المهندس: محمد رياض شقفة : -المركز الإعلامي
يبدو أن هناك حملة منظمة من قبل سورية لطرد اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق على الرغم مما عانوه ويعانوه على أيدي الأشقاء العراقيين من نكبات. ويتزامن هذا مع طرح مشروع سفر اللاجئين الفلسطينيين العالقين على الحدود إلى السودان، المشروع الذي لم تتضح معالمه بعد.
ويذكر أن سوريا امتنعت عن استقبال بضعة مئات من الفلسطينيين فروا من الموت في العراق مما أثار انتقادات المنظمات الإنسانية الدولية وفي مقدمتها منظمة هيومان رايتس ووتش في تقريرها الصادر يوم 2/2/2006 الذي انتقد سورية جراء هذا التصرف.
وقد يظن البعض من العرب المعتدلين أن السلطة السورية تتنكب لمبادئها وشعاراتها بهذا الفعل، فقد استقبلت السلطة بضع مئات من اللاجئين الفلسطينيين الذين تحولوا من الحدود العراقية الأردنية إلى الحدود العراقية السورية كدفعة أولى، وقامت مشكورة بنقل مخيمهم من داخل الحدود العراقية إلى داخل الحدود السورية، وأقامت بالمناسبة مهرجاناً خطابياً قام فيه الخطباء بالإشادة بتلك الخطوة العظيمة، وحيوا أسد الصمود والتصدي الذي تكرم وسمح لهم بعبور الحدود ليستنشقوا الهواء السوري النقي الذي يختلف عن الهواء العراقي الذي يبعد عنه بضع مئات من الأمتار والذي لوثه الاستعمار الأمريكي البغيض.
أما بعض اللاجئين الذين دخلوا إلى بعض المدن السورية للإقامة أو للعلاج، فهم جزء من المؤامرة التي تستهدف توطين الفلسطينيين، وتتعارض مع حق العودة، فوجب طردهم شر طردة، وإذا أردنا أن نحسن الظن أكثر فإن ما يفعله العراقيون الأشاوس (أتباع إيران) الذين حرر لهم الأمريكيون بلدهم من الطغيان، أن ما يفعلونه بالفلسطينيين يصب في نفس الغرض وهو ألا يشعر الفلسطينيون بالأمان فينسوا حق العودة، وقد يكون هناك تنسيق بين النظامين خاصة بعد استقبال الأسد للمالكي في دمشق.
ولعل من أوضح الأدلة على وجود هذا التنسيق أن السلطات السورية قامت في مساء يوم 18/10/2007 بإبعاد أربعة عشر فلسطينياً قادمين من العراق دخلوا أراضيها قبل عام ونصف تقريباً بدعوى انتهاء مدة إقامتهم، بعد أن كانت قد اعتقلتهم لمدة عشرة أيام وهم:
1. مؤيد معين رجل كبير في السن خطف وعذب من قبل جيش المهدي عندما كان في العراق وأفرج عنه بفدية.
2. سمير عبد الحفيظ رجل كبير في السن اعتدي عليه وحاولوا خطفه وقتله وأصيب بجروح من قبل جيش المهدي عندما كان في العراق.
3. رياض درويش.
4. محمد عارف رجل كبير في السن.
5. راجح الماضي رجل كبير في السن.
6. يوسف أسعد ملحم شقيق عامر أسعد ملحم الجريح الذي فقد الذاكرة جراء قصف مجمع البلديات بالهاون بتاريخ 19/10/2007.
7. عبد الباقي أسعد ملحم شقيق عامر أسعد ملحم الجريح الذي فقد الذاكرة جراء قصف مجمع البلديات بالهاون بتاريخ 19/10/2007.
8. احمد زيدان رجل كبير في السن.
9. ماهر صفوري.
10. بسام سليم عكاب رجل كبير في السن كان قد اعتقل من قبل المغاوير في العراق وأطلق سراحه مقابل فدية.
11. عزت الماضي.
12. سليم الماضي رجل كبير في السن ومصاب بعدة أمراض.
13. اسمه غير معروف.
14. اسمه غير معروف.
السيد مؤيد معين توجه إلى الإمارات عند أقاربه أما البقية فلا يملكون المال فاختاروا الصحراء وسلمتهم السلطات السورية إلى مخيمات التنف والوليد في الصحراء.
يذكر أن معظم هؤلاء الفلسطينيين قد دخلوا بشكل قانوني إلى سوريا (بجواز سفر فلسطيني صادر من السلطة الوطنية الفلسطينية) من خلال فيزا ترانزيت (مرور).
وفي مساء يوم 19/10 / 2007 اعتقلت السلطات السورية أحد عشر لاجئاً فلسطينياً قادمين من العراق ويعيشون في سوريا منذ أكثر من سنتين وهم:
1. يوسف محمود الحلاق
2. وشقيقه وسام محمود الحلاق
3. محمود روحي
4. وجدي أبو أرشيد
5. وابنه فراس وجدي
6. ساري البخوري
7. جبر الأسعد رجل مريض ويعاني من فقرات
8. حمدان الأسعد.
9. محمد فرج أبو حمدان شقيق مظفر فرج أبو حمدان الذي قتل في العراق يوم 1/12/2006.
10. عامر عبد الهادي
11. عادل أرسلان وهو رجل كبير في السن ومعروف لدى المجتمع الفلسطيني وفر إلى سوريا للعلاج إذ أنه مصاب بعدة شظايا في قدمه وظهره من جراء قصف المجمع الفلسطيني في منطقة البلديات بقذائف الهاون بتاريخ 19/10/2007.
وفي 24/10/2007 قامت السلطات السورية بإبعاد ستة فلسطينيين من أصل اثني عشر فلسطينياً قادماً من العراق اعتقلتهم يوم 19/10/2007 في دمشق وتم إبعادهم إلى مخيم التنف للاجئين الفلسطينيين والذي يقع بين الحدين العراقي والسوري. ويظهر أن موظفي المفوضية القائمين على مخيم التنف كانوا حريصين على عدم توطين اللاجئين في مخيمهم فلم يستقبلوهم ولم يستقبلوا أيضاً الوجبة الأولى التي أبعدت ولم يعطوهم الخيام والمعونات الغذائية والطبية، وبالأحرى لم يدرجوهم ويسجلوهم ضمن لاجئي المخيم، ولولا تكاتف أهالي المخيم وإيواء هؤلاء المساكين لكانوا قد ناموا في العراء بلا طعام ولا شراب.
حتى المرضى شملهم المنع، فرغم مخاطر الطريق ومخاطر الوضع في بغداد، فإن بعض مرضى مخيم الوليد الذين لم يجدوا العلاج في مستشفى القائم أو الرطبة قرروا المخاطرة والنزول إلى بغداد للعلاج وعندما دخلوا بغداد استوقفت الباص الذي يقلهم دورية من الجيش العراقي والحرس الوطني عند ساحة اللقاء وعندما علموا بأنهم فلسطينيون قاموا بالصراخ وقالوا لهم إنكم إرهابيون قادمون من المخيم لتنفذوا أعمالاً إرهابية واستفاق باقي الجنود على الموقف وأحاط بالباص عشرات منهم وأرادوا اعتقالهم، ثم أمر آمر النقطة بجلب سيارتين مصفحتين للمرافقة ومراقبة الباص أثناء توجهه إلى البلديات خوفاً من أن يقوم ركاب الباص (الإرهابيين) بعمل شيء في بغداد، إلا أن إحدى المواطنات العراقيات من البيوت المجاورة لنقطة التفتيش تعاطفت مع نساء الباص الفلسطينيات المرضى وأقنعت الآمر بأنهم أناس أبرياء فأطلقوا سراحهم.وحتى يومنا هذا يعاني الفلسطينيين الفارين من العراق في سوريا الى مضايقات ينتهي بهم المطاف الى تسليم انفسهم ونقلهم الى مخيم التنف الحدودي...
فأين شعار امة عربية واحدة؟
12/11/2007