فبعد خمس سنوات من الدراسة في كلية الطب البشري بجامعة
تعز، وحين وقف على "ناصية الحلم" بالحصول على شهادة الطب، ترك الطالب
محمد ابو نصير من الخليل، احلامه معلقة بين انتظار هدوء حرب قد تطول أو حلول قد
يقدمها مجلس التعليم العالي الفلسطيني، ما يجعل سنوات دراسته في علم الغيب.
الطالب أبو نصير تحدث لـ القدس دوت كوم، عن الظروف الصعبة التي عاشها برفقة عدد من
الطلبة اثناء المعارك ضد الحوثيين الذين سيطروا على مساحات شاسعة من اليمن، قبل
اجلائهم الى السعودية ومن ثم الى الضفة الغربية.
وأضاف"هناك ما يقارب 500 طالب فلسطيني كانوا
يدرسون باليمن، هربوا من ويلات الحرب، ليجدوا انفسهم في منازلهم يعيشون هاجس القلق
والخوف على مصير مستقبلهم الجامعي الذي ما زال مجهولا، خاصة انه لا بوادر لهدوء
الحرب اليمنية والعودة الى مقاعد الدراسة، ولا يوجد حلول لديهم هنا مع مجلس
التعليم العالي الفلسطيني، مع عدم وجود اثباتات لديهم انهم كانوا على مشارف التخرج".
ويشن تحالف تقوده السعودية غارات جوية على معاقل
الحوثيين، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء، ما اضطر الرئيس اليمني عبد ربه هادي
منصور للهرب إلى عدن ومن ثم خروجه إلى السعودية.
واغلقت الجامعات ابوابها دون تمكن الطلبة من أخذ
الاوراق الرسمية التي تثبت مستوياتهم الأكاديمية، وعدم تمكنهم من العودة
لاستخراجها، ما يتطلب تدخلا عاجلا لانقاذ مستقبل 500 طالب، معظمهم على ابواب
التخرج.
ويلتحق معظم الطلبة الفلسطينيين في 6 جامعات يمنية
بتخصاصات الطب والهندسة، للاستفادة من انخفاض معدلات القبول ورسوم الدراسة مقارنة
بالجامعات الفلسطينية والعربية.
يقول امين سر الاتحاد العام لطلبه فلسطين فرع اليمن
اليمن عيسى العملة، لـ القدس دوت كوم، ان مستقبل الطلبة الذين عادوا اثر الحرب مهدد،
إضافة إلى أن مصيرهم ما زال مجهولا في ظل غياب قرار رسمي لاحتواء الطلبة حتى هذه
اللحظة.
ويشير العملة إلى أن الحلول التي قد يقدمها مجلس
التعليم العالي الفلسطيني ربما لن تتماشى مع وضع الطلبة المعقد، "حيث لا
يستطيع الطلبة تأمين الوثائق المطلوبة لالتحاقهم في جامعات اخرى بسبب غياب مؤسسات
الدولة اليمينة واغلاق الجامعات ابوابها، فضلا عن ان معدلات قبول الجامعات
الفلسطينية اعلى من تحصيلهم بالثانوية العامة ما قد يحرمهم من اكمال دراستهم في
تخصصاتهم"، بالاضافة لارتفاع الرسوم الجامعية التي قد لا يستطيع الاهل
تأمينها مقارنة باليمن.
ويقول مدير عام التعليم الجامعي معمر شتيوي لـ القدس دوت
كوم، "انه تم مخاطبة السفارة الفلسطينية باليمن للحصول على بيانات حول الطلبة،
من كشوف علامات ومستوى التحصيل العلمي، حتى نتمكن من دمجهم بالجامعات الفلسطينية
والاقليمية"، مضيفا ان 370 طالبا تقدموا لايجاد حل لمشكلتهم.
ويلفت شتوي الى ان التعليم العالي سيتعامل مع الطلبة
بايجابية، وسيعمل على ايجاد حل لمشكلتهم، كما حصل مع الطلبة الفلسطينيين في ليبيا
والعراق وسوريا.
من جهته قال الوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي د.
أنور زكريا "انه خلال ايام معدودة سيتم وضع حل لمشكلة طلبة اليمن".
بدوره، أوضح السفير الفلسطيني باليمن ذياب اللوح
"أن 700 طالب فلسطيني كانوا ملتحقين بالجامعات اليمنية، وبعد الاحداث الاخيرة
غادر 550 طالبا الى الضفة ودول الخليج، وبقي طلبة من قطاع غزة في السعودية لعدم
تمكنهم من العودة الى القطاع"، موضحا ان 150 طالبا يتواجدون الان في محافظة
ذمار اليمنية التي تنعم بالهدوء والاستقرار.
وأضاف اللوح لـ القدس دوت كوم، أن مقر السفارة الفلسطينية تدمر بفعل القصف،
أنه يمارس مهامه من محل إقامته، وان معظم الطلبة الذين غادروا اليمن يمتلكون
الأوراق الرسمية الجامعية والتي تم مصادقتها من قبل السفارة.
وأوضح بان السفارة الفلسطينية مستعدة لمساعدة الطلبة
بالحصول على اوراقهم الرسمية في حال لم يتمكن أحد من اصطحابها، حيث ان دوائر
الشؤون الادارية في بعض الجامعات ما زالت تعمل ويمكن للطلبة الحصول على اوراقهم
المطلوبة بعمل وكالة لأي شخص يتواجد في اليمن وارسالها لمقر اقامة السفير
الفلسطيني في صنعاء من أجل تصديقها.
في هذا السياق يؤكد الطالب ابو نصير الذي يشغل منصب
امين سر اتحاد الطلبة الفلسطينيين في جامعة تعز "أن 84 طالبا من الضفة يدرسون
بالجامعة لم يتمكن غالبيتهم من الحصول على اوراقهم، بالاضافة لمعظم طلبة جامعة
صنعاء الحكومية، وجامعة عدن، وجامعة الحديدية، بينما تمكن طلبة جامعة العلوم
والتكنولوجيا في صنعاء فقط من اخذ اوراقهم الرسمية".
القدس دوت كوم