الاعتداءات على القدس في ظل الأحداث التي يشهدها الوطن العربي

بواسطة قراءة 3777
الاعتداءات على القدس في ظل الأحداث التي يشهدها الوطن العربي
الاعتداءات على القدس في ظل الأحداث التي يشهدها الوطن العربي

فمنذ عقود من الزمان واليهود يعيثون في الأرض فساداً، قتلوا الأطفال ويتموهم، وقتلوا الشيوخ والنساء وهدموا المنازل والمساجد وقطعوا الأشجار وهدموا الجسور وهتكوا الحرمات واغتصبوا الحريات ، وسيطروا على العالم وعلى ثروات العالم ، وأمسكوا بزمام الاقتصاد والإعلام ، بل واستعبدوا الحكام وكأن ما يحدث في الوطن العربي مخطط صهيو أمريكي وهلم جرا من الجرائم والمجازر التي تقشعر من هولها الجلود والأبدان، مما جعلهم بؤرة السوء ومعدن الشر وخلاصة الجاهلية ومنبع الفتنة وداء الأمم المثبوت في التاريخ وفساد الأرض الكبير ووباء كل عصر.

وعليه فإن جوهر القضية مما سبق ذكره من مكائد اليهود الكثيرة هو أن يأخذ المسلمون حذرهم وحيطتهم من هذه الطائفة المفسدة في الأرض والتي يأبى طبعها اللئيم وسجيتها السافلة إلا أن تنكث العهود وتغدر كلما منحت لها الفرصة بذلك، وأن يحموا أنفسهم منهم ولا يركنوا إليهم وأن يقفوا منهم موقف مراقب العدو المخالط جار السلم والحرب الذي يدس الدسائس ويتحين الفرص وينتهز الفرص ليوقع النكاية البالغة، وليس أبلغ من إزهاق أرواح الأبرياء من الشيوخ والشباب والأطفال والنساء وكأنهم يستغلون الفرصة لفعل ذلك، مما يجعلهم في هذا الوقت يهدمون الأقصى لبناء ما زعموا "هيكل سليمان".

فتعطينا أحداثهم هذه مجموعة من العبر والعظات التي يجب التصبر بها والعمل بما تمليه علينا من سلوك نسلكه في مواجهة اليهود في كل عصر وفي مواجهة من هم أمثال اليهود في صفات الكيد والمكر والحيلة والنفاق والخبث ونقض العهد والخيانة والغدر ، وأمثال هذه الرذائل التي عرف اليهود بها في مختلف أدوار التاريخ، فالأمة التي لا تستفيد من تجارب من سبقها ولا تتعظ بعظات هذه التجارب أمة غير مؤهلة للتقدم ولا تأخذ بأسباب الرقي بل تظل تتعثر في تجاربها الخاصة وتتخبط في غشاوتها بينما يحرز غيرها السبق في المبتكرات الحديثة المضافة إلى مواريث الأولين ؟

فاليهود يصلون الليل بالنهار وخاصة في ظل الأوضاع المتشابكة التي وفرت الفرصة الذهبية للمؤسسات والجماعات اليهودية العاملة على هدم المسجد الأقصى منذ زمن بعيد فمشروع التهويد مشروع اجتمع عليه اليهود قادة وشعبا وأحزابا ومؤسسات وهم سائرون في مخططات التهويد وطمس المعالم الإسلامية في القدس والمسجد الأقصى وكل تلك الإنجازات في فترة متقاربة متسارعة والعالم العربي والإسلامي مغيب عن تلك المشاريع التهويدية.

وما يحاك للمسجد الأقصى الذي هو في خطر لن يزول إلا بزوال الاحتلال عن القدس وفلسطين، فالمسجد الأقصى وبيت المقدس وأرض فلسطين أمانة عظيمة في أعناق أبناء أمتنا العربية والإسلامية فقضية الأقصى قضية كل مسلم يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، ويتعاظم الواجب والمسؤوليات لنصرة الأقصى مع تعاظم المخططات اليهودية.

ولهذا فواجبنا نحو المسجد الأقصى إصلاح الجبهات الداخلية ورأب الصدع والعمل علي توحيد الأمة الإسلامية والسعي للوحدة الجامعة التي تربط المؤمنين بعضهم البعض ولن يوحد هذه الأمة إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحقيق التوحيد لله سبحانه تعالي فالعودة إلي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هي الطريق لإنقاذ أنفسنا من الذل والهوان وهى الطريق لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى السجين، ونعتقد يقيناً أن المسجد الأقصى عائد وقتال اليهود حادث ولا ريب وسيقضى المسلمون الملتزمون بكتاب الله وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم على الدجال ومن معه من اليهود جميعاً وتستريح البشرية جمعاء من شرور اليهود وأطماعهم وإفسادهم.

روى مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله_ صلى الله عليه وسلم_ قال :لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلى الغرقد فانه من شجر اليهود .

فحربنا مع اليهود مستمرة والتي بدأت منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وسوف تستمر حتى خروج الدجال ونزول عيسي عليه السلام والقضاء على أخر يهودي، وستبقي بقية أهل الإيمان علي الأرض المقدسة تدافع عن الحق وعن الإسلام ضد الباطل وأهله إلي أن تقاتل هذه الفئة الدجال في أخر الزمان .

عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ولا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة" . رواه الترمذي كتاب الفتن رقم (2192) قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث صحيح، وصححه الألباني.

المصدر مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية