وما هذا الصمود الأسطوري ألا دليل على ذلك لم يتعرض شعب في لتاريخ لما تعرض له الشعب الفلسطيني عبر كل العصور سوى الهنود الحمر وأرادت الصهيونية وكل القوى الاستعمارية أن تجعل منا نحن الفلسطينيون هنود حمر جدد.
وتخيل هؤلاء أنهم بإمكانهم القضاء علينا كما قضوا على الهنود الحمر من خلال المجازر والاغتيالات وغيرها من وسائل الإبادة الجماعية ألا أنهم فشلوا أمام شعب أسطوري في صموده وتضحياته ونسى هؤلاء المجانيين أننا شعب الجبارين.
للأمانة أقولها لو تعرض شعب من شعوب الأرض كما تعرض له الشعب الفلسطيني كان أندثر وتلاشى ذلك الشعب كما تلاشى الهنود الحمر فقط ما قام به الكيان الصهيوني في عدوانه الوحشي والهمجي على غزة يفوق الهلوكوست الصهيوني المزعوم بعشرة مرات هذا إذا افترضنا صحة وجوده مجزرة رفح هي امتداد لمجازر حي الشجاعية وبيت حانون وخزاعة ولن تكون الأخيرة لان عدونا أحتل أرضنا من خلال مجازره المستمرة منذ عام 1948.
مع تواطأ عربي منذ ذلك التاريخ ولحد الآن ولكن في العدوان الهمجي الصهيوني على شعبنا . أكد شعبنا معادلة جديدة وهو الاعتماد على الله وعلى نفسه فقط بمعنى شعبنا لن يهمه بعد اليوم لا المجازر الصهيونية ولا التواطؤ العربي هذا أدى لهذا الصمود الأسطوري الرائع لشعب الجبارين في غزة وفي كل فلسطين كنا في السابق نعتمد على العرب بل كان العرب لا يسمحوا لنا بقتال عدونا بحجة أنهم يقوموا بالمهمة ولكن بعد فشل العرب في إرجاع شبر واحد من أرضنا . توكلنا على الله واعتمدنا على أنفسنا .
ولكن على شعبنا في الوطن وفي الشتات أولاً تطهير صفوفنا من بعض العملاء وهم قلة وعلينا أيضاً وهذه هي الأصعب وهي ثانياً تطهير صفوفنا من أنصاف المثقفين والمتقاعسين وثالثاً ان يكون خطابنا واحد بمعنى نلغي في خطابنا الإعلامي ما يوحي لتعدد الأجنحة العسكرية كأن نقول قامت كتائب القسام بعمل كذا وقامت سرايا القدس بعمل كذا وقامت ألوية صلاح الدين بعمل كذا علينا في هذه المرحلة القول قامت كتائب المقاومة بعمل كذا وكذا دون ذكر أسم الفصيل بهذا نفوت على العدو فرص كثيرة منها عدم تركيز العدو في المعركة على هذا الفصيل والتراخي عند ذاك الفصيل كما أننا نحرم العدو من فرصة التفريق وإيجاد الفرقة من خلال وسائل العدو الخبيثة. وعلينا في نفس الوقت هو حث السياسيين.
بل وأرغامهم على الارتقاء بمستوى المقاومين وبمستوى تطلعات شعبنا بمعنى لسان حال السياسيين هو نفسه لسان المقاومة والشعب الفلسطيني عدونا خبيث وماكر سيعمل بكل الوسائل الغير مشروعة لتحقيق شيء ما سياسياً لم يستطع تحقيقه في ميدان المعركة عسكرياً النصر أصبح حقيقة واقعة لشعبنا الفلسطيني وهزيمة العدو الصهيوني واضحة كعين الشمس.
لا يمكن تغطيتها لا بغربال ولا بغيرة ومن أهم نتائج هذه المعركة هو انكشاف العملاء والمتواطؤن وحقيقة تآمرهم على المقاومة والشعب وكشفت هذه المعركة بأن الولايات المتحدة كانت شريك في العدوان وكشفت صغر الدور الأوروبي في التأثير على مجريات الأحداث على الرغم من تأييد الحكومات الأوروبية لإسرائيل أما دور الاتحاد الروسي فكان دور مخزي بالنسبة لهذه المعركة حيث كانت وسائل الأعلام الروسية مؤيدة بالمطلق لإسرائيل وكشف هذه المعركة من هو الصديق ومن هو العدو ومن هم بين بين وأكدت دول أمريكيا اللاتينية بأنها أكثر إنسانية وحضارة من الذين يتشدقون بحقوق الإنسان في أوروبا والولايات المتحدة.
تحية تقدير واحترام لكل الدول التي وقفت معنا وبالضد من العدوان الصهيوني تحية أجلال لكل إنسان في هذا العالم ومن كافة الشعوب سواء كان رجل أم امرأة وقف مع غزة بالضد من الظلم والعدوان الصهيوني الهمجي المجد والخلود لشهدائنا الإبرار.
الشفاء العاجل لجرحانا البواسل الصبر لكل من فقد عزيز له أو تهدم بيته من أهلنا الصامدين في غزة وتحية حارة لأهلنا في الضفة وفي 48 لصمودهم البطولي الرائع في تصديهم الشجاع للجنود الصهاينة وقطعان المستوطنين وللأمانة أقولها بدأ الفلسطينيين في كل مكان يشعرون بالفخر لأنهم يعلمون أن هذه المعركة هي البداية الحقيقة لتحرير فلسطين كل فلسطين بعد أن استلموا زمام المبادرة وحدهم ومن دون الاعتماد على أحد سوى اعتمادهم على الله وعلى أنفسهم فقط. عشتم وعاشت فلسطين.
بقلم- كمال نصار
3-8-2014