اللاجئون الفلسطينيون في العراق.. لماذا الآن؟؟ - أنور الشيخ

بواسطة قراءة 2807
اللاجئون الفلسطينيون في العراق.. لماذا الآن؟؟ - أنور الشيخ
اللاجئون الفلسطينيون في العراق.. لماذا الآن؟؟ - أنور الشيخ

اللاجئون الفلسطينيون في العراق منذ عام النكبة في 15 أيار عام 1948 واحتضان الشعب العراقي الشقيق لأشقائه الفلسطينيين في العراق كضيوف مكرمين ومعززين لحين عودتهم إلى وطنهم بعد التحرير.. لم تسجل في تأريخ العراق السياسي والشعبي أي حادثة تذكر من اعتداء أو تحريض ضدهم على القتل أو الطرد بالتهديد والوعيد والإهانات والسباب والشتائم التي تكال ضدهم مثلما يحدث الآن في ظل الاحتلال الأميركي..

حقائق لابد من ذكرها :

* اللاجئون الفلسطينيون الذين طردوا قسرا من بلادهم بفعل الاحتلال الصهيوني عام 1948 إلى العراق لا يتجاوز عددهم عن أربعة ألاف لاجئ فلسطيني أي بنسبة 860 عائلة فلسطينية غالبيتهم من القرى الثلاث قرية اجزم وقرية جبع وقرية عين غزال من قضاء مدينة حيـفا الفلسطينية الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

* في عهد النظام الملكي في العراق آنذاك استضافتهم الملكة علياء زوجة الملك العراقي عند تجوالها وهي عائدة من مدينة البصرة رأت حشد من العوائل الفلسطينية جلهم من النساء والشيوخ والأطفال في احد معسكرات الجيش العراقي في الزبير وهم يتدافعون ويحملون القصع لاستلام وجبات الطعام وكان منظرهم ينم عن حياة البؤس ممزوجة بالألم والمرارة.. وقد تركت النساء أزواجهن وأولادهن الشباب في فلسطين لمقاومة الغزاة المحتلين المستوطنين الصهاينة.

* ثم توالت سنوات رحلة عذاب اللجوء الفلسطيني في العراق وتعاقبت الحكومات العراقية إلى العهد الجمهوري بزعامة الزعيم عبد الكريم قاسم ثم عهد عبد السلام عارف وتلاه شقيقه عبد الرحمن عارف بعدها حقبة الرئيس احمد حسن البكر ثم استلام الرئيس صدام حسين.. وبعدها العدوان والاحتلال الأمريكي البغيض للعراق في التاسع من نيسان عام 2003.

* اللاجئون الفلسطينيون في العراق أصبح عددهم لغاية عام 2003 أي قبل الاحتلال الأميركي للعراق (30) ألف لاجئ فلسطيني حسب إحصائية المفوضية الدولية للاجئين UNHCR وهي المنظمة الدولية لإغائة اللاجئين من الحروب والكوارث وبالتنسيق مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) المتخصصة باللاجئين الفلسطينيين في كل أماكن اللجوء والشتات وبالتنسيق مع الهيئة الوطنية الفلسطينية في العراق التي تشكلت بعد الاحتلال الأمريكي للتصدي لتداعيات ونتائج الاحتلال السلبية على اللاجئين الفلسطينيين في العراق من تهجير بعض العوائل الفلسطينية من مساكنهم حيث نصبت الخيام في مركز نادي حيفا الفلسطيني لإيوائهم وقد تحملت الهيئة الوطنية الفلسطينية مسؤولية متابعة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق من خدمات طبية واجتماعية وبلدية وأمنية.

* المسؤول سياسيا عن اللاجئين الفلسطينيين في العراق هي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني خاصة.. ثم سفارة دولة فلسطين التي لها تمثيل رسمي ودبلوماسي في العراق.

* بعد الاحتلال الأميركي للعراق مباشرة تم اعتقال القائم بأعمال سفارة دولة فلسطين من قبل قوات الاحتلال مع الملحق التجاري للسفارة وعدد من موظفيها وتم مداهمة السفارة وتحطيم أبوابها. واستمر اعتقالهم لأكثر من عام في أم قصر.

*بعد أشهر من الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.. الصحف الصفراء بشراذم الأحزاب والقوى الطائفية العراقية التي جاءت خلف المحتل بدأت ببث سمومها بالتحريض ضد العرب بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص، وهو إعلان صريح لهذه الأحزاب والشراذم العميلة للاحتلال الأمريكي للعراق عن توجهاتها الشعوبية والعنصرية والانعزالية من خلال رفع شعار (العراق للعراقيين)!!؟

* وفي العام نفسه بدا تنفيذ مسلسل العدوان المباشر من قبل هذه الشراذم وقطعان الاحتلال الأمريكي للعراق المتمثلة بقوات الغدر وحزب العدوى والوباء الإيراني الولاء وآخرين من العملاء للمحتل الأمريكي, بمطاردة واستدعاء وتهديد عدد من اللاجئين الفلسطينيين في التجمعات الفلسطينية منها الحي السكني في البلديات وغيره تحت حجج وذرائع انتقامية حاقدة للعروبة والإسلام.

* في مطلع شهر كانون الاول لعام 2004 قامت قوات الاحتلال الأميركي للعراق بمداهمة مقر الهيئة الوطنية الفلسطينية في العراق واعتقال عدد من أعضائها ومطاردة وملاحقة الآخرين وعلى إثرها تم تدمير وإتلاف ومصادرة جميع محتويات المركز والاعتداء على بيت الطفل الفلسطيني وجمعية المرأة الفلسطينية وروضة وحضانة حـيفا ومركز الحاسوب.. ثم بعد ذلك توالت سلسلة من الاعتداءات الإجرامية بحق اللاجئين الفلسطينيين في العراق من قبل قوات الاحتلال الأمريكي وعملائه .

لماذا الاستهداف لاخوتكم اللاجئين الفلسطينيين في العراق؟؟

*فشل قوات الاحتلال الأمريكي للعراق في القضاء على المقاومة العراقية الباسلة .

*عزلة الحكومة العميلة للاحتلال دوليا وإقليميا المدعومة من قوى الاحتلال فقط، وعدم وجود أي تعاطف شعبي وجماهيري عراقي لتأييدها وتعاطف شعبي عربي من المحيط إلى الخليج.

*إن إطلاق كلابها المسعورة المتمثلة بقطعان المحتل قوات الغدر ولواء النعاج وغيرها من المسميات البغيضة وذلك لفشلها الذريع في حماية المواطن واستتباب الأمن والاستقرار.

*افتعال وتنفيذ عمليات إجرامية من قبل الحكومة العراقية المنصبة من للمحتل بحق المواطنين العراقيين من خلال التفجير الذي يستهدف المدنين الأبرياء العراقيين في مناطق مختلفة من العراق ومنها بالتحديد ما حصل من تفجير في منطقة بغداد الجديدة وهي لا تبعد عن أماكن سكن اللاجئين الفلسطينيين في منطقة البلديات عن 2 كيلو متر والتي جاء توقيتها مع ذكرى النكبة الفلسطينية 1948 وعلى إثرها تم اعتقال فلسطينيين أبرياء لا صلة لهم بتنفيذ هذه الأعمال الإجرامية وإكراههم على الاعتراف بتنفيذ هذه التفجيرات وبثها على قناة (العراقية الموسادية) وهي نوع من البروكاندة الإعلامية الدكشوانية.. الشارلو كومزية.. التي تروجها حكومة المحتل.. لتحقيق:-

أولا:- لتشويه دور المقاومة الباسلة المتصاعد بأنها تمارس الإرهاب وتستهدف المواطنين الأبرياء.

ثانيا:- سعي الحكومة العميلة اليائس في محاولة منها لتحريض الشعب العراقي على المقاومة والعرب والفلسطينيين لاستجداء تعاطف شعبي عراقي بسبب عزلتها.

ثالثا:- تريد هذه الحكومة العميلة من خلال هذه الممارسات التعسفية بحق المواطنين العراقيين والفلسطينيين الأبرياء من اعتقال وخطف ودهم فرض سطوتها وهيبتها الخائبة على الشارع العراقي.

أما نحن اللاجئون الفلسطينيون نعلنها على الملأ نقول الحقيقة لا نخاف لومة محتل أو خائب نصبه المحتل ذليلا له..

*إننا مع خيار الشعب العرقي في رسم مستقبله ومصيره الوطني من اجل عراق عربي مسلم مستقل ذا سيادة وطنية محرر من الاحتلال الأمريكي.. وديمقراطي يحكم نفسه بنفسه.

*إننا نعرف الاحتلال، وقد خبرناه طيلة 57 عام ولازلنا نعاني منه وهو الاحتلال الصهيوني البغيض ونعيش تحت سياطه وهو أبشع احتلال عرفته البشرية. إن الاحتلال أي احتلال مهما كان لونه وجنسه انه يعني القتل والتدمير والفوضى وانتهاك العرض والأرض والشرف والكرامة إن كان احتلال صهيوني أو احتلال أمريكي انه عنوان الإذلال إذا لم يقاوم.. والمداهمات لحرمة البيوت والمساجد والعدوان على المدن والقرى إذا لم يواجه.. والاغتيالات والاعتقالات والاختطاف إذا لم يتصدى له.. لا امن ولا استقرار في ظل الاحتلال.. انه يطال الجميع الأخضر واليابس لا احد بمنأى من جرائم الاحتلال وعملائه واستهدافاتهم.

*إن استهداف اللاجئين الفلسطينيين في العراق أصبح واضحا وضوح الشمس وقد فضح عورات عملاء المحتلين الأمريكان....... إنها رسالة سياسية مفضوحة توجهها هذه الحكومة العميلة للمحتل لنهجها الذي يتجه صوب الكنيست الصهيوني في تل أبيب.

إن استهداف اللاجئ الفلسطيني في العراق يعني استهداف رمزيته الوطنية والنضالية والجهادية للشعب الفلسطيني في مقاومه الاحتلال الصهيوني قل نظيره في التأريخ القديم والحديث والراهن للبشرية ولأنها تذكر الجميع من امة العرب أن الاحتلال تجب مقاومته بالرغم من إمكانيات شعبنا الفلسطيني في العدة والتسليح المتواضعة، إلا أنه يأبى الاستسلام للاحتلال وغطرسته وذلك بامتلاكه إرادة وطنية صلبة فولاذية لا تلين، وهذا النموذج الفلسطيني المقاوم في فلسطين يقض مضاجع عملاء الاحتلال الأمريكي في العراق ويشحذ همم الشعب العراقي والمقاومة العراقية الباسلة في تلقين قوات الاحتلال الأمريكي وعملائه في العراق درسا قاسيا يجب أن يستوعبوه...... إن الغزاة لا مكان لهم ولا مستقبل لهم على أرضنا.

2009-07-16

"حقوق النشر محفوظة لموقع "فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"