فلسطينيو العراق بين الامل والضياع والقال والقيل - مريم العلي

بواسطة قراءة 1744
فلسطينيو العراق بين الامل والضياع والقال والقيل - مريم العلي
فلسطينيو العراق بين الامل والضياع والقال والقيل - مريم العلي

المدارس ولا يعرف ماذا يفعل بعد ان فقد كل شيء فيقف كثيراً على الأطلال..

خاصة إذا كانت الخفافيش قد سكنتها وعرفت طريقها  ..

ويبحث عن صوت عصفور  ..

يتسلل وراء الأفق لبصيص حياة جديدة لعلها تعيد ما فقده ! وامرأة اخرى رفع ملفهم الى الولايات المتحدة الامريكية منذ ثلاثة سنوات تتحدث بان حال عائلتها توقف بالكامل فلا تطور بحياتهم على امل السفر الذي طال انتظاره فلا تستطيع تزويج بناتها ولا اولادها ولا اي مشاريع اخرى على امل الرحيل وطفلة بعمر الثامنة ربيعا متشوقة وتأمل برؤية والدها التي لم تراه تركها وهي في جوف والدتها بعد رحيله من العراق لاسباب طائفية تأمل من المفوضية لم شملها وامها لابيها وتتحدث بعيون مغرغرة بالدموع رُبما تكون روحي قد عجزت عن لقياك، وتكون عيني أيضاً قد عجزت عن رؤياك، ولكن قلبي أبداً لم ولن يعجز على أن ينساك.

وآخرين من اولئك الذين اتصلت فيهم المفوضية تسال عن افراد العائلة ويقولون لهم سنعاود الاتصال معكم بوقت قريب واخرين من الذين تمت مقابلتهم لمرة ومنهم مرتين وتركهم لفترات دون التوصل معهم باي نتيجة وام تعيش مع ابنها الوحيد الذي تم تسفيره من خلال المفوضية على امل ان تلتحق بولدها لكن تقبع بين اربع جدران من اشهر دون جدوى وسائل لتبقى رهينة الماضي بواقع يمزجه الالم والحصرة لفراق ابنها واحفادها عنها وهي تبكي حالها هذه بقايا أحلامها نجت من سطوة الانكسار وقفت على شفا الضيم تشكوضعف حالها إلا من قلم يذود في حمى الأفكار دثِّريها بعنفوان أوجاعها  انثريها على حوافي الذكريات  تغدو بلسما يداوي علل الحكايات لم تعد آفاقي كما اعتادت تلطخ وجنتيها بمداد العتمات والكثير من القصص والقصص لمجتمع يعيش واقعا لم تألفه اي مجتمع اخر في العالم من التناقضات التي ابتلي فيه مما شجع البعض من اصحاب القال والقيل زيادة الحياة سوداويته وسياسة القال والقيل والجهل والاستكبار والافساد والغرور واصبح افة تهتك بمجتمعنا دون رادع والكثير يرى نفسه بريئاً والكثير يتكلم ويتنكر .. معظمنا لا يرى بوضوح أخطاءه فقط نرى الغير ونضع حياتهم تحت المجهر .. ونتحدث بكل صغيرة وكبيرة ونختم الجلسة  «ليش وليش مش قصدي .. افهمتني غلط .. الله يخزي الشيطان .. بنتسلى .. وهو يبيح وياخذ كل شئ تحت بند  البهللة...» الجميع محللون ومعظمنا يصلح للعمل في مجال تحليل الأخبار وتقنينها  والمعضلة الكبرئ انه لم يتم اختراع عقار مقاوم لهذا المرض من قبل والمشكلة الاكبر من الكبرى ان الاخرون يسمعون له فتراهم يفتحون اذانهم ويجهزون اشارات الاستقبال ولا يفوتون كلمة وهم يهزون رؤوسهم بنعم نعم ويضيف المستمع اها انا لاحظت حركاته يعني يوقع للمتحدث بالعشرة ورغم عظم الشدة وشراسة المكيدة وبراعة الخديعة الموجّهة للإيقاع بالناس والمساكين من ابناء جلدتهم وبالمصلحين ورد الحق وإطفاء نوره إلا أن المصلحين صامدون والخيرون موجودون .

روى أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح قال فيه : «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة . قيل : ومن الرويبضة ، قال : الرجل التافه ، يتكلم في أمرالعامة » (الألباني – السلسلة الصحيحة) .

  ولا يأس مع الحياة إن استجابة الناس لمعنى الفجيعة وماهية الانكسار وحقيقة المأساة ومقادير المسؤولية تتفاوت درجاتها ونوعيتها تبعا لتحسساتهم ومقدار تشربهم للوعي المأساوي وتفاعلهم مع مفاعيل الفقد والافتقار والانجراح ودواعي ميلهم إما للجمال والعذوبة وإما للعقوبة.. يسجل فلسطينيو العراق تاريخ الاستجابة للمخاوف والأشواق وطرق تدبير الأوجاع والقلق والخوف من المجهول ومع كل ذلك نقول بأن الفرج اتي لكم وستنالون ما تنشدون اليه بإذن الله تعالى .

 

بقلم د.مريم العلي

9/1/1440

18/10/2018

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"