أعيش في مخيم .. إذا أنا فلسطيني .. إذا أنا موجود - عبد القادر الزيناتي

بواسطة قراءة 2367
أعيش في مخيم .. إذا أنا فلسطيني .. إذا أنا موجود - عبد القادر الزيناتي
أعيش في مخيم .. إذا أنا فلسطيني .. إذا أنا موجود - عبد القادر الزيناتي

منذ الأزل حين تقول كلمة مخيم تعني انه مكان للراحة وذلك حين كنا نراهم بأفلام السفاري الأمريكية في غابات طرزان وغيرها من الأفلام التي لا زال بعضها يترسخ في أذهاننا ولكن حين اخذ بنا العمر مجراه وأعطانا الله عمرا وكبرنا تيقنا أن هنالك مخيمات ليست للسفاري ولا للرحلات على شواطيء موناكو او كاليفورنيا او تاهيتي وغيرها الكثير إنما هي مخيمات صنعت خصيصا لشعب اجبر على ترك أرضه ولم يستطع أن يحمل لهذا المخيم سوى آمال تمكن من حملها والكثير من الذكريات ومفتاح بيته لان الوعد بالعودة قد اخبر به مع حمله كل هذه لذا اقفل بابه واخذ معه مفتاح بلا باب عل العودة تكون قريبة كما زعموا له من زعموا ..

وهنا تنوعت الأمور فقد توزعوا أيضا أملا في العودة فتفرقوا إلى عدة مناطق حسب ما تبرع به إخوانهم من العرب المجاورين لهم لاستقبالهم فالأردن وسوريا ولبنان ومصر وأخيرا العراق التي سيكون لها حديث آخر بعد حين .

فتنوعت أسماء المخيمات وكذلك تنوعت أشكال الخيام لكل منها مع أنها في النهاية تحمل صفة واحدة واسم موحد للجميع رغم تباعدهم على ارض الواقع :

ففي لبنان مخيمات عين الحلوة وبرج البراجنة ونهر البارد والبداوي وصبرا وشاتيلا اللذان حدثت فيها مجزرة القرن العشرين المشهورة على يد العدو وأيادي عربية مشاركة وتل الزعتر وهو أيضا حاضر في الأذهان لما حصل له من تدمير والاسم في النتيجة هو لاجيء
 
وبناه وهو يعلم انه من شعب يبني الخيم رغم ما يعانيه يخلق منها دورا وأبراج  مع انه أنجب من الرجال من قاتل العدو ولا زال ينجب المزيد ممن يعملون لحق عودتهم إلى الأرض التي ولدوا فيها أو عاش بها أبائهم وأجدادهم .

وفي سوريا توزعت المخيمات فالأصل مخيم درعا ثم تم نقل بعضهم لدمشق التي حوت اكبر مخيم للفلسطينيين هناك وبنفس النوع من الخيم وبعض البيوت ليهود غادروا إلى إسرائيل آو إلى أوربا وتم تسكين البعض مكانهم ولكن ما إن بدوا بالاستقرار حتى ظهر مخيم اليرموك مدينة كبيرة يعيش فيها الفلسطينيون وقد بنوا هذه الأرض لتغدوا من المناطق التجارية المهمة في سوريا من حيث الإنتاج والاستهلاك ومخيم أيضا في حلب  وحماه واللاذقية وغيرها من الأسماء يجمعها اسم الوطن واسم اللجوء .

وفي الأردن هنالك مخيمات ظهرت بعد 1948 ومخيمات ظهرت بعد ال1967 الاحتلال التكميلي لأرضنا الفلسطينية فمن قدم عام 48 حمل البعض منهم الجنسية الأردنية وهنالك من حمل الجنسية باء وبعد حزيران 67 مخيمات اللاجئين تغيرت أسمائها مخيم لأهل غزة وأيضا مخيمات الوحدات والبقعة والرصيفة ومخيم اربد ولا نريد الخوض الآن فيما جرى لهذه المخيمات سنة 1970 وأيلول الأسود وبالنتيجة هم يحملون نفس الاسم والانتماء لاجيء فلسطيني  وأيضا أنجب من الرجال من قدم روحه فداء لله وللوطن .

أما مصر فلم يكن هنالك مخيمات واضحة المعالم غير أن المخيمات بنيت في غزة أي لجوء داخل ارض الوطن وهذه مأساة أخرى تضاف للوطن والمواطن كما في الضفة الغربية أيضا من مخيمات على ارض الوطن وبكل محافظات الضفة وأيضا يحملون اسم لاجيء وفلسطيني وعلى أرضه وأنجب من المخيمات من الرجال الرجال الذين يشار لهم بالبنان شهداء وأسرى لازالوا يقبعون في سجون الاحتلال  تشهد غزة وحربها الأخيرة على جزء منها والضفة على الجزء الآخر.
وهنا وصلنا إلينا نحن الذين اكتشفنا أخيرا أننا لسنا بلاجئين ولا مقيمين على ارض العراق فان تسمية المخيمات لنا خلال العقود الماضية لم تكن غير سكن تم إعطائنا إياه بعد خروج اليهود العراقيين كالتوراة والتي سميت بتوراة طلفاح رحمه الله وأخرى باسم أبو درويش آو توراة أبو كطيش رحمه الله والتوراة المحروقة والتي انتشر أهلها فيما بعد إلى مدينة الحرية والطوبجي والعشرين دار وبعض المدارس التي حولت إلى ملاجيء لهم .

ومجمعات أخرى حملت السلام و17 والصفار والفضل فوق سينما مترو  ودور متفرقة أخرى كان أكثرها بيوتا لليهود في منطقة تحت التكية وأبو سيفين وأبو دودو حتى تم بناء دور للعمال بشكل عمودي خصيصا لعمال شركة الزيوت النباتية  وتم رفضه من قبل الاتحاد فتم تغيير مساره بإعطائه للفلسطينيين حينها سارت شائعة بأننا أصبحنا على الحدود الإيرانية كما أشيع حتى تضربنا إيران شائعة هي ويظهر مستقبلا أنها الحقيقة وهنا توقف الزمن فكيف لأبناء المخيمات واللاجئين أن يعيشوا بدور؟!!!!!!!.

فجاء القدر لتتغير الأمور وعلى من عاشوا بدون خيام أن يعيشوا ما عاشه آبائهم من جديد فأنشئت المخيمات بعد عام 2003 خصيصا لهم مخيم رويشد ومخيم التنف والحسكة وأخيرا الوليد والله اعلم  هل سينشئون مخيمات أخرى لهم على الأرض العربية والتي أيضا أصبحت متخصصة بهذا الأمر.

فبعد مرور 61 عاما على خروج أجدادهم وآبائهم عنوة خرجوا هم مرة أخرى إلى الصحاري فقط والحمد لله لا توجد غابات كإفريقيا .

ونعم أنجبت ارض العراق من الفلسطينيين رجالا من النخبة فاثبت الفلسطيني انه بإمكانه البناء أينما كان وبكل المخيمات ولكن هل من الضروري الألم لإثبات الوجود كما قال احد الفلاسفة ؟

هل من المهم أن نشعر بمعاناة لا حيلة لنا فيها ولا ذنب  سوى أننا فلسطينيون ؟؟

وهل علينا أن ندفع ثمنا لعرب باعونا لأجل بقاء  كراسيهم  كل تلك السنين ؟

إلى متى سنتذكر بعد أن عدت السنين الستين ؟؟

هل سنحتفل بالذكرى المئوية وحينها ستكون الخيام من مادة جديدة وعلى ارض عربية بعيدة عن أرضنا ؟؟

متى سنعود !!!!!!! وهل فعلا هنالك من يعمل على عودتنا إلى أرضنا ؟؟

إذن فكروا معي كيف سيكون لون الخيام إخوتي بعد مائة عام حتى نبلغ أجيالنا القادمة عنها وعن كيفية التعامل معها في أي مكان من الأرض العربية التي ستنبذنا كما نبذنا  بعض الفارسيين وليس العراقيين وأصبح الأب في مكان والابن في مكان والأم في مكان والكل ينادي باسمهم ولا مجال للتلاقي فهل من ضوء في آخر النفق ؟.

هل كتب علينا ما كتب على اليهود حين هاموا أربعون  عاما  ولكننا تعدينا الرقم منذ أمد بعيد!!!!!!!
ومتى سيتغير القرار 194 كما تغيرت قرارات كثيرة للأمم المتحدة بعد 242 ؟؟

نحن موافقون على القرار 194 ولم ينفذ منذ صدوره لحد الآن هل من الممكن تحريكه ليكون معاصرا لما يحدث لشعبنا الآن .

وهنالك الكثير من هل فهل لحرفين من نهاية ؟؟

ارجوا ذلك                                          

15/5/2009

عبد القادر الزيناتي

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"