الكل يعلم ان فلسطينيو العراق قد عاشوا في وضع يصنف بأنه على خط الفقر وان الميسورين منهم كانوا من اصحاب المهن الحرة والتي ليس لها دخل بالتنميه بل كان بمحاولات فردية وهؤلاء هم قلة قليلة جدا ولا يتجاوزون الطبقة المتوسطة بالنسبة لدخولهم - هذا على الصعيد المعاشي اما على صعيد الحقوق والامتيازات فكان وضعهم ضبابي ليس له ملامح واضحة ففي مسألة الواجبات التي تقع عليهم فانهم يعاملون معاملة العراقي لكن عندما يتعلق الامر بالحقوق فكانوا يعاملون معاملة المقيم العربي وهذا ما دفعهم الى عدم التفكير بالاستقرار المادي والمواطنة رغم انهم أقاموا في العراق منذ ولادتهم لان تواجد الفلسطينيين في العراق كان منذ العام 1951 أو قبل ذلك بقليل ولقد ادرك الكثير من الفلسطينيين المقيمين في العراق بان لا أمل لهم باكتساب الجنسية العراقية وحق المواطنة في العراق رغم انه يوجد في قانون الجنسية العراقي ما يقضي باكساب الجنسية العراقية لكل من اقام في داخل العراق وعلى أرضه مدة عشر سنين - وانه في فترة من فترات الحرب العراقية الايرانية سمح القانون العراقي باعطاء اي انسان الجنسية العراقية اذا طالب بها من دون ان يقيم في العراق ويكون من حقه استيراد سيارة من دون رسوم واعطاءه قطعة ارض من الدولة لكن لم يسمح للفلسطيني المقيم في العراق بالتمتع بهذه القرارات والامتيازات - لقد شارك الفلسطينيون في العراق العراقيين كل مآسيهم وحروبهم منذ اعلان تأميم النفط - فلقد عاشوا ايام التقشف مع الشعب العراقي وعاشوا ايام حرب الشمال وحرب القادسية وام المعارك وكل الحروب فكان الفلسطينيون يقاتلون جنبا الى جنب مع الجندي العراقي عند انخراطهم في ما سمي وقتها بالجيش الشعبي وفدائيو صدام وسقط منهم قتلى نحسبهم باذن الله شهداء ، واقسى الاوقات كانت وقت فرض الحصار على العراق مدة احد عشر عاما والتي ذاق الشعب العراقي الامرين فيه كل هذا كان لانهم يعاملون معاملة العراقي ولكن عندما يتعلق الامر بالجنسية او المواطنة او التملك لبيت او سيارة فهذا امر لا يطبق عليهم بمعاملتهم معاملة المواطن العراقي وكان قد فرض على الفلسطينيون ان يكتفو بشاشات الاعلام بالقول عاشت فلسطين حرة عربية كما كان يقال عاش حزب البعث العربي الاشتراكي وقد تم تدمير الحزب وكوادره الفعليين واستشراء الفساد التنظيمي - الم يكن بمقدور القيادة العراقية شكر الفلسطينيين على وقوفهم الى جانب العراق في محنه باعطاءهم الجنسية وليس هناك من يعارضها او حتى كلمة شكر تخص فيها الفلسطينيين وتدافع عنهم مثلما فعلت مع العمالة المصرية المتوافدة من مصر ابان قادسيتهم ، لا لم يذكر شيئا عن دور هؤلاء الفلسطينيين لكنه تم التشدق بالاعلام بانهم ينصرون القضية الفلسطينية وانهم يتبرعون لها بملايين الدولارات مما جعل الشعب العراقي يحمل على الفلسطينيين وعلى كل القضية الفلسطينية وباتوا يحسبون بانهم من ازلام النظام السابق هذا ما ساعد الميليشيات التي ظهرت بعد سقوط النظام بالانتقام منهم وقتلهم وملاحقتهم وتهجيرهم والتمنن عليهم بان مازال هناك قلة قليلة لا تزال في العراق رغم انها مهدده بكل شيء اذا فالعراق كان وبالا على الفلسطينيين الذين تواجدوا على ارضه منذ دخولهم اليه لكننا نسمع اصواتا تمجد بقيادات العراق وشعب العراق وكانه البلد الام لهم وانه حياتهم وكرامتهم وانهم مستعدون للموت في سبيله - نعم انه شعور اصيل ان يبدي المرء خلقه واخلاصه للارض التي قضى عليها سنينا طوال لكن عندما نرى هذا الخلق قد تبخر عندما هرب معظمهم الى مهاجر جديدة فبعدما احتضنوهم وامنوهم من خوف واسكنوهم واعانوهم في مختلف المجالات فنراهم ينكرون على تلك الدول قبولهم كلاجئين ويقولون بانهم لا يريدونهم وانهم يكرهونهم فماذا لو كانت هذه الدول خطفت منهم وقتلتهم ونكلت بهم فماذا كانوا سيقولون فهذا ان يثبت شيئا فانه يثبت مدى التضليل الذي مورس من اجهزة الاعلام العراقية والعربية والعالمية تجاه فلسطينيو العراق بالاخص وكان الامر اشبه بالتنويم المغناطيسي فكل الاحداث تشير بانه لا يوجد شيء في الحقبة الزمنية التي عاشها الفلسطينيون في العراق يخدمهم كلاجئين او كمواطنين او يخدم قضيتهم الاساسية فلسطين فكل الجبهات والتنظيمات الفلسطينية قد منعت من ممارسة النضال في داخل العراق لان كل مكاتبها ومقراتها قد اغلقت ومنعت من ممارسة نشاطاتها وتم الهاء الفلسطينيين بالقضية والحروب العراقية وحتى جبهة التحرير العربية قد تم تحويل بوصلتها من القضية الفلسطينية لتوجه الى قضايا محلية تحت غطاء حزب البعث والذي هو بالاصل قد الغي امام سياسات القيادة ولم يتبقى للفلسطينيين في العراق اي تمثيل لهم يمثلهم ويحميهم سوى السفارة الفلسطينية والتي كانت بمثابة مبنى لا اكثر ولا اقل - نعم عاش العراق كبلد عربي فقد دوره ونبكي عليه لكن قبل العراق عاشت فلسطين وعاش شعبها المقهور ويجب ارجاع بوصلتنا الى اتجاهها الصحيح هو قضية فلسطين وشعب فلسطين - ويجب علينا مساعدة من ساعدنا وشكر من وقف مع اي فلسطيني في اي مرحلة من مراحل عذاباته وان لا نداهن في حقنا ويجب علينا رفع شعار فلسطين اولا وان لا نصدق بان قادسية صدام هي طريق للقدس بل يجب ان نؤمن بان الفلسطينيون هم الطريق لفلسطين والقدس الشريف فلا احد سيداوي جراحنا سوانا وليس هناك من سيرفع صوته للمطالبة بحقنا سوى حناجرنا ولا من سيرفع فلسطين سوى سواعدنا فعذرا لمن خانه الامل بتلك القيادات المزروعة والتي نادت بفلسطين كشعار وليس كقضية .
فؤاد مصطفى ابو لؤي
11/5/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"