اللاجئون الفلسطينيون بالبرازيل ـ ما هو واجبنا تجاههم؟

بواسطة قراءة 2224
اللاجئون الفلسطينيون بالبرازيل ـ ما هو واجبنا تجاههم؟
اللاجئون الفلسطينيون بالبرازيل ـ ما هو واجبنا تجاههم؟

بغض النظر عن الجهة التي اتخذت القرار بترحيل العديد من اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين بمخيم الرويشيد بالاردن الى البرازيل، وبغض النظر عن موقف اللاجئين بموافقتهم بالتوجه والسفر الى البرازيل، ولكن السؤال الذي يبقى عالقا، الى متى ستستمر هذه المعاناة؟ وما هي الواجبات المترتبة علينا كسفارة ومؤسسات وافراد وجالية فلسطينية؟ فاللاجئين حاليا مقيمين بالبرازيل بغض النظر عن موقف الجالية العام الذي نحن لسنا بصدد مناقشته الان.

كما ذكرت بمقالات سابقة عن موقف الفيدرالية الفلسطينية والسفارة الفلسطينية بالبرازيل، الذي لم يحصل اي تغيير على موقفهما حتى اللحظة، ولكن الجديد الذي بدأ بالبرازيل هو تحرك اللاجئيين باتجاه التصعيد بمواجهة المفوضية العليا لللاجئين، والتي مقرها برازيليا، حيث جزء من اللاجئين وصل الى برازيليا، يطالب المفوضية بترحيلهم الى اوروبا، حيث عاد شخص واحد بعد ان اوعدته المفوضية باستئجار بيت له بعد مكوثه 8 اشهر ببيت العجزة خارج المدينة، والوعود كثيرة، اما الاخرون ما زالوا معتصمين امام مقر المفوضية.

وفد اخر من اللاجئيين سيتوجه الى برازيليا ايضا خلال الايام القادمة، لمطالبة المفوضية الوفاء بوعودها، حيث الايام تمر والمستقبل مجهول، خالد صبري "ابو مصطفى" احد اللاجئين الفلسطينيين والمقيم بمدينة Mogi Das Cruzes  بولاية ساوبولو يقول: "حتى الان لم اجد فرصة عمل، قطعت مسافات طويلة بحثا عن عمل، دون جدوى، عندي ثلاث بنات، وابني يعمل وراتبه البسيط له، وهو غير كافي لعائله، ابني يجب ان يكون له مستقبل، ولكن بعد العامين من وصولنا الى البرازيل كيف سيكون وضعي ووضع بناتي الثلاث وزوجتي، كيف سنعيش بعد ان تقطع المفوضية رواتبنا، وتتوقف عن تسديد اجور البيوت التي نسكنها؟ الاسعار بارتفاع مستمر والظروف المعيشية تسير الى الاسوء، فمستقبلنا ماذا سيكون؟ قطاع طرق؟ لصوص؟ فنحن لن نقبل ذلك اطلاقا.

ايميل اخر وصلني من السيد عصام عرابي الذي يقيم بمدينة Venâncio Aires ولاية الريو غراندي دو سول، اضع النص الكامل كما وصلني:

الاخ العزيز

جاد الله

تحية طيبة وبعد

ابعث اليك هذه الرسالة لانه توجد امور كثيرة نحن نجهلها هنا، مع انها تخصنا ولانعلم لها اجابة، وقد سالنا عدة مرات من كانوا على اساس يقومون بالاشراف على متابعة امورنا، وهذا الكلام سبقا لاننا الان لوحدنا نتخبط هنا مثل الغريق الذي يحاول النجاة ولا جدوى فلا احد يعيرنا اي اهتمام مع انه توجد لدينا حالات مرضية يجب متابعتها ولاجدوى من الكلام..... هناك تساؤلات كثرة تحيرنا ليس لها جواب قاطع... بعد انقضاء السنتين ما الذي سيحل بنا هل سنترك مثلا لننام مع اطفالنا وعوائلنا على اطراف الطرقات البرازيلية؟ هل هذا هو البرنامج الانساني للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة اساف؟

ام الحل الثاني فهو مناسب بالنسبة لهم، وهو ان نعيش تحت رحمتهم ورحمة حسناتهم علينا، فقد جئنا هنا لنعيش بالحسنة ماذا اختلف الوضع هنا عن المخيم في الاردن بل اؤكد لك ان الوضع في الرويشد كان افضل من هذا الوضع بكثير .

المطلوب ان نعتمد على انفسنا بعد عامين في بلد ليس فيها فرص عمل والرواتب محددة فيها على 450.00 ريال في الشهر وايجار الشقة 400.00 ريال يبدو ان هذا البرنامج الانساني الغرض منه اهانتنا و اذلالنا وليس مساعدتنا لانهاء مرحلة من التشرد، فان الحالة معنا تحسب بهذه الطريقة الان (سيء + سيء = دمار)، الحياة هنا والاسعار في ازدياد متواصل ويرفضون اي كلام في الراتب ومن اهم الامور التي نعانيها ان الاخوة الفلسطينيين الموجودون هنا اخلو كل مسؤلياتهم من متابعة امورنا وليس هناك من جهة تمثلنا او توصل صوتنا لجهة عليا تمد لنا يد المساعدة على هذه الامور وهذه المصيبة اكبر من سابقتها انك لاتستطيع ان توصل صوتك. 

ارجو منك اذا كنت على اطلاع على جزء مفقود من هذه الامور لاننا لقد فقدنا كل الاجزاء......
ارسل لك هذه الرسالة لانني ومن خلال متابعة الامور على الانترنيت وجدت انك الفلسطيني الوحيد المتابع لامورنا فارجو منك الرد على رسالتي هذه لعلنا نستطيع الاطلاع على جزء مما لانعلمه واريد التكلم معك عبر الشات لكني لااعرف اوقات فراغك لتتسنى لي فرصة الحديث معك.

مع فائق الاحترام وجزيل الشكر

عصام عرابي 

حاولنا الاتصال بالمرشدة الفلسطينية موظفة المفوضية، بولاية الريو غراندي دوسول بعد الحديث مع عصام عرابي، فكان تلفونها على مدار ثلاثة ايام مغلق ولم نتمكن من الحديث معها، لمتابعة بعض القضايا الخاصة باللاجئين بتلك المنطقة التي يسكنها عصام ومجموعته. المرشدة تتقاضى 500 دولارا شهريا وعصام وعائلته المكونة من ثلاثة افراد 350 دولارا شهريا، ومدرس اللغة البرازيلية للاجئيين بالمدينة يتقاضى ايضا 500.00 دولارا مقابل ثلاث ساعات تدريس بالاسبوع.

المدينة التي يسكنها عصام يوجد بها اربعة عائلات، اضافة الى جدته رشيدة قاسم، التي ظهرت من خلال برنامج خاص باللاجئين الفلسطينيين على قناة الجزيرة قبل اسبوعين، رشيدة تجاوزت السبعين عاما من العمر، من سيعلمها اللغة البرازيلية ويوفر لها فرصة عمل او بيت سكن بعد عامين؟ اربعة كبار بالسن اصغرهم تجاوز ال 60 عاما بمدينة  Mogi Das Cruzes بولاية ساوبولو، ايضا من سيعلمهم اللغة البرازيلية ومن سيوفر لهم عملا واين سيسكنون العام القادم ابتداءاً من شهر ايلول/2009؟.

طبعا هناك مجموعة من الشباب الاعزب، تمكنت من ايجاد فرص عمل لهم، يتقاضون اجرة شهرية، افضلهم  يتقاضى راتبا شهريا لا يتجاوز ال 550.00 ريالا  ولكن هذا غير كافي، طبعا كانت هناك بعض المبادرات من حركة فلسطين للجميع، ايضا هذا غير كافي.

الجالية الفلسطينية ببرازيليا جمعت مبلغا من المال وساهمت بفتح مشروع غسيل سيارات لعائلتين بمدينة Mogi Das Cruzes، حيث تم ذلك من خلال حركة فلسطين للجميع، التي اخذت على عاتقها ضمن الامكانيات المحدودة متابعة ما يمكنها من قضايا اللاجئيين.

من وعود المفوضية العليا للاجئين حسب ما ذكره الاخوة اللاجئيين:

·        توفير فرص عمل وقروض بنكية بقيمة خمسة الاف ريالا لفتح مشاريع عمل، عائلة ابو ثائر بمدينة Mogi Das Cruzes  لم تحصل على القرض حتى الان رغم توفر كل مقومات مشروع الخياطة، حيث قدم بعض افراد من الجالية الفلسطينية ماكنات خياطة للعائلة وعددها ماكنتين. 

·        حتى اللحظة لم يحصل اللاجئيين على هويات الاقامة بالبرازيل رغم مرور الفترة الزمنية التي حددتها المفوضية وهي 6 اشهر، ليكتشف اللاجئيين ان البرتوكولات التي يحملوها مدتها سنة وسنتين، ومن خلال مراجعة واجراء البحث على موقع وزارة العدلية البرازيلية، فلمفاتهم لم تصل الى هناك وما زالت موجودة بمقرات المباحث والمخابرات بالمدن التي يسكنوها.  يجب علينا كفلسطينيين مقيمين بالبرازيل، البدء بالبحث عن مخارج وحلول للعديد من الحالات التي هي بالفعل بحاجة الى حل، ككبار السن، الوضع الصحي السيء للعديد من الاخوة اللاجئيين، علما ان لدى جاليتنا العديد من الاطباء ذات الاختصاص، والذي يمكنهم المساهمة بهذا الجانب، وهذه المسؤولية بالاساس تقع على عاتق السفارة الفلسطينية والفيدرالية الفلسطينية، للاتصال بالاطباء للقيام بدورهم الانساني، علما ان النائب الثاني لرئيس الفيدرالية الفلسطينية من كبار الاطباء الفلسطينين بالبرازيل، وشخصية فلسطينية معروفة، اضافة الى المسؤول المالي للفيدرالية وهو ايضا طبيب، فهل هذا الجانب الانساني ايضا ستعجز عنه الفيدرالية، وستعجز عنه كافة القوى الفلسطينية، فهذا الجانب ليس فقط مهمة السفارة الفلسطينية والفيدرالية، ايضا هي مهمة كافة التيارات والقوى الفلسطينية الاخرى، التي لديها من العلاقات مع العديد من الاطباء الفلسطينيين بالبرازيليين، وبامكانهم المساهمة والمساعدة بهذا الجانب، فلنترك الحزازات الشخصية والفئوية والانانية جانبا، فاي مكسب لنا ان نرى اخا يتألم، فهل حقيقة فقدنا ضمائرنا وانسانيتنا، وتخلينا عن اخوة لنا؟.

جادالله صفا

كاتب فلسطيني مقيم بالبرازيل

25/05/2008