عندما كنا صغارا كنا نسمع عن المارد في القصص والحكايات ولم نراه وعندما كبرنا علمنا ان المارد ليس حقيقة وهو خيال لكن هل تصدقون اذا قلت لكم باني رأيت المارد ورأيت غيلانه الصغار ... تعالوا معي لنتعرف على هذا المارد واين يسكن وغيلانه .
منذ اربع سنوات خلت سمعت ان الناس تذهب الى جزيرة المارد الاصفر وتدفع الدراهم الكثيرة لتذهب هناك قالوا ان المارد لطيف ولا يخيف انه يعطف على الصغير ويكرم الكبير ولا يمس احد بسوء فقررت ان اذهب الى جزيرة المارد الاصفر حتى اشمل بكرمه الوفير لاني حيث كنت اعيش لم ارى العطف والكرم سوى بين الحمير فدفعت دراهمي كلها بل واستلفت دراهم اخرى وحزمنا حقائبنا وذهبنا ومشينا ومشينا حتى وصلنا وحين وصلنا لم يكن معنا دنانير ولا دراهم حتى قالو لي ان المارد سوف يعطيك ويعطيك حتى تشبع مما يعطيك ولن يسمح ان يمسك إنسان ولن تعيش بعد اليوم بالذل والهوان ففرحت وصفقت وهللت وانتظرت وانتظرت حتى يعطيني المارد ثم سألت قالوا ان العدد الكبير وان العمل عليه كثير ثم انتظرت واخيرا وصل الغيثان ورأيت الدرهم والدينار ودراهم بكل الالوان وعشت كأني إنسان لكن إنسان ممسوخ عبد للدرهم والدينار كان المارد يضحك لي ويلاعبني ويدغدغني لكن دائما يصيبني الهلع والغثيان لانه يذكرني بكرم وعطف لم اره عند اهلي من نفس الجلدة والالوان واصبحت إنسان من غير وجدان لاني طمعت بدراهم من كل الالوان فنسيت اني كنت اصلا إنسان وتغير المارد الى بركان وخلع عن وجهه قناع الإنسان ولم يعد يريد ان يراني في اي مكان وسخر غيلانه الصغار حتى يؤذوني حين يروني لكنهم لم يكونوا اي غيلان ولم يكن لهم اي الوان فبدأوا يعملوا كالجرذان بالعتمة ومن خلف الحيطان حتى خرقوا كل الجدران ورأيت وجوها كالغربان تنعق فوقي في كل مكان وزمان ولم اعد قادرا على السير في اي مكان خوفا من المارد والغيلان واصبحت في كابوسا من صنع الإنسان يمشي معي كل مكان وزمان حتى هربت خوفا ليس من المارد بل ايضا من الغيلان .
لكن الدرس يا اخوان ان المارد والغيلان هما نسج من صنع الإنسان ليخيف اخيه الإنسان ويجعل منه عبدا في كل الازمان لكن الإنسان يبقى إنسان اذا كان عنده وجدان وينفض عن نفسه الخوف من الانسان .
أحمد سليمان خضر
9/5/2012
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"