بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيهٌ وتحذيرٌ لكلِّ مَن سيغلقُ ملفُّهُ في دائرة
خدمات اللجوء (Asylum Service) ـ نيقوسيا
أخي طالب اللجوءِ!
إعلـم! أنك إذا ما ذهبتَ إلى دائرة خدمات اللجوء، طالباً منهم غلقَ ملفِّك، فإنهم سيدفعون إليك أوراقاً لتوقّعها، مِن دون أنْ يُعرِّفُكَ أحدٌ بمحتواها، والّذي يتضمّنُ إقراراً منك بأنك لا تواجه في بلدك أيَّ اضطهادٍ، وأنك تشعر بالأمانِ للعودةِ لبلدك .
ولا يخفى على لبيبٍ ما يترتّبُ على مثل هذا الإقرار مِن مضارَّ على المُوقِّعِ، بل تشملُ جميعَ طالبي اللجوء في قبرص .
أمّا مَن وقّع مُقرًّا على نفسه بهذا فكأنّه كذَّبَ الواقِعَ، كما وكذَّبَ دعواه بتعرُّضِهِ للاضطهادِ أو التّهديدِ أو الخطفِ، ومِنَ المؤكَّدِ أنَّ هذا الإقرارَ لو ظَهَرَ في أي بلدٍ آخر ـ قد يضطرُّ للذهابِ إليه وطلب اللجوء فيه ـ فسيحولُ دون قَبولِهِ، بل ويَضعُهُ في موقِفِ المُترفِ المُتبطِّرِ الّذي يجوبُ البلادَ لغير ما سببٍ سوى كسبِ الأموالِ !! وهو زورٌ وافتراءٌ !
وأمّا شمولُ المضرّةِ لباقي اللاجئين، فمِنْ حيثُ إنَّ هذه الدائرةَ لو جمعتْ العديدَ مِن هذه الإقرارت ، فإنها ستحتجُّ به لتمريرِ زعمِها بأنَّ العراقَ صالحٌ للمعيشةِ بسلامٍ وأمانٍ !
ولا يخفى على فَطِنٍ ما يترتّبُ على هذا الإفك المُفترى ! وهو ما يَتطلّعُونَ إليه، ويَتحيَّنون الفرصةَ تلوَ الأخرى لتحصيلِهِ .
وهاكم إخوتي ما كان معنا :
عندما قدّمَ لي الضابِطُ هذه الورقةَ في جوٍّ مِنَ الترحيبِ، ووقعتُها دونما تريُّبٍ، كحال جميعِ مَنْ سبقني لذلك ـ كما أخبرني الضابطُ فيما بعدُ بذلك ـ ثم وقّع المُترجِمُ، وأخذها وعاد بها مع توقيع المدير أو نائبه.
هنا أحبّ زميلي قراءة المحتوى، فكانت المفاجئةُ! أنْ وجدنا بضمنِ ما فيها الإقرارُ بـ :
do not FACE PERSECUTION
معناها بأني " لا أواجه اضطهاداً ".
و
i feel SAFE to go back to my home country
معناها بأني " أشعر بالأمان للعودة إلى بلدي ".
بل وتتضمّنُ أيضاً:
I'm the interpreter ..... explained the content of this document to the applicant and he understand it well.
ومعناها: "أنا المترجم ... قمت بشرح محتوى هذه الوثيقة لـمُقدِّم الطلب، وقد فَهِمَها جيداً ".
مع أنَّ المترجِمَ لم ينطقْ ببتِّ كلمةٍ واحدةٍ حول مضمونِها !
وعليه رفضنا التوقيعَ، فأخبرنا الضابطُ ـ بعد أن راجع مديره ـ بأنها صياغةٌ لا يُمكنُ التلاعُبَ بها، وأنّ الغرضَ منها إبراء ذمة الحكومة القبرصية.
فقلنا: إنما يكون لكم ذلك بمجرد توقيعِنا بأنّ خروجَنا سيكون على مسؤليتنا ! أما أن نوقع على شيءٍ يخالفُ الواقعَ والحقيقةَ، فلا !
وطلبنا وثائقنا المرفقةَ بملفاتِنا، وبعد مشاوراتٍ بينه وبين مديره ـ الذي رفضَ مقابلتَنا ـ توصّلوا أنْ يعطوننا وثائقنا، ويوقِّعوننا على استلامِها، ولا يغلقون ملفاتنا، وأخبرونا بأنّ خروجَنا سيكونُ غيرَ رسمي ـ مع أنّنا لم نذهب إليهم إلا لنخرجَ بشكلٍ قانونيٍّ! ـ وسيكونُ سبباً لوضعنا في قائمةِ غيرِ المسموحِ لهم بدخول البلدِ مستقبلاً .
ورغم كثرةِ الكلامِ، والتفاوضِ، لم نستحصلْ أقلَّ سوءً مِن هذا .
وعليه ! وانطلاقاً مِن أمانةِ النصيحةِ التي أناطها دينُنا بنا، ننصحُ كلَّ المراجعين بالتثبُّتِ مِن كُلِّ كلمةٍ في أي ورقةٍ يُطلبُ منه توقِيعِها، خاصّةً وأنَّه مِنَ المُرجّح أنْ تُستبدَلَ هذه الصِّيغُ ـ الحديثةُ ـ بأحدَثَ وأخطَرَ .
وهذا التنبيه يشمل جميع المراجعين، فاليوم يوقع (المغادر بإرادته) ولا نعلم ما وَقَّع أو قد يُوقِّع مُستقبلاً مَن تُسحَبُ حمايتُهُ، أو يتعرضُ للرّفضِ، سلّم اللهُ الجميعَ.
كما ونهيب بلجاننا الشعبية توفير مُترجمٍ يحضرُ مثلَ هذه الحالاتِ؛ لِـيَدرأ عنهم ما قد يتعرّضونَ له مِن استغلالٍ.
واللهُ وليُّ التوفيقِ
وهو حسبنا ونعم الوكيل
أبو العبد ناصر
الأحد 17\4\2011