أفادنا مراسلنا الخاص لموقع " فلسطينيو العراق " بهذا التقرير المصور الذي يغطي معاناة الحياة اليومية للمعتصمين في شوارع العاصمة البرازيلية برازيليا ، بعد ترك المفوضية لمكتبها منذ أشهر طويلة مضت لتصبح مجهولة العنوان بالنسبة للاجئين الفلسطينيين واتخذت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مثل هذه الخطوة بعد قيام اللاجئين الفلسطينيين باعتصامات متكررة نتيجة لمعاناتهم في البرازيل ، وحسب التقارير الواردة من البرازيل إن معاناة اللاجئين الفلسطينيين لم تنحصر بنقطة واحدة بل اشتكوا من معاناة وإهمال على كافة الأصعدة الحياتية والصحية منها ، وكان قد اشتكى اللاجئون من الإهمال بشكل خاص من الجانب الصحي وسوء الخدمات والرعاية الصحية للذين بحاجة لها، عدا عن وجود ثغرات كثيرة لم يغطيها البرنامج مما يجعله غير ملبي لأهداف وتطلعات اللاجئين حسبما ورد على لسان اللاجئين والتقارير الواردة من البرازيل
ولتسليط المزيد من الضوء على هذه المعاناة نترككم مع هذا التقرير ...
عند وصولنا إلى الفرع المؤدي إلى الشارع الذي يعتصم فيه اللاجئين شاهدنا الخيام التي يأوي فيها المعتصمون ،
كان منظر الأطفال مؤلماً للغاية وهم يجلسون تحت أشعة الشمس الحارقة التي تسببت بحرق أجسادهم ،
وكان من المشاهد الأخرى المؤلمة حالة مرضية تعاني من إنسداد في الرئتين ولا يقوى صاحبها على التنفس إلا عبر الأوكسيجين وهو يجلس تحت أشعة الشمس معظم ساعات النهار ،عايشنا هذا الوضع مع المعتصمين منذ ساعات الصباح الباكرة حتى منتصف الليل للإطلاع على هذه المعاناة ، وكان لنا وقفة مع بعض المعتصمين ، فقد أجابنا لؤي سمير عودة عند سؤاله عن أوضاعه ومعاناته في الشارع أنه ينام مع أُمه وأخيه في خيمة لايوجد فيها حتى النفس بعد إغلاقها ولصعوبة وضعه من جهة التنفس ولعدم قدرته على النوم أرضاً فهو ينام وهو جالس طوال فترة الليل
يجلس لؤي صباحاً ليتناول إفطاره إذا كان الجو صحواً تحت أشعة الشمس الحارقة وإذا كان الجو ماطراً فيكون تحت الأمطار الغزيرة في خيمة لا تقيهم مياه الأمطار الغزيرة في العاصمة يرازيليا ، يقول لؤي بعد ذلك أبدأ بالبحث عن ظل شجرة لأجلس تحتها وعندما ينتصف النهار لا يبقى ظل لأي شيء أضل مجبراً بالجلوس تحت أشعة الشمس حتى يتغير إتجاهها ، مراسلنا : هل قامت المفوضية بزيارتكم أو الاتصال بكم أو محاولة تقديم الأوكسيجين لك ؟لؤي : المفوضية لم تقم بتقديم أي شيء لنا سوى الاتصال بالمترجمة هنا وتحري الوضع وقبل ( 15 ) يوماً قالوا أنهم سيرسلون إسعافاً لتأخذني إلى المستشفى وكما عهدناهم كذابين ومنافقين لم نرى حتى خيالاً لسيارة إسعاف ، وأنا أعتقد إن المفوضية لو حاولت التدخل سوف تحاول إيجاد طريقة للقضاء علينا لا لمساعدتنا فهذا ما كانت تسعى له طوال المدة الماضية ..
وعند سؤال المعتصمة المسنة صبحية محمد البالغة من العمر ( 60 ) عاماً والتي تعاني من عدة أمراض منها النزف الحاد وحصى بالمرارة وسوفان بالركبتين ..
مراسلنا : كيف تصفين لنا معاناتكم من كافة جوانبها ؟
الحاجة صبحية : نرى الموت بأعيننا منذ بزوغ الشمس حتى غيابها ألف مرة ونرى الموت بأعيننا بعد غياب الشمس حتى بزوغها آلاف المرات نهرب طوال فترة النهار من مكان إلى مكان من أشعة الشمس الحارقة
وكلما اشتد الحر تغيرت الأجواء إلى ماطرة وعندما يبدأ المطر بغزارة تمطر عدة أيام وتفيض علينا الخيام بالمياه ويصبح فراشنا وملابسنا مبللة مما يجعل الأطفال تمرض ويعانون من ارتفاع في درجة حرارتهم ، دون المبالاة من أحد ، والأجواء هنا متقلبة نهار شديد الحر وليل شديد البرودة ، منذ ( 40 ) يوماً على اعتصامنا بكل الحالات الإنسانية التي معنا من مرضى وأطفال لم نجد الاكتراث من أحد ، وهذا ليس غريب وليس جديد فقد انعدم الضمير وانعدمت الأخلاق والإنسانية لدى من في البرازيل يرون نساء وأطفال ومرضى ومسنين ينامون في الشوارع يعانون في الشوارع دون الاكتراث لهم والله لو صرخ طفل يهودي لوقف العالم على قدم وساق ولم يجلس حتى ينال هذا الطفل الراحة والطمأنينة ، وأطفالنا هنا ومرضانا يصرخون ويعانون أمام أعين الجميع دون إعارتهم أي اهتمام ...أما هشام سمير الذي يعاني من أمراض في صمامات القلب ،
قال لنا أننا لا نشعر بالأمان أبداً ، فأثناء الليل نرى أشياء تثير الريبة وعلى عدة مرات تمر من أمامنا سيارات تمشي ببطء ويحملون كاميرات تقوم بتصويرنا وعندما يلاحظون أننا انتبهنا لهم يلوذون بالفرار مسرعين وبما أننا قرأنا سابقاً عن دس جهاز تنصت لأحد الأخوة اللاجئين في ساوباولو بتنا نشعر بالريبة من مثل تلك التصرفات أو الجهات التي تقف وراء ذلك فلم نسمع يوماً عن دولة من الدول التي تستقبل لاجئين تقوم بدس أجهزة تنصت لهم وتصويرهم وخلافه ..
مراسلنا : ما هو السبيل لحل هذه المعضلة وما هي المطالب التي من الممكن أن تؤدي إلى إنهاء اعتصامكم ؟
هشام : السبيل الوحيد بعد هذه المعاناة وبعد هذا الإهمال وهذه المهانة هو خروجنا من هذا الكهف المظلم الذي لا نرى له نهاية تبشر بخير ، وهذا المصير المجهول ،، إما الخروج من البرازيل أو الموت في الشوارع ..
أما زينب خليل أُم لطفلين أحدهم رضيع والأُخرى تبلغ من العمر أربعة سنوات أجابتنا عند سؤالها عن أوضاعهم ومعاناة أطفالها بالشارع ، أن أطفالها يعانون بشدة ولا يستطيعون النوم أكثر من ساعة في النهار وما يقارب ( 4 ) ساعات ليلاً
ويمضون باقي الساعات بالبكاء والتضجر والصراخ من الظلام والحر الشديد وتتابع زينب أنه عند اشتداد الأمطار والرياح الشديدة فاضت علينا الخيمة بالمياه وتكسرت وخرجنا منها مبللينومرض أطفالي الصغار وتعرضوا لنزلات صدرية حادة وارتفاع شديد بدرجات الحرارة و ينامون أطفالي بالشوارع
توجد هنا حشرات سامة وعقارب أخشى أن أفقد أطفالي بمرض أو لدغة عقرب وعندما تجلس ابنتي الصغيرة لتناول طعامها تضل تنظر حولها خوفاً من الظلام الموحش الذي نعيشه ..مراسلنا :هل يوجد هناك تحركات من قبل الحكومة البرازيلية أو المفوضية لوضع حد لما تعانوه ؟الحكومة البرازيلية عديمة الاكتراث لأحد أو لشيء لو تذهبون بعدستكم وتمشوا بهذا الشارع سوف تجد الكثير من البرازيليين أنفسهم ينامون في الشوارع دون الاكتراث من أحد رأينا أُناس تنام على الأرصفة وبداخل صناديق كارتونية كبيرة وغير ذلك ، فكيف يتم جلب لاجئين لمثل هذا البلد ؟ هذا البلد غالبية شعبه يعاني والحكومة لا تكترث لهم ، كيف سيكترثون لنا ؟
انقضى النهار وخيم الليل ورأينا مشاهد مؤلمة أكثر مما شاهدناه في النهار ، أطفال تنام في الشوارع بظروف غير إنسانية مريض بحالة خطرة لا يجد له ناصراً ولا مغيث ، امرأة مسنة تصارع الأمراض بظروف غاية في الصعوبة ..
بعد كل هذه الأيام ماذا ينتظر أصحاب القرار لتحرك أربعون يوماً في الشوارع ما هو المنتظر لتقديم الحلول لهذه العوائل ، ألا يجدر حل هذه المشكلة قبل وقوع الكارثة ....
هذا الخبر بما فيه من تفاصيل وصور حصري لموقع " فلسطينيو العراق "
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"