الأيام : حملة دموية تُشن ضد الفلسطينيين في العراق

بواسطة قراءة 5039
الأيام : حملة دموية تُشن ضد الفلسطينيين في العراق
الأيام : حملة دموية تُشن ضد الفلسطينيين في العراق

بغداد، غـزة ــ وكالات، "الأيام": أعلن القائـم بالأعمال في السفارة الفلسطينية في بغداد، دليل القسوس، لوكالة فرانس برس، أمس، مقتل عشرة لاجئين فلسطينيين في بغداد، منذ الأربعاء، في الأحداث التي أعقبت تفجير مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء.

 

وقال القسوس إن "عشرة مواطنين فلسطينيين قتلوا في أعمال بربرية في الأيام القليلة الـماضية".


ووجّه القسوس نداءً إلى الرئيس العراقي جلال طالباني، ورئيس الوزراء إبراهيم الجعفري، ووزير الداخلية بيان باقر الزبيدي، والزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، وعبد العزيز الحكيم، والشيخ حارث الضاري، رئيس هيئة علـماء الـمسلـمين "للتدخل الفوري والسريع لإنقاذ الشعب الفلسطيني في العراق من الهجمة البربرية التي يتعرض لها على أيادي قوات نظامية مجهولة".

 

وأضاف "نحن الفلسطينيين ضيوف في العراق منذ العام 1948، وليس لنا أي شأن في الوضع الداخلي في العـراق (...) بل إننا مع الخيار الذي يختاره الشعب العراقي".

 

وناشد القسوس الـمرجعيات الدينية كافة، خاصة الـمرجع الديني الأعلى في العراق، علي السيستاني "التدخل الفوري لإنقاذ الشعب الفلسطيني".

 

استهدفتهم مجموعة لواء الذئب ومساء أمس، اتصلت السفارة الاميركية بالقسوس للاستعلام عن مصير الفلسطينيين وقد شكرها على ارسال قوات الى الحي.

 

وأكدت مصادر فلسطينية في بغداد أن مجمـوعة لواء الذئب التابعة لوزارة الداخلية العراقية، التي تضم ميليشيات تابعة لعبد العزيز الحكيم، شنت هجوماً على أحـد أكبر التجمعات الفلسطينية في حي البلديات والزعفرانية شرق العاصمة العراقية بغداد، بقذائف الهاون وسط إطلاق نار كثيف للرصاص والتي طالت مساجد في الحي، منها محاولة اقتحام جامع القدس والذي بني على نفقة رجل أعمال فلسطيني في العراق.

 

واشارت هذه الـمصادر في احاديث خاصة للـمركز الصحافي الدولي في الهيئة العامة للاستعلامات في غزة الى أن السكان الفلسطينيين في منطقة البلديات تصدوا لهذا الهجوم، واسروا أحد الـمسلحين الـمنتمين لتلك الجماعة، وتم اجراء الاتصالات مع السفارة الأميركية وقوات حفظ النظام التابعة للداخلية العراقية، لتوفير الحماية لأبناء الجالية الفلسطينية، وذلك لتلافي حدوث مجازر في صفوفهم.

 

يذكر أنه قبل ثلاثة أيام، اقتحمت قوات مسلحة منزل والد القائم بأعمال السفير الفلسطيني السابق نجاح عبد الرحمن، واعتقلت شقيقيه، وفي اليوم

 

العراق: قتل عشرة

 

التالي وُجدت جثتاهما في حي الثورة ببغداد، كما قتلت تلك الجماعة، أول من أمس، إمام مسجد جامع ابن الشيخ نواف، أمام مدخل الجامع الـمذكور.

 

وفي هذا الصدد، قال القسوس إن الفلسطينيين الـمتواجدين في العراق ليست لديهم أية خلافات مع أي طرف سواء أكان عراقياً أم غير ذلك، مطالباً بحماية الفلسطينيين في العراق من تلك الهجمات التي تأتي في إطار اثارة النعرات الطائفية، والتي لا تستهدف سوى إشعال الفتنة الداخلية.

 

ونوه القسوس الى أن الرئيس محمود عباس أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره العراقي جلال طالباني، طالبه فيه بحماية أبناء شعبنا الـمقيمين في العراق، وبذل كل جهد ممكن لـمنع هذه الاعتداءات وتأمين سلامتهم وحمايتهم في هذه الظروف الصعبة، كما أجرت السفارة الفلسطينية في العراق سلسلة من الاتصالات مع الأحزاب والقيادات العراقية طالبتهم فيها بالعمل على منع حدوث مثل تلك الاعتداءات في الـمستقبل.

 

يذكر أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الـمتواجدين في العراق يقارب الـ 88 الف لاجئ، ويعيش هؤلاء في ظروف معيشية صعبة، وذلك بعد أن هجرتهم قوات الاحتلال الاسرائيلي بعد عامي 48 و67 على اثر احتلال القوات الاسرائيلية للأراضي الفلسطينية.

 

واضاف "كما اناشد اهلي واخواني من ابناء الشعب العراقي الـمساعدة في وقف الـمذبحة التي يتعرض لها الفلسطينيون بالعراق".

 

واشار الى ان اكثر من عشرين الف لاجئ فلسطيني يسكنون العراق منذ عام 1948 يفكرون في مغادرة العراق الا انه "لا توجد اية دولة تستقبلهم بسبب حصولهم على وثائق عراقية".

 


الهجمات في العراق

 

واستنكرت دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية الاعتداءات الوحشية ضد اللاجئين الفلسطينيين الـمقيمين في العراق، خاصة الاعتداءات الأخيرة في جامع القدس الذي يصلي فيه الفلسطينيون الـمقيمون في حي البلديات وحي السلام بمنطقة الطوبجي وحي الصحة بمنطقة الدورة، في العاصمة بغداد.

 

واعرب د. زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لـمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين في بيان صحافي، أمس، عن "أسفه لأن يتعرض أهلنا اللاجئون في العراق لأعمال القتل والخطف على ارض العـراق الشقيق الذي احتضنهم لعدة عقود من الزمن داعماً ومسانداً لقضيتهم العادلة".

 

وكشف الأغا ان دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية أجرت اتصالات مكثفة في الآونة الأخيرة مع الـمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومع الحكومة العراقية عبر جامعة الدول العربية لتأمين الحماية للاجئين الفلسطينيين وتحييدهم عما يدور في العراق من صراعات، الا أنه وعلى ما يبدو أن هذه الاتصالات لـم تأتِ بنتيجة.

 

وطالب الحكومة العراقية بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات على اللاجئين الفلسطينيين في العراق وتأمين الحماية لهم كونهم ضيوفاً على ارض العراق الشقيق لحين ايجاد حل عادل وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين طبقاً لقرارات الشرعية الدولية خاصة القرار 194.

 

ودعا الأغا الـمفوضية السامية لشؤون اللاجئين للتحرك والوقوف أمام مسؤولياتها لتأمين الحماية للاجئين الفلسطينيين في العراق وتأمين الـمأوى والـمساعدات الحياتية لهم، خاصة أنهم يعيشون الآن في ظروف صعبة بعد أن تعرضوا لعمليات الطرد والنهب داخل العراق.

 

من جهته، أكد عزام الاحمد رئيس كتلة حركة فتح في الـمجلس التشريعي الفلسطيني والـمكلف بمتابعة ملف الفلسطينيين الـمقيمين في العراق امس أن السلطة الفلسطينية تبذل مساعي حثيثة من أجل حماية الفلسطينيين هناك من هجمات الـمسلحين.

 

وأضاف: "جرت عمليات اختطاف لبعض الفلسطينيين قبل ثلاثة أيام وألقيت جثثهم بالشارع العام في بغداد". وأكد الاحمد أيضا "تعرض حي البلديات الذي يقطنه الكثير من الفلسطينيين قبل عدة أيام إلى هجوم من بعض الـميليشيات العراقية وأحد الاحزاب العراقية ولكن تمكن الفلسطينيون من الدفاع عن أنفسهم" مضيفا أن القوات الاميركية "تدخلت في حي البلديات حتى لا تحدث هناك مجزرة".

 وقال الاحمد إن السلطة الفلسطينية اتصلت بالجانب الاميركي "الذي ما زال هو الحاكم الفعلي للعراق والذي بإمكانه أن يوفر الحماية إذا ما قرر ذلك.. ومازال الوضع متوترا ويحدث مزيد من الفتة والقتل"0