فلسطينيـــو العــــراق... ماهــــو مصـيرهم؟.! - نجاة المضحكي

بواسطة قراءة 2346
فلسطينيـــو العــــراق... ماهــــو مصـيرهم؟.! - نجاة المضحكي
فلسطينيـــو العــــراق... ماهــــو مصـيرهم؟.! - نجاة المضحكي

السبت، 12 سبتمبر 2009 13:04

نجاة المضحكي

من إيران إلى لبنان مروراً بالبحرين وبعض البلدان؛ تدق طبول الاحتفال بيوم القدس، وكما اعتدنا تسمية الأيام بأسماء فهذا يوم القدس وغداً يوم العرس، وهذا يوم النيروز وبعدها يوم العروس، ويوم القرعة ويوم الفلعة وهكذا هي أصبحت أمة الإسلام أيامها برامج فيها يحتفل المحتفلون، وذلك بعد أن غاب الأبطال عن أيام هذا الزمان، وذهبت معهم الفتوحات والغزوات التي لا تحتاج إلى رفع شعار أو عقال، وإنما عملوا وجاهدوا في سبيل الله وليس في سبيل قضية فيها صيد وفوائد دنيوية، بعيدة كل البعد عن حقيقة المحتفلين بيوم القدس الذين رفعوا بيدهم شعار يوم القدس وباليد الأخرى ذبحوا أهل القدس الذين شدوا رحالهم إلى دولة العرب والإسلام. دولة العراق؛ هذا هو حالهم يشرحه موقع فلسطينيو العراق، ويحكي معاناة الفلسطينيين الذين غدرت بهم مليشيات حكومة العراق الجديدة، وهذا هو حسن الشوبكي من مخيم الوليد صحراء الأنبار، حيث بدأ بقوله: استجاروا من ظلم عراق ما بعد الاحتلال برمضاء الأنبار، وانتثرت عوائل فلسطينية في جغرافيا تصعب على الحيوان، فيما تحولت منطقتا التنف والوليد إلى شواهد على شتات الفلسطينيين والذي يسميه كثير منهم بـ ''غوانتانامو عربي''. لقد طردتهم فرق الموت والميلشيا الطائفية بعد أن قتلت منهم وخطفت واغتصبت منهم الكثير، إضافة إلى عدم اعتراف الحكومة العراقية بهويات هؤلاء الفلسطينيون كما إنهم ليسوا مسجلين على قوائم وكالة غوث، واليوم يتم إعادة توطين هؤلاء اللاجئين في البرازيل والسويد ودول أوروبية أخرى، ويواصل الشوبكي حديثه، حيث يقول: الدموع تتناثر في عيون اللاجئين أينما التقيتهم، تارة من أم محمد وهي ترقب طفلتها ذات العشرين يوماً، وأخرى من لاجئ مسن كل أمله أن يدفن في أرض عربية، لكنه يرى تحقق هذا الحلم صعب المنال، فإعادة توطينه قد تحمله إلى آيسلندا بعد بضعة شهور، والبعض قد مات بسبب الحرائق وخصوصاً الأطفال، وبعضهم بسبب لدغة عقرب أو أفعى، وبعضهم قتله القهر، ونساء حوامل لم يصمدن حتى الوصول إلى مستشفيات القائم على بعد 400 كيلومتر، وذلك يحدث في ظل غياب أي دعم حكومة عربية أو سلطة فلسطينية أو حركة. هذه هي حقيقة فلسطينيو العراق الذين ترفع شعارات باسم مدينتهم، شعار لا يغني ولا يسمن جوع الفلسطينيين سواء في داخل فلسطين أو في الشتات، وذلك كباقي الشعارات التي تهدد بمحو إسرائيل وتحرير فلسطين والتي يطلقها بعض من تلطخت أيديهم بدماء الفلسطينيين، حيث أصبحت قضية القدس قضية يتاجر فيها كل من هب ودب، وأصبح الاحتفال بيومها رسمياً من قبل البعض، وذلك بعد أن أطلق الخميني شعار تحرير فلسطين، وهاهي 30 عاماً تمر دون محاولة تحرير، بل غيرت الوجه من تحرير فلسطين إلى احتلال العراق الذي أصبحت نكبة فلسطينيو العراق أشد معاناة من نكبتهم الأولى، وهذه الأفلام على موقع فلسطينيو العراق تنقل صوراً حية للتعذيب الذي تعرضوا لها، ومنهم شقيق سفير فلسطين السابق لدى العراق والذي تم تعذيبه على يد جيش المهدي. فأي حقائق وأدلة وبراهين يريدونها بعد كي يخرس أولئك من الذين يحملون شعار القدس ويهتفون بتحريرها. من هنا نقول لكل من حمل شعار فلسطين وشارك في المسيرة، إن فلسطين ليس بحاجة إلى شعارات ومسيرات، وإنما بحاجة إلى رجال توحد صفوف الأمة، وتبعث إيمانها من جديد، تبعث ذلك الإيمان الذي تآخى فيه المهاجرون والأنصار، الإيمان الذي حفظ دماء المسلمين وغير المسلمين، كما فعل عمر بن الخطاب عندما فتح فلسطين فحفظ حقوق أهلها من غير المسلمين، لذلك لن يكون أبداً تحرير لفلسطين ما لم يخرج من هذه الأمة رجال تسير على منهج عمر بن الخطاب وصلاح الدين يرفعون راية التحرير في سبيل الله.

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو إدارته