الناس ومعنوياتهم ووجدانهم ، وفوق ذلك كله فإنها تكون في الغالب مقنعة بحيث لا ينتبه العامة من الناس إلى أهدافها ومضمونها، ومن ثم لا يحطاطون لها. فأنت تدرك خطر القنابل والمدافع وتحمي نفسك منها . ولكن الحرب النفسية تتسلل إلى نفسك دون أن تدري . وكذلك فان جبهتها اكثر شمولا واتساعا فهي تهاجم النساء والشيوخ والاطفال والشباب من دون مراعاة الانسانية ولا تستثني احدهم ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الحرب النفسية وكما يراها خبراء علم النفس هي استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من المنظمات العنصرية للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية العدائية والمضللة والتي غالبا ما تكون مقنعة للراي العام وتوجهة بصورة عدائية إلى جماعة او فئة معينة من الناس لاحول لهم ولا قوة وذلك للتأثير على آراء تلك الجماعة المستهدفة والتحكم بعواطفها ومواقفها وسلوكها بطريقة تعين على تحقيق سياسة واهداف الدولة أو المنظمات هذه أن الحرب النفسية كانت السلاح الذي كسب الحرب أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية بسبب استخدام الذعر الكامل والانهيار العصبي وحرب الإعلام وهي لا تخضع لرقابة القانون.
هذا وقد ظهر تأثيرها مباشرة من خلال الاعلام الذي وجه ضدنا وتحريك الراي العام ضد الفلسطينيين وخاصة بعد ان شبهونا بمثيري الشغب وعودة الارهاب والاعتداء وعدم احترام البلد والقانون الا ان المضمون وراء تلك الاحداث لم يكن كذلك فلو وجد هنالك من يحلل اسباب تلك المشاكل التي حدثت ومن ثم استغلت ضدنا وعرف مضمونها لكان قد فهم ان هنالك تلاعب ما واستغلال ومؤامرة تحاك خلف الكواليس غايتها هو اعلان الحرب النفسية التي اشرت لها في بداية موضوعي.
إن نتائجها قد لا تظهر إلا بعد شهور او سنوات من تنفيذها . وفي الحرب النفسية يحاول الخصم الاحتفاظ وراء الدين والصحافة او الإذاعة او الأحداث او الأصدقاء او الفكاهات ، وما إلى ذلك . ومعنى ذلك أن الحرب النفسية ليست مباشرة وليست وجها لوجه .ومن هنا فانهم في حربهم النفسيه لنا يسعون إلى تحقيق هذا الهدف مستخدما وسائل شتى منها الدبلوماسية والدهاء والعبقرية في الدعاية والإعلام وقد نجحوا فعلا وكانت نتائجها واضحة فعلا مبين لكم اياها بلنقاط الاتية:
اولا:اقناع الرأي العام او تضليله وعزوف المنظمات الصديقظ عنا وجلب التأييد والمساعدة من جانب الأصدقاء.
ثانيا: خلق الأزمات والإحداث وتصعيدها كما بينوه لنا من خلال الاعلام المضلل ضد اللاجئ الفلسطيني واستخدام أبواق الدعاية في أشعال لهيب الفتنة بيننا وبين الشعب القبرصي العريق والتشكيك في نوايا الفلسطينيين وفي إخلاصهم وفي التزاماتهم بقوانين البلد المضيف.
ثالثا: إشاعة الفرقة والانقسام بين صفوفنا ويتجلى ذلك من خلال تميز البعض منا على الاخرين مما جعل ارائنا بدل من ان تتوحد تفترق فيتهم بعضنا البعض ويشكك واحدنا بالآخر وتنقسم بيننا الافكار وتظهر بيننا الخصومات والتفرقة ومن هنا فقد نجحوا بتلك السياسة المنظمة ضدنا وتحقيق الغاية التي خططوا لها الا وهي القناعة والرضى عن الحال والخنوع وقبول أي حال ممكن والأمثلة للشائعات لا تعد ولا تحصى وارغامنا على الموافقة على قبول امر ترحيلنا الى دول اخرى والقبول والرضوخ للامر الواقع واصبحنا ممن يتمنون وقوع البلاء خير من انتظاره ولكن القيم الدينية والخلقية التي نمتلكها نحن جعلتنا نصبر على هذا البلاء ونستعين بالله الواحد الاحد وما النصر الا من عند الله صدق الله العظيم.
ابراهيم محمد زياد
14/5/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"