وبينما هو في عمان اتصل به صاحبه لكي يرسل معه أمانة إلى بغداد ، وبعد نصف ساعة اتصل به آخر وجلس عنده أكثر من خمس ساعات وتغدى عنده ، وبعدها ذهب إلى الساحة الهاشمية وبلّغ معارفه أنه سيسافر إلى بغداد ومن يريد إرسال شيء إلى أهله أو أمانة أنه مستعد لذلك ( وهذا هو دأبه ) ، وقد كان سابقا يعمل في معمل لصناعة الحلويات في عمان وجلس مع صاحب المحل الذي كان يعمل معه ( معمل حلويات الجندول ) وقال له : ستعمل معي في نهاية الشهر وبراتب 300 دولار وسأزوجك ابنة خالتي سواءً وافقت أو لم توافق ( طبعا ملاطفا له ولمعرفته به حق المعرفة ) ، ثم بعد ساعتين ذهب إلى بيت أخته في منطقة ماركة الشمالية ثم أخبرها بأنه مسافر إلى بغداد ( ولكن سفره الحقيقي كان إلى الدار الآخرة ) ، ثم اتصل به أخوه وقال تأخر حتى تأخذ أجرة ولا تغادر وأنت من غير ركاب ، ولكنه أبى وكان قد واعد أناس لكي يجلبهم من بغداد إلى عمان فذهب إليهم ، وغادر في الساعة الثانية عشر وخمس وأربعين دقيقة ليلا مع صاحبه زياد ، ووصلوا الحدود وناموا ساعتين تقريبا ، ثم صلى الفجر في الجامع وجلس في المقهى ثم استمروا في السير ، وكان آخر نظراته لصاحبه ضحكات غريبة وبعد لحظات وفي الساعة الثامنة صباحا من يوم الأحد الموافق 3/7/2005 م وبمسافة 15 كم تقريبا عن تقاطع الرطبة انحرفت سيارته إلى الجزرة الوسطية ووقع الحادث وخرجت روحه ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) ، ودفن في عمان ( مقبرة الرصيفة ) ، فرحمه الله رحمة واسعة وأدخله جنات النعيم ، وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا .