الأمر الذي أدى لتشتيت العديد من العائلات حيث لا يستطيع عدد من أفرادها المتواجدين في سورية من اللحاق بعائلاتهم في لبنان بسبب تلك الإجراءات، وفي حادثة تُدلل على الإنعكاسات السلبية لتلك القرارات ترك جثة اللاجئ. الفلسطيني السوري في لبنان "محمد سهيل بن عبد الرحمن رمضان" مواليد 1939 في مشفى بعبدا الحكومي ببيروت لاثني عشر يوماً بإنتظار من يتسلم جثمانه ليوارى الثرى بعد نقله إلى المشفى جثة ً هامدة إثر وفاته في منزله وحيدا ً في منطقة سن الفيل القريبة من مدينة بيروت
المسن محمد رمضان البالغ من العمر (75 عاماً) ابن مخيم اليرموك – حارة الفدائية ، فر من جحيم الحرب المستعرة في سورية لاجئاً إلى لبنان مع أولاده الذين اضطروا فيما بعد لمغادرة لبنان إلى سورية لإستكمال بعض المعاملات فيها ومن ثم العودة للعيش مع أبيهم إلا أنهم فوجئوا برفض الأمن العام اللبناني إدخالهم بسبب القرارت التي أصدرتها الحكومة اللبنانية بحق اللاجئين الفلسطينيّن السوريين، فبقي وحيداً في لبنان إلى أن داهمه الموت وحيداً وبقيت جثته في براد المشفى منذ اثني عشر يوماً دون أن تجد المشفى بحسب ما صرح به مديرها لمراسلنا في بيروت من يستلم جثمانه.
علي محمد رمضان ابن المتوفى بعد أن علم بوفاة والده وما
حل به حاول دخول الأراضي اللبنانية إلا أن الأمن العام اللبناني منعه من ذلك لأنه
فلسطيني سوري، وبحسب ما صرح به لمراسل مجموعة العمل " بأنه أخبر عناصر الأمن
العام اللبناني عند نقطة المصنع الحدودية بأن والده ميت ويريد أن يدخل لبنان فقط لإخراجه
من المشفى ودفنه، إلا أنهم لم يتحرك لهم جفن ولم يرق لهم قلب."
بدأت قضية اللاجئ الفلسطيني "محمد رمضان تتفاعل بعد
أن أثيرت على صفحات التواصل الإجتماعي (الفيس ـبوك) يوم 10 اوكتوبر – تشرين الأول
2014 وأطلق عدد من الناشطين الفلسطينيين في سورية ولبنان نداءً ناشدوا فيه
المؤسسات والهيئات الإغاثية والخيرية التدخل من أجل دفن جثمان المتوفى محمد ،
فبادرت لجنة فلسطينيي سورية في لبنان إلى إرسال مندوبها في بيروت لزيارة مشفى
بعبدا الحكومي، لمعرفة أصل الحكاية والإطلاع عن قرب على تفاصيل الموضوع والتواصل مع
إدارة المشفى التي أكدت له >
بأن
جثمان المريض موجود في ثلاجة الموتى بسبب عدم وجود من يستلمه ويقوم بمراسم الدفن."
ومن جهته قام مكتب شؤون اللاجئين في حركة حماس بمتابعة
قضية المرحوم محمد رمضان وتواصل مع ادارة الأمن العام اللبناني واستطاع أن يستصدر
إذن دخول لبنان لابن المرحوم علي من أجل استكمال مراسم الدفن والتشييع.
وفي اليوم الثاني تابعت لجنة فلسطينيي سورية ومكتب شؤون
اللاجئين الفلسطينيين بحركة حماس تحركاتهما حيث تم اصطحاب علي رمضان ابن المتوفى
من نقطة المصنع الحدودية إلى مشفى بعبدا وقاموا بإنهاء كافة الإجراءات من أجل
إخراج جثمان الفقيد ودفنه، كما قام مكتب شؤون اللاجئين و لجنة فلسطينيي سورية في
لبنان بدفع مصاريف الطبابة الشرعية والتكاليف المترتبة على الاحتفاظ بالجثة والنقل
والدفن، وكذلك تم تأمين سيارة إسعاف لنقل الجثمان ودفنه في مقبرة سبلين بالقرب من
مدينة صيدا الجنوبية كما قامت لجنة متابعة المهجرين الفلسطينيين من سوريا إلى
لبنان بدفع ثمن القبر.
وفي سياق متصل رصدت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية
عدداً من الحالات المشابهة لقصة المسن" محمد رمضان" ففي يوم 27/7/2014
قضى اللاجئ الفلسطيني السوري "حسن الندى
المرعي" (16 عاماً) وحيدا ً في مشفى
الهمشري بصيدا بقسم العناية المشددة بعد تردي حالته الصحية على إثر اصابته بجروح
وحروق شديدة لحقت به جراء قصف مخيم اليرموك، بالرغم من مناشدته الهيئات الإنسانية
ومؤسسات المجتمع المدني في لبنان التدخل للسماح لوالديه بالدخول إلى لبنان لمتابعة
حالته الحرجة إلا أن السلطات اللبنانية لم تستجب لندائه فمات دون أن يرى والديه.
كما وثقت المجموعة في تقرير نشرته مسبقاً عدداً من
الإنتهاكات التي مارستها السلطات اللبنانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين من سورية ،
التي تراوحت بين منع لاجئين فلسطينيين سوريين من دخول لبنان بالرغم من إمتلاكهم
لأوراق تثبت أن لديهم مواعيد في إحدى السفارات الأوروبية في بيروت، إضافة إلى
ترحيل عدد من اللاجئين، وإعتقال آخرين بينهم أطفال.
وفرض الإقامات
على اللاجئين الفلسطينيين السوريين من أم فلسطينية لبنانية وغيرها من الممارسات.
هذا وتدعو مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية السلطات
اللبنانية للالتزام بالمعاهدات والقوانين الدولية المتعلقة باللاجئين التي تضمن
لهم حق العيش بكرامة ريثما تتحقق عودتهم إلى ديارهم.