

2-    عسر الحياة المادية والاقتصادية جعل البعض من أبناء فلسطين ينشغلون في أمورهم الحياتية القاسية وظنك العيش المبرمج بريطانياً .. التي استغلت الفلسطيني وجعلته يعيش حياة مضطربة ..

3-    وطأة الحكم البريطاني القاسي ومطاردة أحرار فلسطين جعلهم عدة قيادات ، وسلاحهم القديم والقليل متعدد المناشئ ، وينقص عملياتهم الجانب التقني والفني والإعلامي.. والمادي ..

4-    عمل الانكليز على إفقار أهل فلسطين ، ثم تجهيلهم بحرمانهم من الأخذ بوسائل العلم والمدنية الحديثة فكانت المقاومة الفلسطينية الخلاقة والرائدة في ثورة 1936 -1939 م وحرب فلسطين 1947 – 1948 ، كانت تفتقر الى القيادات الفلسطينية الشابة الأكاديمية ذات الخبرة .. من أمثال عبد القادر الحبشي وحسن سلامة وآخرون من هؤلاء الأبطال الأفذاذ ..

5-    ليعلم كل العالم ان البطل القائد عبد القادر الحسيني ومعاركه منذ الثلاثينات حتى استشهاده في 9 نيسان في القسطل قرب القدس 1948 م .. إن معاركه هذه بطولية وأسطورية يعرفها كل العرب والعالم ، ولو لم يكن هناك احتلال بريطاني – صهيوني قاسي وضاغط ومكر عدواني .. لكان عندنا ألف عبد القادر الحسيني وحسن سلامه ولكن هي المؤامرة والمعاداة لتطلعات العروبة والإسلام .. ولزرع الخنجر المسموم في قلب الوطن العربي ولفصل مشرقنا العربي عن عرب ومسلموا إفريقيا بموجب أسوأ مؤامرة عرفتها البشرية .. وعرفها التاريخ ..ان مما تقدم هي بعض عوامل عسكرية واقتصادية وفنية ومادية وعلمية للنكبة .. يبقى العامل الرئيسي الأهم في النكبة هو فقداننا الجانب ألعقيدي والروحي في الكثير من القيادات .. والكثير من العناصر .. والبعد عن منهج الله سبحانه وتعـــــالى .. وارتكــــــاب المعــــــاصي والموبقات .. جعلنا ( كفلسطينيين وكعرب ومسلمين ) إن نتساوى مع الصهاينة سواء بسواء بالمعاصي وارتكاب المحرمات والضعف ألعقيدي والبعد عن الله  .. فإذا ما تساوينا معهم في هذا الجانب الهام فيبقى تفوقهم علينا بالجانب التسليحي والفني والعلمي والتقني والاقتصادي .. فإذا ما أردنا الانتصار عليهم فلا بد من العودة الى الله سبحانه وتعالى أولا ونلتزم الإسلام والقران كمنهاج حياة شامل كامل عادل .. ثم نأخذ بالأسباب المادية والعوامل الدنيوية .. حينها سوف يكون النصر المؤزر حليفنا .. بتوفيق من الله عز وجل .. قال الله تعـــــالى :- ( وكان علينا حقاً نصر المؤمنين ) ، وقال الله تعــــــــالى :- ( ان تنصروا الله ينصركم ) وقال الله تعالى :- ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) . وقال الله تعالى :- ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) .

ان مجتمع الصحوة الايمانيه قادم لا محالة ان شاء الله وفي سبيل الله .. ولا بد من ان نعيد سيرة السلف الصالح رضوان الله عليهم .. وسيرة التابعين وتابعيهم رحمهم الله .. ولا بد في مستقبلنا المشرق السعيد القادم ان نتذكر ماضينا المشرف الزاهر الزاهي المشرق .. وما كــــنا فيه من انتصارات وقوة وأمجاد ووحده وحضـــارة .. مع شــــاعر الإسلام المعـــــــاصر الفيلسـوف ( محمد إقبال ) رحمه الله ..

من ذا الذي رفع السيوف ليرفع اسـ       سمك فوق هامات النجوم منارا

كنــــا جبالاً في الجبـــــال وربمــــا       سرنا على موج البحار بحـــارا

بمعـــــابد الافرنج كــــان اذاننـــــــا       قبل الكتائب يفتح الامصــــارا

لم تنسى افريقيا ولا صحراءهـــــا         سجداتنا والارض تقذف نــارا

كنـــــا نقدم للسيــوف صدورنـــــا         لم نخشى يوماً غاشماً جبـــارا

وكـــان ظل الســيف ظـــل حديقة         خضراء تنبت حولها الازهارا

لم نخشى طــــاغوتا يحـــاربنا ولو        نصب المنايــا حولنــا اسوارا

ندعو جهاراً لا الـــه ســــوى الذي        صنع الوجـــود وقدر الاقــدار

ورؤوسنــــا يــــارب فوق اكفـنا           نرجو ثوابك مغنماً وجــــوارا

ولا بد وان نغيض العدو بقوتنا وبقتالنا وصمودنا وباستشهادنا .. كما عبر شاعر الكفاح الفلسطيني الشاعر المقاوم الشهيد عبد الرحيم محمود ( أبي الطيب ) حين قال في مطلع إحدى قصائده الشهيرات ..

سأحمل روحي على راحتي      والقي بها في مهاوي الفدا

فأما حـــياة تســـر الصـديق      وانا ممات يغيض العــــدا

 

رشيد جبر الأسعد

( أبو محمد )

كاتب فلسطيني / بكالوريوس تاريخ

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"