النفس بين أحلام الحقيقة وكابوس الوهم!!!!‏- كاتب فلسطيني من قبرص

بواسطة قراءة 1960
النفس بين أحلام الحقيقة  وكابوس الوهم!!!!‏- كاتب فلسطيني من قبرص
النفس بين أحلام الحقيقة وكابوس الوهم!!!!‏- كاتب فلسطيني من قبرص

بسم الله الرحمن الرحيم

الكل يعرف بأننا نعيش أوضاع قليل ما يطلق بحقها بأزمة بين أحلام الحقيقة ‏وكابوس الوهم و لما كان لها من تأثير واضح على نفوسنا على مدار الأربع سنوات ‏الماضية منذ دخول أول طالب لجوء من فلسطينيي العراق الى جزيرة  الأحلام  أو ‏قبرص الأحلام وبدئنا منذ ذلك الحين ولحد يومنا هذا نحلم أحلام الخلود ولكن ‏وجدنا أنفسنا لا نمتلك تلك الأحلام وباتت أنفسنا عائمة فوق جزيرة لا يحق لنا فيها ‏ان نحلم بالأمل والأستقرار بل أصبحنا تلقائياً ضحاية للكوابيس المفزعة وباتت ‏أنفسنا غارقة في بحر الأوهام .‏

إن ما نتحدث عنه ليس سراباً وإنما كنا نتحدث عن واقع‏,‏ وما زال هذا الواقع حياً ‏وموجوداً,‏ وحتى لو قيل بأن هذا‏‎ ‎الواقع بات مكبلاً ومقيداً فإن ذلك أمر مؤقت ولا ‏يمكن له أن يدوم إلى ما لا‏‎ ‎نهاية‏!‏!!, إننا نخطيء خطأ بالغاً لو أننا أستسلمنا لدعاوي ‏التوقف عن الحلم لأن ذلك معناه أننا‎ ‎نسلم أنفسنا لبديل آخر اسمه الكابوس فالذين ‏لا يحلمون أحلاما جميلة سوف يقعون في نهاية الأمر ضحايا لكوابيس الوهم‏!‏.‏

وإذا كان الواقع الراهن لا يرضي أمالنا في الحاضر وطموحاتنا في المستقبل فإن معالجة ‏ذلك لا تتم بإغلاق باب الحلم أو بالهروب في أتجاهات أخرى مجهولة وغير‎ ‎معلومة‏‏‎ ‎وإنما علينا أن نوجد الأسباب التي تشجع على الحلم والأمل ,‏ أريد أن أقول بوضوح ‏أن المراجعة والحساب الذاتي شيء‏ ,‏ وقتل الحلم وإغلاق صفحة‏‎ ‎الرغبة في التصحيح ‏شيء آخر‏‏ , وهذه المراجعة لا تتصادم مع حقنا في أن نحلم بأن نعيش حقنا في الحياة ‏كسائر الأمم الاخرى التي عاشت احلاماً جميلة  في بناء مستقبلها وفتحت احلامهم ‏طريق الأمل لأنفسهم وركلت بعرض الحائط‎ ‎كل معاني الذل والمهانه وأنقذت اإنفسها من بحور الأوهام وسراب الحقيقة , فلم يعد أمامنا من ملاذ سوى الحلم إلا ‏إذا كنا قد أرتضينا أن نبدأ رحلة‎ ‎التقهقر والإندثار كمثل تلك الأمم التي أستسلمت ‏للكوابيس وخاصمت الأحلام تحت وطأة‎ ‎الإحساس بالعجز في عصور التردي ‏والأنحطاط‏.‏

فعلينا أن لا ننصاع الى من يقول بأن زمن الحلم قد أنتهى ونركض خلف سراب ‏وأوهام  لأن هذه الدعوى تخاصم الحقائق وثوابتها ولكي لا نكتشف الخيبة والضياع ‏ونجعل كوابيس الفشل تطاردنا لتطفئ شمعة الأمل التي تضيئ طريق العز والكرامة ‏وهذا بدوره  يعكس روحاً تشاؤمية لا يجوز أن ننساق إليها مهما كانت الأسباب ‏ومهما كان حجم‎ ‎الإحباطات التي صادفت كل الجهود والمساعي الرامية والتي ‏حالت دون حصول  ذلك.‏

ولكن كيف نحمي أنفسنا من حقيقة الوهم ووهم الحقيقة في ظل صعوبة الأدراك بين ‏الحدود الفاصلة بين الحقيقة والوهم , وكيف نحمي الحقيقة ونظهرها بدون التواءات ‏ووهم يعتريها , وكيف نقنع النفس التي أقتنعت بحقيقة ما وأمنت بها وسَيرت باقي ‏أفكارها وفقا‎ ‎لقناعاتها بهذه الحقيقة أن كل قناعاتها ما هي إلا أوهام , وكيف نقتنع ‏أن ما رفضناه أحيانا كوهم هو الحقيقة بعينها بكل قسوتها , وهل الحقيقة والوهم ‏يتم استخدامهما كوجهين لعملة واحدة مما يجعلنا نقع في براثن عدم‎ ‎التيقن بالواقع.

................................وفي النـهاية ................................‏

هل لدينا شجاعة الاعتراف عندما نتيقن من حقيقة الوهم ووهم الحقيقة ؟؟؟؟؟؟؟؟ ‏والفاشلون نوعان‏...‏ من يحلم ولا يعمل‏..‏ ومن يعمل دون أن يحلم‏!‏ فقد حان ‏الأوان بأن نفرق بين الحقيقة والوهم في معركتنا النفسية وعلينا ان لا نجعل إنفسنا ‏من الفاشلين ولكن لنحلم ونعمل ونحقق احلامنا وتكون لنا الشجاعة بالتمسك ‏بالحقيقة ورفض الفشل لكي ننام مع احلام سعيدة ولا ننغمس في كوابيس الوهم قد ‏تفقدنا صوابنا ولن ندرك في حينها معاني النجاح.‏


 ‏ولكم مني أطيب التحيات

كاتب فلسطيني من قبرص

17/10/2010

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"