الدستور : معنى « يهودية » الكيان الصهيوني في فلسطين - نواف أبو الهيجاء

بواسطة قراءة 5654
الدستور : معنى « يهودية » الكيان الصهيوني في فلسطين - نواف أبو الهيجاء
الدستور : معنى « يهودية » الكيان الصهيوني في فلسطين - نواف أبو الهيجاء

يعرف نتنياهو، كما يعرف ليبرمان، وكل من سلطة الكيان الصهيوني - ومن ليس في السلطة ذاتها على السواء، أن الفلسطيني الذي يمكن أن يبصم لهم على إقرار (بيهودية إسرائيل) لم يخلق بعد، وقد لا يخلق على الإطلاق، ذلك أن هذا الشعب لا يمكن أن يتخلى عن حقوقه المشروعة، وتحت أي ظرف من الظروف.

وإذا، قال إعلان في تل أبيب أمام المبعوث الأمريكي جورج ميتشل بأن على الفلسطينيين الإقرار أولاً بمبدأ (يهودية دولة إسرائيل) وقبل الخوض في أي نقاش حول (حل الدولتين) هو تحصيل حاصل لسياسة صهيونية ثابتة - بصرف النظر عن تغيير أسماء رؤساء الوزارات ووزراء الخارجية ورؤساء (الدولة) - أكانوا فاسدين ومفسدين مثل (أولمرت) أم كانوا يبيضون ويغسلون الأموال مثل (ليبرمان) أم كانوا يتحرشون بموظفاتهم كما كان حال (كاتنزر ) .

أعني أن (يهودية دولة إسرائيل) هو شغل شاغل كل الأحزاب والقوى والاتجاهات (الساحقة) في الكيان الصهيوني - الاحلالي. فالاحلال لن يكون إلا وفق اعتراف دولي وعربي وفلسطيني يعني -إجازة قتل- أو - إجازة ترانسفير- ويراد لهذه الإجازة اليوم أن تكون ممهورة ببصمة (فلسطينية) رسمية.. بعد أن كان الاحتلال قد حصل على بصمة وتوقيع وإقرار إدارة ساقطة في جب العدوان والعنصرية والجنون الذي أدخل العالم كله في أتون (انفجار الفقاعة) الاقتصادية.. إدارة جورج دبليو بوش.

لكن المطلوب اليوم أن تقف الإدارة المنتخبة الجديدة - في واشنطن - إدارة أوباما الموقف ذاته - أي الإقرار بيهودية (إسرائيل؟) ما يعني السماح بطرد كل من ليس يهودياً في (حدود) دولة لم يتم ترسيم حدودها (إلى اليوم) - أي - بصريح العبارة - أن تكون (الدولة اليهودية - وضمن الحدود التي تراها الصهيونية مناسبة - ) نقية تماماً من أي (عنصر) أو (دين) غير يهودي - فلا مكان في (الدولة المأمولة) للفلسطينيين (المسلمين والمسيحيين على السواء). وهذا يقود إلى أن يتساءل المرء عن (البقعة) التي يراد لها أن تكون نقية - أهي المحصورة ما بين البحر والنهر؟ أم هي التي بني الجدار ليعزلها عن سواها - أم هي في الحقيقة - وضمن الطموح غير المشروح - مابين (النيل والفرات)؟.

المستحيل هو ما يطلبه نتنياهو، وعليه - فإن من يراهن على أن تقوم إدارة أوباما بقلب الموقف الصهيوني بنسبة مائة وثمانين درجة ليس إلا وهماً من الأوهام. إن أبسط ما يقال في معرض رفض التدخل أو الضغط الأمريكي - في حال حصول أي منهما - أن حكومة (نتنياهو) ائتلاف (وطني منتخب ديمقراطياً)، فلا يجوز على هذا الأساس السعي لفرض أمر يرفضه (الذين انتخبوا) هذه الحكومة ومنحوها تأييدهم ومحضوها دعمهم وهم مستمرون في هذا.

المطالبة اليوم علانية بأن يعترف الفلسطينيون بيهودية (دولة إسرائيل) ليس إلا مطالبة إنسان ما بوضع الأنشوطة حول رقبته ليتم (إعدامه) شنقا، بإرادته، وبموافقته بدليل أنه هو من وضع الحبل بيديه حول عنقه. فهل يظن الصهاينة أن أمراً كهذا يمكن أن يحدث؟.

على تل أبيب ومن يسندها ومن يراهن على مفاوضات معها تفضي إلى حل الدولتين أن يضعوا في حسبانهم موقف أصحاب الحق - في داخل الوطن المحتل وفي خارجه - وهؤلاء الملايين العشر أو أكثر لن يقبلوا بديلاً عن العودة والدولة المستقلة والقدس العاصمة، وتحت أي ظرف من الظروف القاسية، وفي ظل أي متغيرات يراد لها أن ترغمهم على قبول( الانتحار) .

18/4/2009
صحيفة الدستور الأردنية