من ضحايا جيش المهدي - الفقيد سمير عبد الكريم فقدان وأحزان

بواسطة قراءة 9549
من ضحايا جيش المهدي - الفقيد سمير عبد الكريم فقدان وأحزان
من ضحايا جيش المهدي - الفقيد سمير عبد الكريم فقدان وأحزان

إعداد : موقع" فلسطينيو العراق"

مهما ذكرنا وحصرنا المآسي والانتهاكات التي تعرض لها الفلسطينيون في العراق لن نقوم إلا بشيء يسير مما هو في الحقيقة ، لكن سنمضي قدما في توثيق وإظهار كل الجرائم التي ارتكبت والمجازر بحق الكثير من الأبرياء ، ونظهر ما خفي ونكشف المستور علها تجد آذانا صاغية أو نفوسا تحس بتلك الآلام .

نحن مع قصة مليئة بالأحزان والمآسي إذ لم يترك المجرمون صغيرا ولا كبيرا فقيرا ولا غنيا بل عاثوا في الأرض الفساد، الفلسطيني سمير عبد الكريم عبد السلام من منطقة الزعفرانية في بغداد ولادة ونشأة ، وترجع أصوله إلى قرية صره التابعة لمدينة نابلس ، وهم عائلة صغيرة وبحسب شهود عيان ممن عاشره يعتبر سمير محبوب من كل من عرفه وعاش معه ، حيث عاش عمره والبسمة لا تفارق شفتاه ويمازح الكبير والصغير ويقدم الخدمات للجميع ، فما من أحد طلب منه شيئا إلا سارع في مساعدته سواء من الناحية المادية أو المعنوية وبشهادة الجميع .

الفلسطيني سمير تزوج ثلاث مرات ، حيث تزوج المرة الأولى ابنة عمته وله منها ثلاث من البنات وولدين ( لينا مواليد 1985 ومحمد مواليد 1986 ودينا مواليد 1990 وسميرة مواليد 1994 وهي معاقة ومصابة بمرض وشلل جزئي وأحمد مواليد 1995 )، وقد توفيت زوجته عام 1995 لتبدأ أول محنة واضطر للزواج من امرأة أخرى ولم يتفقا فانفصلا بعد ذلك.

http://www.paliraq.com/images/dead/sameer-abdalkareem.jpg

أما زوجته الثالثة فهي عراقية الجنسية وله منها أربعة ( تبارك مواليد 1998 وملاك مواليد 2000 ومصطفى مواليد 2002 ونور الهدى مواليد 2005 ) وكان يعمل بالأعمال الحرة المتنوعة فلديه محل لتأجير بدلات الأعراس في منطقة الزعفرانية ، وعمل سائق سيارة أجرة لديه وكان كثيرا ما يتواجد قرب مطعم النور إذ كان الفقيد أبو أحمد من أعز أصدقائه وكان يساعده في المطعم ، وفي آخر سنتين اشتغل معهم حيث يقضي حاجيات المطعم بسيارته ويقوم بإيصال عمال المطعم إلى منازلهم قبيل منع التجوال .

وكما هو معتاد وبتاريخ 13/1/2007 ذهب في تمام الساعة السابعة مساء وقبيل منع التجوال لإيصال العمال إلى منازلهم فأوصل أربعة وبقي الخامس وعندها أوقفته سيارة تابعة لميليشيا جيش المهدي مقابل معهد التكنولوجيا وأخذوه وأخذوا سيارته الأوبل وتركوا العامل العراقي ، وبعد وصوله منزله قام بإخبار ذووي سمير ، وتحرك عدد من أصحابه ومعارفه للبحث عنه والسؤال كل بحسب استطاعته ومعارفه بلا جدوى .

وبعد ساعتين تقريبا ذهبوا إلى مركز الشرطة برفقة شباب عراقيين لصعوبة ذهاب أي فلسطيني بمفرده للمركز في تلك الفترة ، فأخبرهم ضابط المركز الخفر بأنهم عثروا على جثة قبل قليل عند سدة الزعفرانية والتي تسمى مثلث الموت أو سدة الموت !! حيث لا يقترب من هذا المكان أي شخص بعد العصر نهائيا ولا حتى الشرطة، والسؤال هنا كيف وجده الشرطة والساعة العاشرة مساء ولا يوجد تيار كهربائي في ذلك الحين ؟!! الجواب واضح لا يحتاج لتحليل ، فاحتسب ذووه أمرهم لله عز وجل وقاموا بالسؤال عن كيفية الوصول للجثة فتم إخبارهم بأنهم أرسلوها إلى مستشفى ابن النفيس ومن ثم إلى مشرحة الطب العدلي ، إلا أنهم قالوا سوف نتصل بالدورية لترجع وفعلا اتصلوا فرجعت الدورية وكانت جثة الفقيد سمير رحمه الله حيث أطلق عليه رصاصة برأسه ورصاصة برجله اليسرى .

ثم استلم ذووه الجثة وتم تغسيله وتكفينه في الحسينية القريبة من المركز بأمر من ميليشيا جيش المهدي ، لأنهم في منطقة مسيطر عليها تماما من قبل تلك العناصر ، وفعلوا ذلك بحسب زعمهم من باب المحبة للفلسطينيين !! لكن ينطبق عليهم المثل ( يقتلون القتيل ويمشون في جنازته )، ثم نقله أحد أصدقائه إلى منزله بسيارة الشرطة وعند الصباح أرادوا دفنه فكانت منطقة الغزالية مستحيلة وأبو غريب مقطوعة فاضطروا لدفنه في مقبرة الشهداء في منطقة الأعظمية ، فرحمه الله برحمته الواسعة وأحسن مثواه .

بعد هذه الجريمة النكراء وبحسب وصف أحد المقربين من الفقيد قال : حينها تم تصنيفنا على أننا أرهابيين وبعد مجلس العزاء وصلتنا أوراق تهديد للكثير من الشباب لا سيما من وقف وكان له دور في جنازة الفقيد سمير ، فما كان منهم إلا مغادرة المنطقة لكن يا ترى إلى أين ؟!! وقد أغلقت الحدود العربية أبوابها أماهم ، فلم يجدوا إلا خيم منصوبة في الصحراء الغربية عند الحدود العراقية ، وفعلا غادرت أول دفعة من 30 عائلة .

أما عائلة الفقيد سمير فنالها نصيب من الشتات إذ ترك خلفه رحمه الله تسعة من الأبناء إحداهن معاقة ، فزوجته الأخيرة أخذت أبنائها لتعيش مع أهلها وهم أربعة ، وابنه محمد تم تهديده في مجلس العزاء وحاولوا اختطافه فاضطر فغادرة المنطقة إلى مكان مجهول، وإحدى بناته متزوجة وتعيش في الأردن ، وابنته الثالثة مع زوجها وشقيقتها المعاقة وشقيقها أحمد انتقلوا إلى مخيم الوليد، ثم تم إعادة توطينهم في هولندا بعد عام من تواجدهم في المخيم.

هذه قصة محزنة مؤلمة مؤسفة لعائلة فلسطينية واحدة تفرقت لعدة وجهات، ولك أيها القارئ أن تقدر ما حصل لبقية العوائل الذين تشتتوا في أسقاع الأرض واقتلعت جذورهم ، فرحماك ربي رحماك بما حل بهم وانتقم يا ربنا ممن تسبب فيما جرى لهم .

نسأل الله أن يرحم الفقيد سمير ويكتبه مع الشهداء وأن يصبر ذويه وأن يحفظهم من كل سوء وجميع المسلمين .

 

8/10/2009

إعداد: موقع" فلسطينيو العراق "

 

هذا الخبر بما فيه من تفاصيل حصري لموقع " فلسطينيو العراق "

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"