ومن يتمكن ذووه من زيارته يرجعون وكأنهم لم يذهبوا من شدة البؤس والصدمات والحزن الذي يرجعون به ، إذ بدأت رحلة جديدة من المعاناة وضيق العيش بعد اعتقال العشرات من الفلسطينيين من قبل قوات تابعة لوزارة الداخلية وبإسناد قوات الاحتلال الأمريكي بتاريخ 14/3/2007 ، ولازال عدد منهم يقبع في سجون وزارة الداخلية لحد الآن وتتوارد الأنباء عن سوء معاملتهم ووضعهم المأساوي مع ما تلقوه من تعذيب شديد وإكراه على الإدلاء باعترافات وأقوال لم يرتكبوها .
ومن تلك المشاهد المؤسفة والمحزنة ما حدث بتاريخ 23/1/2008 لدى زيارة إحدى العوائل الفلسطينية ولدهم المعتقل منذ 14/3/2007 والمكان هو سجن التسفيرات قرب ملعب الشعب ، ففي البداية تم إهانة أهالي المعتقلين وإجلاسهم على الطين والماء لحين خروج أبنائهم لمواجهتهم في ظل أجواء ممطرة فقالت والدة أحد المعتقلين لجندي راجية منه أن لا تجلس على الطين لأنها امرأة كبيرة في السن ومريضة ولا تقوى على هذه الحالة فقام يصرخ عليها مع الشتائم والسباب وأراد طردها ، وقال لها : إما الجلوس على الطين أو مغادرة المكان وهذا يعني عدم رؤية فلذة كبدها المعتقل .
في هذا اليوم كانت زيارة عامة للمعتقلين العراقيين والفلسطينيين حيث قام حراس السجن بإهانة جميع الأهالي الحاضرين بهذه الطريقة ، والمشهد المأساوي هو عند خروج أبنائهم للقائهم إذ ظهروا حفاة بعضهم من شدة البرد يلبس في قدميه كيس من النايلون ولا يلبسون إلا ملابس رقيقة وقمصان قصيرة وبحالة صحية يرثى لها ، وتبين بأن المعتقلين الفلسطينيين يعيشون في خيام في هذا البرد القارص وقال أحدهم لوالدته عند لقاءها ، إن القوات الأمريكية تأتي ليلا وترفع عنهم الغطاء عن جميع الخيام ليصبحوا وكأنهم في العراء في ظل هذه الظرف الجوية الصعبة للغاية ، فتأملوا هذه المعاملة القاسية لقوات الاحتلال الذين يتبجحون بحقوق الإنسان وحرية المواطن كذبا وزورا ؟!!!.