محاولات التقارب الخجولة بين بغداد و"تل
ابيب" لم تقف إلى هذا الحد بل عمد النائب العراقي مثال الآلوسي على زيارة "إسرائيل"
مرتين؛ الاولى في عام 2004 والثانية عام 2008، لكن هذه الزيارة غير المدروسة قوبلت
باحتجاج من الكثيرين في الحكومة العراقية, رغم دعوة النائب إلى العلاقات
الدبلوماسية وتبادل الاستخبارات العسكرية بين العراق و"إسرائيل".
ويرجع العداء بين بغداد و"تل ابيب" إلى
قيام "إسرائيل" بتحرك عسكري تمثل بقصف المفاعل النووي العراقي تموز في
عام 1981، مدعية بأن صدام قد يستخدمه لتطوير أسلحة نووية ضدها, ورد العراق بعد نحو
عشر سنوات على الهجوم "الإسرائيلي", حينما أطلق العراق 39 صاروخ نوع
سكود المطور بأوامر من صدام حسين باتجاه اهداف داخل "إسرائيل",حيث كانت
الأهداف تتمركز، في "تل أبيب" وميناء حيفا والنقب, وبدأت عمليات القصف
العراقي بعد يوم واحد من حرب الخليج الثانية وذلك في فجر 18 يناير 1991, وتوقفت
بتاريخ 25/2/1991.
ومنذ عام 1948، كانت "إسرائيل" والعراق
عدوين لدودين, ومن الناحية الفنية، ظلت بغداد في حالة حرب مستمرة مع "إسرائيل"
منذ عام 1948, وقد أرسلت جيوشًا لمحاربة "إسرائيل" في عامي 1948 و1967,
كما أرسل العراق قوات لتقديم الدعم للقوات المسلحة السورية في حرب أكتوبر في عام
1973.
لكن العراق بحاجة "لأسرائيل", لاسباب
كثيرة نوجزها فيما يلي.:.
أولاً: لولا "إسرائيل" لما استطاع
الكرد اجراء استفتاء تقسيم العراق, وهو مسعا يهودي قديم يهدف لاقامة دولة حدودها
من النيل الى الفرات, وحاول انفصاليو مسعود خدمة اليهود ان يمهدوا الطريق لحكومة
بينيامين نتينياهو لتحقيق حلم الالفية.
ثانياً: لولا فلسطين لما كانت العراقية "الإسرائيلية"
سيئة لدرجة متدهورة إلى أبعد الحدود, ولما كانت العلاقات الدبلوماسية متقطعة
الأوصال لدرجة انعدام الوجود.
ثالثاً: لولا واشنطن لكانت بغداد او "تل
ابيب" قد نفيت احدهما بسبب العرب ودورهم الضعيف في الدفاع عن القضية الفلسطينية,
وتفككهم كونهم آمة نائمة قوية الشجب والتنديد, ضعيفة التحرك والتصعيد.
هذه العوامل السبب الأبرز في ان تكون الخلافات
حاضرة بين الدولتين.
لذى فإن على العراق ان يعترف بـ"إسرائيل"
دولة, ومن ثم يبدأ بفتح سفارة لـ"تل ابيب" بمحافظة نينوى لتكون قريبة من
الجالية اليهودية, وتعمل على اعادة يهود العراق السابقين الذين هجروا بسبب انظمة
عربية فاشلة .
ان ترسل بغداد وفداً لـ"تل ابيب" وتفتح
سفارة فيها, وتعلن أمام الرأي العام ووسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية,
انها الكفيلة بمفاوضات السلام الفلسطينية_ "الإسرائيلية" “برعاية اميركية_اممية”
وان تقنع بغداد العرب والغرب بان القدس عاصمة "للدولتين".
يجب ان لاتتوقف التعاونات بين الطرفين الى هذا
الحد, بل تمتد الى التعاون الاستخباري العسكري, ومن ثم اجراء مناورات عسكرية
مشتركة تكون برية بحرية جوية.
لا شك ان العراق هو الاخ الكبير للعرب, وان
فلسطين تدين له بالكثير لمواقفه معها اثناء الحروب مع "إسرائيل", لذا
فان تبنى العراق للقضية الفلسطينية والعمل على نزع فتيل الازمة بين حماس والجيش "الإسرائيلي"
من شانه ان يجنب الطرفين اهوال الموت والصراعات المسلحة التي يذهب ضحيتها المواطن
أولاً.
ملاحظة مهمة جداً.:.
على بغداد ان تشترط على "تل ابيب" ان
يكون الاعتراف بها كدولة مقابل اعترافها بسيادة الجمهورية العراقية, وان جميع
محافظاته اتحادية تخضع لسلطة الحكومة الاتحادية, واعتبار ان استفتاء الانفصال
مرفوض لانه محاولة لتقسيم العراق, وسحب يدها من آي تمويل للمسلحين الكرد المتمردين
في جبال العراق.
ان توسيع دائرة التعاون العراقي "الإسرائيلي",
يعود بالمنفعة على العرب وينهي نصف قرن من الصراع الخاسر المفلس, وتذكر ان "إسرائيل"
واحدة من اقوى جيوش المنطقة, وان عدو العرب الحقيقي هو التطرف والارهاب, والتشتت
والخصومات بين القبائل.
المصدر : وكالة الاتحاد الإخبارية العراقية
9/7/1439
26/3/2018