يتكبد
الأهالي مبالغا طائلة في محاولة منهم لانتشال أبنائهم من وضع اقتصادي سيء وشح في
فرص العمل، فيصل من يستطيع إلى بر الأمان مفتقدا حنان الأهل وعبق الوطن .
أمنيات
بالحصول على فرصة ..
المواطن
أحمد يبحث عن فرصة عمل منذ ان حصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة قبل 4
سنوات من الآن يقول لدنيا الوطن: " أحاول الحصول على فيزا للسفر إلى خارج
فلسطين لأي دولة أوروبية، ولكن كقول المثل قلة ما في الايد بتكيد " .
ويضيف:
" سمعت كثيرا من الذين هاجروا الي الدول الاوربية ان العمل متوافر والاوضاع
المعيشية ممتازة، وأنا أقصى أمنياتي الخروج لأي دولة أوروبية للحصول على فرصة عمل "
.
تجارب
..
المواطن
حسام أنهى دراسته الجامعية في ألمانيا وحصل على فرصة عمل مناسبة له
يقول: " الحياة في الدول الاوروبية تختلف كليا عن الوطن ومن الصعب
التأقلم فنحن لنا عاداتنا وتقاليدنا وإسلامنا فمن الصعب ممارسة
حرياتنا في وسط أوروبي " .
يضيف:
" انصح كل من يهاجر الى دولة أوروبية أن يحافظ على عاداته وأن يحصل على وظيفة
مناسبة له لشق رحلته في تطوير ذاته وبناء أسرته " .
رغم
سهولة الحصول على عمل سواء لمن يحمل الشهادة أو غير المتعلم إلى أن بناء الوطن
أجدر من العمل بالخارج، كان ذلك رأي المواطن وليد " في رحلتي أحاول جاهدا أن
أحافظ على عاداتنا وتقاليدنا دون ان أمس بحريات الآخرين، ولكن الأجدر بنا ان نبني
بلدنا وليس بلاد الغرب و أنا هنا اعمل كموظف ريثما انهي دراستي الدكتوراه ومن ثم
سأعود إلي قطاع غزة " .
محاولات
فاشلة ..
اما
احد الاباء يروي قصة ابنه الذي ألح عليه برغبته في السفر إلى السويد يقول
" بعت قطعة أرض وأعطيت مبلغ 7000 دولار لشخص وعد بتدبير الأمر لابني " .
يضيف
بأسى: " تم وضع فيزا مزيفة وبها غادر ابني قطاع غزة، ولكن في مطار القاهرة تم
الكشف عن هذه الفيزا مما استدعي اعتقال ابني لمدة 10 ايام وترحيله الي قطاع غزة
ووضع اسمه علي قائمة الممنوعين من السفر" مضيفا أنه تم النصب عليه بالمبلغ
ولا يستطيع الان ان يقدم شيئا لابنه في ظل أمل الشباب بالهجرة إلى الدول الأوروبية
.
والبعض
يخاطر بحياته ويقف أمام كثير من مخاطر التهريب ليصل إلى دولة أوروبية تمنحه فرصة
عمل حتى لو كان بطرق غير قانونية فكل الطرق تؤدي إلى روما سواء بشكل قانوني أو غير
ذلك .
يوضح
المواطن (ف.ح) أنه ومنذ فترة مضت كانت أحلامه تتمحور حول الهجرة الى الخارج في ظل
انعدام فرص العمل والمحاولات غير المجدية بامكانية العمل داخل قطاع غزة .
فقد
روي قصته التي رسم نهايتها للوصول إلى ايطاليا: " حاولت الوصول بطريقة
ما الى ايطاليا لكنه قبض عليً ورحلت الى مصر ثم الى قطاع غزة، و ابان الثورة
الليبية تمكنت من الوصول الى مصر عن طريق السلوم ثم الي الاراضي الليبية
ومنها الي السواحل الليبية وتعرفت الى احد المهربين " .
يتابع
قصته: " صعدت علي متن مركب لمدة 3 ايام في عرض البحر بدون طعام ولا شراب
الي ان تاهت بنا السبل وفي النهاية اكتشفنا خفر السواحل الايطالية وأخذنا إلى
مساكن الايواء التي تخصصها السلطات الايطالية للنازحين " .
وكانت
نهاية قصته بترحيله إلى مصر بعد معرفة السلطات الايطالية بأنه من أصول فلسطينية
وغير مقيم في ليبيا، ومن مطار القاهرة تم ترحيله إلى قطاع غزة ليضاف اسمه
الى قائمة الممنوعين من السفر علي البوابة المصرية .
المصدر : صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية
25/1/2013