الشرطة ضربت طوقاً أمنياً حولهم فلسطينيون يواصلون اعتصامهم في البرازيل على أسرّة العناية المركزة
برازيليا - العربية.نت
وصلت حالة الفلسطينيين في البرازيل إلى حد بالغ الخطورة، بعد تدهور حالة كل من عصام سمير عودة، وزينب خليل إبراهيم، ونيفين عصام (أربع سنوات)، ورامي عصام (عام واحد)، وصبيحة محمد أحمد (61عاماً)، ولؤي سمير عودة (33 عاماً)، ويعاني من انسداد في الرئة وشقيقة هشام سمير عودة، الذي أصيب بتلف في الشريان التاجي، وكلهم يعانون من حالات حرجة.
إلى ذلك, وجه معتصمون فلسطينيون نداءات إلى الحكومة الفلسطينية بعد أن ضربت الشرطة البرازيلية طوقاً أمنياً حول مخيماتهم لإنهاء الاعتصام وإلاضراب عن الطعام المستمر منذ شهور للمطالبة بتأمين مساكن لهم.
وطالبت الجالية، في بيان تسلمت "العربية.نت" نسخة منه، الحكومة الفلسطينية بالوقوف بحزم وإنهاء حالة التشرد التي يعيشوها الفلسطينيون. وجاء في نص البيان "نحن المعتصمون و المشردون الفلسطينيون في شوارع البرازيل من أبناء شعبكم الفلسطيني الذي كان يعيش في العراق حياة كريمة قبل 2003، انقلبت بنا الموازين فجأة وأصبحنا اليوم في البرازيل مشردين نعيش حياة الذل والهوان بكل ما تحمله من معانٍ حقيرة في بلد مثل البرازيل، ليس فيها حتى أدنى حقوق للبشر".
وتابع البيان "عذراً على هذا الوصف، لكننا لم نستطع القول أننا سوف نتشرد، لأننا بالفعل تشردنا في البرازيل. والمشكلة التي تثقل من همومنا أننا مجموعة غالبيتنا نساء ومسنين ومرضى وأطفال صغار".
كما أوضح البيان: "نواجه أشهراً من الضياع والتشرد بأطفال ومرضى ونساء على الأكسجين، ومسنة تعاني العديد من الأمراض، لم نجد إنسانية تنظر لمعاناتنا. لم نجد الضمير والوجدان ليرى ما نحن فيه، لم نجد الرحمة عند أحد ليرحم أطفالاً ومرضى ومسنين، فوضنا أمرنا لله، فهو أرحم الراحمين وحسبنا الله ونعم الوكيل".
وأظهر البيان نبرة أسف عما يحصل للفلسطينيين في البرازيل، حيث جاء في متنه "للأسف لم تلامس هذه المعاناة ضمير أحد، لم تلامس قلوباً رحيمة، لم تلامس الإنسانية عند أحد، الإنسانية التي أصبحت عمياء من جهتنا، الإنسانية التي شردتنا بأطفالنا ومرضانا ونسائنا ومسنينا في الشوارع، الإنسانية التي أباحت نومنا بالشوارع بكل ما نحمله من حالات إنسانية في الحر والبرد والجوع والمرض".
وقال البيان إن "حالات التعامل بالتمييز بين اللاجئين من قبل هيئات فلسطينية، ووجُدت حالات مساعدة أشخاص على حساب آخرين، وكذلك وجد التآمر على حالات وتطويقها وطمس وتشويه الحقائق من قبل أشخاص يدعون أنهم سياسيون فنزلوا بذلك إلى أحط المستويات بحربهم ضد أطفال ونساء ومسنين ومرضى، فراحوا يطمسون الحقيقة ويشيعون أن البرازيل هي جنة الله على الأرض، وهي وطن من لا وطن له، وأنهم عرضوا علينا العودة إلى غزة ونحن رفضنا لأننا نريد الذهاب إلى السويد، وكله كذب، فنار غزة أهون من جنة السويد".
وفي لهجة شديدة جاء في البيان "من هذا المنطلق بدأنا نشك أننا فلسطينيون ومن حقنا أن نلقى الدعم والمساندة في مثل هذه الظروف الأليمة من جهات فلسطينية تمثلنا. الحكومة البرازيلية غير مبالية لما نعانيه في الشارع منذ أشهر وترفض مقابلتنا، والمفوضية هاربة ليس لها عنوان، والسفارة الفلسطينية تقول إنها لا حول لها ولا قوة، ونحن نقول فوضنا أمرنا لله المنتقم الجبار عمن يساهم بظلمنا".
وفي ختام البيان ذكر المعتصمون: "أرسلت لنا قوات الشرطة العسكرية والمحلية، بحجة أن سكان الحي يخافون من الإرهاب، مع أن سكان الحي هم من بكوا على ما حدث لنا بعد تطويقنا بهذه الأعداد من الشرطة. سكان الحي من تعالت أصواتهم على مسؤولي الشرطة لتركنا وشأننا".
المصدر: العربية نت
28/7/2010