ابن
طالبة اللجوء (غولستان) طرحه المرض على أسرة المستشفى عامين ونصف العام قبل أن
توافق المصلحة على منحه وعائلته رخصة الإقامة في السويد.وقد وصفت الوالدة الوضع
الذي مرت به العائلة بانه كان غاية في الصعوبة والإزعاج :
ـ كان كل ما أردته أن يتعافى طفلي
وينخرط في المدسة مثل باقي الأطفال، ويلتقي أطفالا آخرين ويجد أصدقاء .
ابن غولستان جوبه بالرفض من قبل مصلحة الهجرة ومحكمة
الهجرة، رغم معاناته الشديدة من التوحد، وعدم رغبته في الطعام أو الكلام. ولم يحصل
على حق الإقامة إلا صيف العام الماضي بعد عامين ونصف العام من ذلك المرض الخطير
وتلقيه خلالها الطعام بواسطة الأنابيب .
قسم الأخبار في إذاعتنا تعرف الى مزيد من الحالات
المماثلة، والتي استمر فيها موقف الرفض رغم التقارير الطبية التي تؤكد خطورة
الأمراض التي يعاني منها الأطفال المعنيين. وقال قرار أتخذته المصلحة في كانون
الثاني ـ يناير من هذا العام بشأن أبعاد صبي يعاني من المرض، أن بالإمكان معالجته
في بلده الذي فر منه وعائلته .
أنيته بيكلوند مديرة في مصلحة الهجرة تعطي صورة أخرى عن
كيفية تعامل المصلحة مع مثل هذه الحالات :
ـ الأمر يتعلق بوضع كل حالة من الحالات، الحالات التي
جرت معالجتها ووجد فيها وضعا متطورا من الآباتسكا، جرت الموافقة على منح الإقامة
لمن يعانون منها.
ابن غولستان تحسنت حالته المرضية بعض الشيء بعد حصولة
وعائلته على الأقامة، لكنه ما يزال يعاني بشدة من المرض، وقد جرى رفع أنابيب
التغذية التي كان مربوطا ليها وصار بأمكانه شرب بعض العصائر، وفتح عينيه أحيانا :
ـ أًلاحظ الآن أنه صار يفتح عينيه أكثر قليلامن السابق.
تقول غولستان. ولدى الأستفسار عما أذا كان ينظر اليها حين يفتح عينية قالت: كلا،
هو يفتح عينيه قليلا ثم يعود لإغلاقهما .
لكن المصلحة ما زالت تتخذ موقفا سلبيا من ماريا ذات
الرابعة عشرة التي تعرضت للإغتصاب في بلدها أمام عيني أمها، والتي تعاني من مرض
الأباتسك بمستويات خطيرة. أمها آنا تقول :
ـ أفضع شيء أنهم اغتصبوا طفلتي أمام عيني، حاولت
حمايتها بكل الوسائل لكني لم أنجح. آنا تقول أن جريمة إغتصاب طفلتها جرت في اليوم
التالي لرفض زوجها الذي كان عسكريا اطلاق النار على متظاهرين، حيث أختطفت هي
وطفلتها وأقتيدتا الى قبو أحتجزتا فيه لأكثر من أسبوع. ولم تكن تعرف أن لذلك علاقة
بموقف زوجها، لكنها عرفت ذلك لاحقا .
آنا تحدثت الى مراسلة إذاعتنا من جنب السرير الذي ترقد
عليه أبنتها ماريا في حالة غيبوبة تتغذى عبر أنبوب مربوط إلى أنفها. وروت مخنوقة
العبرات كيف أن أحد الخاطفين قدم الى القبو ثملا وهجم على طفلتها، التي أخذت
تستغيث بها .
لم تجد الأم سوى قدح ماء رمت به باتجاه المعتدي فترك
الطفلة وأتجه أيها وصار يشرحها بزجاج القدح، ولا تذكر بعد ذلك سوى أنها أفاقت على
نفسها مضرجة بالدماء الى جانب طفلتها. ثم نقلها الخاطفون الى المستشفى ليتصلوا بعد
ذلك بزوجهاويهددوه بسوء العاقبة أن لم ينفذ الأوامر ويعلموه عن مكان وجودهما في
المستشفى .
عند فرار العائلة بعد ذلك الى السويد تحسنت حالة ماريا
وأبدت شيئا من الإقبال على الحياة وألتحقت بالدراسة، لفترة وجيزة، قبل أن تطلع عبر
الأنترنيت، على قرار مصلحة الهجرة برفض طلب اللجوء الذي تقدموا به :
ومنذ مطلع سبتمبر من العام الماضي أمتنعت ماريا عن
الكلام والطعام والشراب، وتم نقلها بعد عشرة أيام الى المستشفى وهي في حال غيبوبة.
وتصف الطبيبة المتقاعدة أليزابيت هولكانس التي تزور ماريا بأنتظام حالتها بالقول
أنها لا تبدي رد فعل على اختبارات لمسها حتى بأدوات مؤلمة، وأن ذلك يمكن أن يوصف
بأنه حالة غيبوبة من الدرجة الأولى، حيث لا يتفاعل المريض حتى مع ما هو مؤلم.
وتقول هولكانس ان ماريا تبدو نائمة ولكنها ليست كذلك. أنها في غيبوبة .
مصلحة الهجرة بنت قرارها برفض بقاء ماريا وعائلتها في
السويد على إفتراض أن المعتدين من عصابات إجرامية، وأن بامكان العائلة الحصول على
الحماية من السلطات الأمنية في البلد الذي هربت منه. وقد أيدت محكمة الهجرة قرار
الرفض .
أنيته بيكلوند من مصلحة الهجرة تقول أنه بمقارنة
القرارات التي أصدرتها المصلحة في الشهر الحالي بشأن حالات الأطفال المرضى مع
مثيلاتها التي كانت تصدر قبل نحو عام فأن 90 بالمئة من الحالات قد تم قبولها .
أيفا ويليكس مختصة نفسية وناشطة في منظمة لدعم اللاجئين
قالت أنها ترحب بما تعلن عنه مصلحة الهجرة بشأن موقف أكثر سخاء من أطفال العزلة
المرضية، لكنها أضافت إنها لم تلمس تطبيقا له على أرض الواقع .
المصدر : راديو السويد باللغة العربية – أرابيسكا
7/3/2013