مبارك يصف أبو عمار بـ"الخائن" وينعته بـ"ابن الكلب" .. صمّت الآذان وخرست الألسنة .. ولم نستمع لذات الردود على حمامي أو أقل منها على مبارك – غازي مرتجى

بواسطة قراءة 3020
مبارك يصف أبو عمار بـ"الخائن" وينعته بـ"ابن الكلب" .. صمّت الآذان وخرست الألسنة .. ولم نستمع لذات الردود على حمامي أو أقل منها على  مبارك – غازي مرتجى
مبارك يصف أبو عمار بـ"الخائن" وينعته بـ"ابن الكلب" .. صمّت الآذان وخرست الألسنة .. ولم نستمع لذات الردود على حمامي أو أقل منها على مبارك – غازي مرتجى

هل لا زال "مبارك" يحكم ؟ كل أصدقاؤه يوم كان في الحكم خرجوا على الإعلام وكشفوا حكاياته المخزية وقصص العار الخاصة به وهم من أقرب المقربين منه .. بل أصبح "قذف" مبارك بالصدق أو الكذب نوع من أنواع التقرب للثورة المصرية ولشبابها ! .

على ماذا يخاف هؤلاء ؟ ولماذا لم نر ذات ردّات الفعل التي سمعناها ضد "حمامي" ؟ .. ربما يكون "الحمامي" معذور فهو بالأصل "معارض" لأبو عمار وللسلطة ولحركة فتح .. وهو أيضاً "طويل لسان" دائماً .. وتلفّظ بكلمة "خائن" .. بينما مبارك وصف أبو عمار بـ"الخائن وابن الكلب" ! .

كنت أعتقد أن ردّات الفعل التي انفجرت بوجه "الحمامي" كانت دفاعاً عن "الشهيد" أبو عمار .. وعن رمز وطني .. وعن "شهيد" ضحّى بدمائه لأجل الوطن .. لكني اكتشفت أنها "كذبة كبيرة" .. وأن الدفاع عن أبو عمار لا يعدو كونه "شو إعلامي" أو ضمن قانون "شوفيني يا مرت الخال" .

من يكتب التاريخ ليس "الحمامي" , بل "مبارك" .. فالأجيال الحالية والقادمة والسابقة أيضاً لا تعرف "حمامي" .. بل تعرف وستعرف "مبارك" .. خطورة ما تحدث به مبارك لا تكمن بحديث عابر تم تسريبه , بل في "تاريخ" سيتم تدوينه ..

كنت ولا زلت وسأبقى مؤمناً أنّ تعامل الإعلام المصري مع القضية الفلسطينية في الوقت الراهن غير مرتبط لا برؤية حماس ولا بتوجهات فتح , فالصحيفة التي نشرت هجوم مبارك على أبو عمار إحدى أشد الصحف هجوماً على حماس .. هلاّ اقتنعنا أن "القرعة" لا تتباهى بشعر "جارتها" ؟ .

(2)
القانون العالمي يوجب على الدول المتجاورة فتح الحدود الإقليمية وعدم إغلاقها إلا لأسباب تتعلق بأمن قومي أو حالات طارئة كالأمراض والوباء أو لأسباب أمنية داخلية .. في حالة معبر رفح الأمر مختلف ومرتبط بعدة أمور وأسباب ومسببات .. لكنها جميعها تتحطّم أمام حالة مرضية واحدة تفقد حياتها على بوابة معبر رفح لمنعها من الخروج منه ..

في حالة الانقسام الفلسطيني الحاصل سمحنا لشذاذ الأفق ومصطادي الماء العكر بالحديث كثيراً وبتأويل كل شيء وفقاً لمزاجاتهم وما يروق لهم , فمثلاً يختار البعض الحديث عن رفض الجانب المصري فتح معبر رفح إلا بتواجد حرس الرئاسة , سمعت الخبر مائة مرة وسمعت أكثر من مائتي نفي له عل مدار سنوات الإنقسام .. بل وآخر نفي كان عملياً بعد أن تحدث الرئيس أبو مازن لمدير المخابرات المصرية وطالبه بفتح معبر رفح , وبالفعل تم فتحه فوراً .

حالات متعددة أسمعها يومياً , منها ما يتعلق بحالة علاج ومنها ما يتعلق بدراسة ومنها ما يتعلق بعمل .. وآخرها صديق لي أصبح أمله في الحياة فتح معبر رفح لساعتين فقط ليجلب زوجته المحتجزة في الأردن إلى غزة .. ولم أسمع شخصاً يود الخروج من غزة "للسياحة" .. فالمعبر فقط للحالات الاضطرارية ..

في حالتنا الحالية , وبحسب الأسباب المصرية لإغلاق معبر رفح وهي أسباب تتعلق بالأمن القومي المصري  , فأقترح على الجهات المصرية المسؤولة تجهيز عدد من الباصات العامة بالاتفاق مع شركات نقل خاص مصرية لنقل المسافرين وتوزيعهم كل حسب وجهته , وتخصيص عدد من العساكر من الجهات الأمنية لمرافقة هؤلاء المسافرين , فالمتوجه للمطار لا تتركوه إلا وهو داخل طائرته , والمتوجه لمستشفى للعلاج لن يخرج منها أصلاً لأنه متوجه للعلاج , والمتجه للدراسة في الجامعات المصرية أعتقد أن الجهات الأمنية والشرطية جاهزة والضبطية الأمنية التي تم إقرارها مؤخراً في مصر تسمح باعتقال كل من يخل بالأمن .. فرضاً .

إذاً الأمر "سهل" , والقضية "بسيطة" فغزة لا يوجد بها "وباء" وعلى فرض أن فيها من يعكّرون الأمن المصري فلا أعتقد أن ذو عقلية "تخريبية" سيخرج رسمياً من معبر رفح !! .

لا يُسمح لأي شخص بالحديث عن إغلاق المعبر وفق اتفاق بين السلطات المصرية والفلسطينية برام الله , فالرئيس طالب بفتح معبر رفح مراراً .. وحماس تعلن ليل نهار انها لا تسمح بتعكير الأمن في مصر .. إذاً لا أسباب حقيقية أو مقنعة لإغلاق معبر لن يخرج منه إلا "المضطر" .. 

أعيدوا فتح معبر رفح .. فهناك عائلات حياتها معلّقة فقط بـ"جرّة قلم" و "ختم" للمرور من خلال مصر أو الدخول إليها .. 

مصر الكنانة والعروبة .. لم ولن تسمح بالتضييق على قطاع غزة .. هذه حقيقة تاريخية .. وأمل في ذات الوقت .

 

المصدر : صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية

20/9/2013