لماذا وحدي انا
من بين كل الورود وردتي ذبلت
رعيتها وسقيتها لكنها جفت ويبست
من بين كل الجراح جراحي نزفت
داويتها لكنها ابت وكبرت وعظمت
من بين كل العيون عيوني احمرت ودمعت
عالجتها ورغم ذلك فقد ذهبت وعُميت
من كل الاهات والعبرات والسكنات
من بين كل الاماكن والطرقات والاتجاهات
من بين كل الجرحي والقتلى والموتى والحسرات
من بين كل المسرات والتنهدات والعبرات
الكل احياء الا نحن نعيش في عالم الاموات
لا احد يسمعنا ,لا احد يرانا,لا احد يشعر بمصيبتنا وبلوانا
ولا احد يذرف علينا الدموع
لماذا انا شمعتي انطفأت من بين كل الشموع
لماذا انا بكائي ونياحي مستمر دون توقف طوال اليوم والاسبوع لماذا انا رايتي منكوسه وعلمهم عال يرفرف وفوق الاكتاف مرفوع لماذا انا محضور عليَّ دخول البلاد وعلى غيري مسموح ومرحب به وغير ممنوع لماذا كلامهم قانون وحديثي مستهان ومستهزء به وغير مسموع
لماذا انا غريب على بلدي دون بقية الجمع والجموع
العالم كله محميٌ الا انا عار مكشوف لاحكومة تضلني وترعاني ولا سماء تغطيني وتحميني ولا درع ولا دروع
رأيت المحبين جالسين فرحين ,يتهامسون يتناغمون ,يتغازلون
يتبادلون احلى كلمات الحب والود وسط الشوارع والساحات والحدائق
رأيت المسافرين يرتادون المحلات والمطاعم ويبحثون عن افخم وارقى الفنادق
رأيت كل واحد على صدره ورده وبيده ورده ويتجولون بين الخلق والخلائق
ورأيت شعبي ..آه ....آه على شعبي آه...آه
رأيت شعبي يبنون المتاريس ويحفرون الخنادق
ورأيت شعبي سقيماً هرماً تعباً هالك متأهبين ويحملون البنادق
يدافعون عن الارض والعرض حذرين من بطش العدو المارق
ورأيت عرساً في خيمة بلا اغان ولا دبكات كأنه مأتم خيّم عليه الحزن وسط الدمار والخراب والحرائق
تناقضات ومفارقات بين هذا وذاك , سبحان الخالق
والريح تجري عكس الاتجاه دون اي رادع او عائق
انقلبت الموازيين لم نعد نعرف الشريف من السارق
جوع مفرط اكل لقمة قطعو يده وقالو سارق
اوقد حطبا ليطفىء لسعة البرد القارس ,قبضو عليه وقالو
تريد اشعال الحرائق
مآسٍ وحكايات ليس لها عهد سابق
لا تأكل لا تشرب لا تنام لا تفرح لا تحيا ولا تعيش
هذا هو الوضع الرائق
قتلوك وعذبوك آه ..كم قتلوك وعذبوك
قبل ان يرموك من علو شاهق
تناقضات وفوارق
هولاء يتبادلون الحب في الساحات والحدائق
وهولاء يبنون المتاريس ويحفرون الخنادق
وذاك يبحث عن افخم الفنادق ,وافراح واعراس تجري وسط الخراب
والدمار والحرائق
وهولاء يحملون الورود وهولاء يحملون البنادق
تناقضات وعوالق وفوارق
هذا هو الوضع وهذا هو الحال ,فسبحان الله رب المغارب والمشارق
الكاتب عادل العمرو
1-9-2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"