ان تكون فلسطينيا معناه أن تأكل من رغيف الأحزان، وتنام على أبواب وكالات غوث اللاجئين، وتسكن على موسيقى الموتى، وأن تحفظ عن ظهر قلب جميع التعزيات وتنزع من روحك المناسبات السعيدة، وتصرخ الألم في ذروة الفجيعة، وتهرب من جميع الأمكنة التي سكنتها وتكون متدربا بأساليب الوداع.
وتخص مع حكايات الماضي وقبور الأجداد التي اصبحت منسية في بغداد ، وترسم في ذاكرتك عناوين المتوفين في انتظار الجنازة القادمة.
والسفارة الفلسطينية تنام على وسادة من حرير ؟! لا يهمها ما يجري للفلسطيني المغلوب على أمره , أن كانت السفارة الفلسطينية في بغداد عاجزة عن فعل شيئ تجاة أبناءها المقيمين في بغداد فلتحمل حقائبها أو تعترف بعجزها عن حماية مواطنيها ؟ أو تبلغ وزارة الخارجية الفلسطينية عن موقفها المتخاذل لأبنائها.
قبل أيام فقدنا اثنين من الفلسطينيين ’ ولا نعرف مصيرهم , والخوف يطرق باب كل عائلة فلسطينية في بغداد , ولا نعرف ما يظم لنا الأيام القادمة , هل ستحصل مجزرة لا سمح الله في مجمع البلديات !أو يقتادون الميلشيات شباب البلديات بلا ذنب سوى لان حظهم العاثر جاء بهم الى بلد الكرم والجود ؟! الموصل سقطت بيد مسلحين , وتلتها تكريت ايضا , وثم انهارت بعقوبة , والرمادي على وشك طرد الجيش العراقي, والأنباء تشير أن معارك ستحصل في بغداد خلال أيام , وسيكون نصيب كبير للفلسطينيين من مجازر لا سامح الله , أين سلككم الدبلوماسية ايتها السفارة الفلسطينية , وأين اتصالاتكم العالية لتخلص الفلسطينيين من الجحيم الكبير الذي سيقع لا محالة , أين هي رحمتكم وعطفكم تجاة المقيمين من أبناء جلدتكم ؟ نرجوا أن تضعوا حلا لنا فورا قبل المجزرة الأتية.