لا
علينا بشعارات الممانعة والمقاومة ودعوى تحرير فلسطين وقذف "إسرائيل" في
البحر التي ترفعها تلك الدولة المارقة , فكم ممن هو على باطل قد رفع كلمة حق ليمرر
من تحتها شرا عظيما .
لقد
أزاحت الصليبية العالمية ممثلة بأمريكا وحلفائها أكبر عقبة من أمام إيران وهو صدام
حسين وسلمت مفاتيح العراق لشرذمة من عملائها , ودعمت أمريكا والكيان الصهيوني
إيران في حربها على العراق فعندما كان الدرع العراقي متفوقا خلال الحرب العرقية
الايرانية سلمت امريكا 3000 صاروخ مضاد للدروع من طراز تاو لإيران وما فضيحة
"ايران كونترا " الشهيرة عنا ببعيد .
ذكرت
مجلة "ميدل ايست" الشهرية البريطانية في عددها لشهر نوفمبر 1982 أن "إسرائيل"
باعت إيران أسلحة عائدة للمقاومة الفلسطينية كانت قد استولت عليها "إسرائيل"
خلال حروبها. مع المقاومة الفلسطينية ودفعت إيران ثمنها مالا ونفطا وبلغت
قيمتها 100 مليون دولار وذهب هذا السلاح إلى حرس الثورة .وكان هذا الأمر قد سبب
توتر العلاقة بين ملالي طهران ومنظمة التحرير الفلسطينية .
كما
يروى أبو الحسن بني صدر، أول رئيس "لجمهورية إيران الإسلامية"، حين
سألته قناة الجزيرة: "هل كنت على علم بوجود علاقات معينة مع "إسرائيل"
لأجل الحصول على السلاح؟ فأجاب: في المجلس العسكري أعلمنا وزير الدفاع أننا
بصدد شراء سلاح من "إسرائيل"، عجبنا كيف يفعل ذلك، قلت: من سمح لك بذلك،
قال: الإمام الخميني، قلت هذا مستحيل ! .[1] .
وها نحن
نرى ونسمع كيف تقف الصليبية بكل قوتها لحماية طفلها المدلل بشار من السقوط , لقد
بدى واضحا أن اليهود وحلفائهم الصليبيين , يعملون بجد لبناء الهلال الشيعي الممتد
من طهران إلى أقصى جنوب لبنان وبوادر هذا الهلال بدأت تتضح وتظهر وترسم حدوده ولا
يخفى على أحد , فلبنان قد سقط في يد حزب الشيطان وسوريا هي أصلا بيد الفرقة
النصيرية الباطنية التي يحاول الغرب الصليبي تقويتها وإعادة انتاجها بعد ثورة
الشعب السوري عليها .
والعراق
سلمته أمريكا للشيعة لكن بقيت حلقة مفقودة في هذه السلسلة (أي الهلال) وهي محافظة
الأنبار السنية الكبيرة والتي تقارب مساحتها ثلث العراق وتطل على ثلاث دول هي
سوريا والأردن والسعودية , فقد بقيت هذه المحافظة عصية على المشروع الشيعي كما
إنها مهمة لموقعها الستراتيجي , فالأنبار السنية تقطع هذا المشروع وتفقده أهميتة
والغاية من بناءه .
لذا فإن
دهاقنة البيت الأبيض مع دهاقنة قم عقدوا العزم على ربط سلسلة الهلال الشيعي ليكتمل
مشروعهم المشترك وهو حماية دولة اليهود في فلسطين .
فلا
يُستغربْ إذا هذا التهافت من الغرب والشرق في دعم حملة المالكي على الأنبار وبكل انحيازية
وصلافة دون مراعاة أي شعار من شعارات حقوق الإنسان التي يتشدق بها الغرب
,فالباطنية الشيعية كانت دوما حليف وخادم بيد الصليبية واليهودية وشواهد التاريخ
كثير جدا على تعاون الباطنية مع كل عدو لأهل السنة .
فاليهود
يبدو أنهم مستعجلون في بناء هذا الهلال لأن الوقت قد تداركهم كما إن مهمة المالكي
للسيطرة على الأنبار ليست سهلة خاصة وإن أهلها ذو قيم وشيم عربية أصيلة ومدربون
على الحروب ولهم تجارب كانت قاسية على الأمريكان الذين تورطوا في وحلها, نسأل الله
أن يسدد رمي أهل الأنبار ورأيهم ويمكنهم من عدوهم فهم أحد أهم الوسائل في إفشال
مخطط الهلال الشيعي اليهودي في المنطقة بل هدم للمشروع الشيعي برمته فنوصيهم بأن
تكون هويتهم سنية ظاهرة ويستعينوا بالله على عدوهم , فهذا حمل ثقيل قد وقع عليهم نسأل
الله أن يكونوا أهلا له ويكون الله بعونهم فهو نعم الناصر والمعين .
............
[1]
موقع الحقيقة .
المصدر : موقع
الحقيقة
14/1/2014