الحرب الصامتة في غزة - ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

بواسطة قراءة 4975
الحرب الصامتة في غزة - ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد
الحرب الصامتة في غزة - ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

     العدوان الإسرائيلي الشامل على غزة يستمر بصمت. تسربت أمس أخبار استخدام الجيش الإسرائيلي لأسلحة الدمار الشامل من قنابل عنقودية وفسفورية.. اليوم هناك صمت.. صمت، ليس بالعلاقة مع توقف العدوان، المستمر، بل إرتباطاً بقلة التقارير الواردة من غزة. القلة من الصحفيين الأجانب الذين بقوا في غزة ليست لديهم إمكانية الوصول إلى حقائق المجزرة القائمة بسبب القصف الجوي الإسرائيلي على الهياكل الأساسية لشبكات الاتصالات.

     سكتت خطوط التلفونات.. توقفت الرسائل عبر النت- البريد الإلكتروني.. من هنا تعدم إسرائيل كل شواهد جرائمها في غياب هذه الوسائل.. ولكن يجب أن تستمر التقارير في مواجهة وكشف هذه الجرائم.. الصمت لا يعني توقف العدوان وتوقف القتل، بل إزالة الشهود وإزالة وسائل توثيق هذه الجرائم.

     منعت إسرائيل أصلاً المراسلين الصحفيين الأجانب دخول غزة.. إذا ماتوقفت كافة وسائل الاتصالات ، فإنها ستكون قادرة، عندئذ، على إتمام مجزرتها دون سميع أو رقيب من العالم، ولا أحد يسمع صراخات 800 ألف طفل يعيشون حياة مرعبة في غزة.

     قلما تستطيع شبكة الاتصالات الفلسطينية العمل في قطاع غزة لأن الغارات الجوية الإسرائيلية ضربت البنية التحتية للقطاع منذ بدء الهجوم. والاتصالات الخلوية (الجوال) قد تتوقف نهائياً "في أية لحظة" بسبب نقص الوقود والأضرار التي أصابت الشبكة الكهربائية.

     وحسب تصريحات شركة BalTel في الضفة الغربية: "إن نقص الوقود سيؤدي إلى انقطاع الاتصالات مع شركة غزة للاتصالات، علاوة على انقطاع الاتصالات مع التلفونات الخلوية... كافة الاتصالات مع غزة ستكون متأثرة بدرجة عالية، وقد تنتهي إلى انقطاعها تماماً."