هدنة تحييد مخيم اليرموك تجلب بريق أمل لسكانه

بواسطة قراءة 2180
هدنة تحييد مخيم اليرموك تجلب بريق أمل لسكانه
هدنة تحييد مخيم اليرموك تجلب بريق أمل لسكانه

فبعد الكثير من المحاولات لعقد هدنة تهدف إلى الحد من المعاناة الإنسانية في المخيم، توصل قادة الكتائب الفلسطينية وممثلون عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة لاتفاق ينهي أزمة اليرموك.

واتفق الطرفان الأحد الماضي بحضور لجنة المصالحة على انسحاب كل المسلحين غير الفلسطينيين من المخيم وحلول مسلحين فلسطينيين مكانهم، الأمر الذي بدأ تنفيذه فعليا يوم الاثنين، حيث ترافقت عملية الانسحاب بدخول الجرافات لتنظيف شوارع المخيم من الدمار.

ويتفاءل سكان المخيم الذين أتعبهم الحصار وفتك الجوع بهم وبأطفالهم بالاتفاق، وعبروا في تصريحات للجزيرة نت عن أملهم بأن يضع حدا لمعاناتهم.

في رصده لجانب من المعاناة، وصف أبو أيمن، وهو نازح من بلدة البويضة جنوب دمشق ويقيم في المخيم، الحصار بأنه أسوأ من القصف بالبراميل. ويضيف أبو أيمن 'لم أعش في حياتي أياما أصعب من هذه الأيام، حتى والدي الذي تجاوز التسعين من عمره يقول إن هذه الأشهر هي أصعب ما مر به في حياته'.

أبو أيمن لا يهمه اليوم سوى تأمين الطعام لأطفاله الخمسة، لكن ذلك أصبح أمرا شبه مستحيل، فالأسعار مرتفعة، ولم يبق لسكان المخيم سوى الحشائش يقتاتون عليها.

وعبر هذا النازح عن تمكسه وتفاؤله بالاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ، وقال 'لا نريد سوى عودة الأهالي، ومستقبلا أفضل لأطفالنا وأن يكملوا دراستهم بعد انقطاع طويل'.

ويوافق بلال من سكان المخيم على ذلك الرأي، إذ يقول إنه يتمنى نجاح الاتفاق وعودة الحياة إلى المخيم، وذلك بعودة السكان إليه.

أما عدنان فيقول 'نتمنى أن يتم الاتفاق وتعود الحياة إلى مجاريها. ونحن لا نريد المساعدات. فهي لن تحل المشكلة. نريد فقط فتح طريق المخيم'.

هدنة التحييد

في الأثناء، أكد الناشط جهاد شهابي من داخل المخيم أن مسلحي جبهة النصرة وكتيبة ابن تيمية إضافة إلى كتائب أخرى انسحبوا من المخيم تطبيقا لبنود الاتفاق الذي أطلق عليه اسم 'هدنة تحييد المخيمات الفلسطينية'.

ويضيف شهابي في حديث للجزيرة نت أن الاتفاق الذي يشمل فقط منطقة غرب اليرموك دون شارع فلسطين جاء بمبادرة من قائد كتيبة زهرة المدائن أبو هاشم زغموت، ويهدف إلى عدم إشراك المخيم وسكانه في الصراع السوري، مما يعني انسحاب قوات المعارضة المسلحة وعدم دخول عناصر النظام على حد سواء، بهدف جعل المخيم خاليا من السلاح.

وحسب شهابي يجري تنفيذ الاتفاق خطوة تلو الأخرى، حيث رفع العلم الفلسطيني فقط دلالة على تحييد المخيمات الفلسطينية، ويفترض دخول فرق الهندسة لتفكيك الألغام، ثم تراجع الجيش الحر للخلف مسافة مائة متر وكذلك عناصر القيادة العامة، ومن ثم انسحاب الجيش الحر بالكامل إلى أطراف المخيم.

غير أن جبهة النصرة -حسب شهاب- لم تكن موافقة ولم تنفذ بند الانسحاب إلا بعد شهر من بدء المفاوضات، وذلك تحت الضغط الشعبي، والسبب هو رفضها مهادنة 'النظام الخائن'، على حد تعبيره.

كما يرى شهاب، يبقى التطور الحاصل مجرد اتفاق دون ضمانات، وعزا قبول الجيش الحر به إلى 'الجوع الذي فتك بهم وبالمدنيين، وفقدانهم الأمل بفك الحصار المطبق المفروض عليهم منذ حوالي ثمانية أشهر'.

 

المصدر : الجزيرة نت

14/2/2014