أكذوبة " يوم القدس "
التي ابتدعها الهالك الخميني، في السابع من أغسطس عام 1979 أبان الثورة
اللاإسلامية في إيران، باعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس،
وكأنه بلسان الحال لا تعظيم للقدس سائر أيام السنة، فلتحترق.. فلتهود.. فليقتل
أهلها.. ولتهدم بيوتهم..
هذا اليوم وبحسب ما خُطِط له، تحول
لنصرة الفرس، ونشر عقائد الرافضة المنحرفة، وتمجيد رموزهم والتصاقهم بمقاومة
الغاصب الصهيوني، ورفع أعلامهم وصورهم وشعاراتهم، وقلب الحقائق وتزييف التاريخ
وتغيير المفاهيم ومسخ للعقول وطمس الدين الصحيح، وتقمص قميص المقاومة والتسربل
بسربال الحريص على الأمة الإسلامية!!
وحتى نضع النقاط على الحروف
والأمور بنصابها، لابد من وقفات هادئة هادفة لمعرفة الحقيقة، وإظهار الخفايا
الغائبة، التي يصر البعض على إغفالها وآخرين عن التبرير لها بشتى المبررات الواهية
الواهنة، التي تزيد القضية وهنا وضعفا، وتصرف الأجيال الواعية عن دينها ومبادئها
وعزتها، راكضين وراء سراب وجعجعات وهرطقات وخرافات وخزعبلات القوم.
فعن أي قدس يتحدث الشيعة وهم
يعتقدون أنها في السماء!! فقد ورد في تفسير الصافي للكاشاني 1/ 669 – 670 في تفسير
قوله تعالى: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد
الأقصى " يعني إلى ملكوت المسجد الأقصى . قال: " ذاك في السماء ، إليه
أسري رسول الله صلى الله عليه وآله ".
وعن أي قدس يتحدث الشيعة وهم
يريدون تحرير المسجد الحرام من احتلال آل سعود بزعمهم!! وجعله تحت وصاية الأمم
المتحدة!!!
فعن أي قدس يتحدث الشيعة وعندهم
كربلاء أفضل من الكعبة!! ومسجد الكوفة أفضل من المسجد الأقصى!! فعن سلام الحناط عن
رجل عن أبي عبد الله (ع) قال: سألته عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام
ومسجد الرسول (ص) قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك؟ فقال: ذاك في السماء إليه أسرى
رسول الله (ص) فقلت:
إن الناس يقولون أنه بيت المقدس فقال مسجد الكوفة أفضل منه. [ مستدرك الوسائل 3/
409]
وعن اي قدس يتحدث الخميني وعندهم
مزارا لقاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاتح بيت المقدس، تشد إليه
الرحال من قبل الشيعة يسمى قبر " أبو لؤلؤة المجوسي " بابا شجاع!!
وعن اي قدس يتحدث الخميني وشيعته،
وهم يطعنون بالقائد البطل محرر بيت المقدس صلاح الدين الأيوبي رحمه الله عندما
قالوا: وماذا ينفع الجهاد والانتصار إذا كان سنيا وبدون إمام معصوم!! وكذلك كما
جاء في فتوى صادق الشيرازي عن صلاح الدين قوله: التاريخ يقضي في حقه بأنه كان رجل
باطل!!! وقال باقر الإيرواني: إنّ صلاح الدين إذا كان تحريره للقدس أمراً يستحق أن
يفتخر به ، ولكن تصرفاته الرعناء ، ومطامعه الشخصية ادتْ إلى عودة الصليبين من
جديد إلى القدس ، وإلى ضعف الدولة الإسلامية!!!
وعن أي قدس يتكلم الخميني، الذي
يفتي بنجاسة أهل السنة ويكفرهم، حيث يقول في كتابه تحرير الوسيلة ج1/179: ولا تجوز
[ أي الصلاة ] على الكافر بأقسامه حتى المرتد ومن حكم بكفره ممن انتحل الإسلام
كالنواصب والخوارج!!! ويقول ايضا ص118: وأما النواصب والخوارج لعنهما الله تعالى
فهما نجسان من غير توقف.
والناصبي عندهم هو كل من قدم أحد
على علي رضي الله عنهم جميعا، يقول نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (
2/307): أن علامة النواصب تقديم غير علي عليه.
وعن أي قدس يتحدث آية الشيطان
الخميني وهو يقول في كتاب الطهارة (3/457): أن عائشة والزبير وطلحة ومعاوية
وأشباههم أخبث من الكلاب والخنازير!!!
فكيف يجتمع معنا الرافضة الفرس
المجوس الصفويين بالقدس، وقد صرحوا بأنهم يفارقوننا بالرب الذي نبيه محمد وخليفة
نبيه أبا بكر الصديق؟!! يقول الجزائري في الأنوار النعمانية (2/278): إنا لا نجتمع
معهم -أي مع السنة- على إله ولا على نبي ولا على إمام، وذلك أنـهم يقولون: إن
ربـهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر ، ونحن لا نقول بـهذا الرب
ولا بذلك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي
نبينا!!!
إن دين الشيعة الاثني عشرية
وباطلهم وضلالاتهم وخزعبلاتهم وانحرافاتهم، أصبحت واضحة ظاهرة للعيان ولديهم أكثر
من خمسين قناة تسب الصحابة وتطعن بعقيدتنا ليل نهار، وتاريخهم الدموي وخياناتهم
لدولة الإسلام مسطرة وموثقة، ابتداء من فتنة ابن سبأ اليهودي مرورا بتسهيل دخول
التتار إلى بغداد سنة 656هـ، وحديثا قتالهم الضاري لثمان سنوات العراق السني، ثم
تسهيل احتلال العراق وأفغانستان كما صرح بذلك أبطحي وخاتمي ورفسنجاني، ودعمهم
لحركة أمل التي ارتكبت المجازر بحق الفلسطينيين في لبنان في مخيمات صبرا وشاتيلا
وبرج البراجنة في رمضان عام 1985 وكانوا يرددون: اقتل فلسطينيا تدخل الجنة .. لا
إله إلا الله العرب أعداء الله!!
ولا تزال جرائم العصابات الصفوية
للاجئين الفلسطينيين في العراق بعد عام 2003 المتمثلة بميليشيا جيش المهدي وقوات
بدر، شاخصة حيث ارتكبت أبشع المجازر وتم تهجير أكثر من ثلثي الفلسطينيين لدول
أجنبية، وهنا يظهر جليا حقيقة يوم القدس من خلال إبعاد الفلسطينيين عن القدس لتلك
الممارسات في العراق!!
وأخيرا كلنا شاهد ورأى مجازر الجيش
النصيري السوري حليف إيران ماذا فعل في مخيمات الرمل الجنوبي في اللاذقية، وبوقوف
منقطع النظير من قبل إيران وحزب اللات مع تبجح أمينه العام حسن نصر بالخطب الرنانة
وتضامنه الكامل مع النظام السوري!! فأين نصرة المظلومين إذا وقد ذهب أكثر من 2200
سوري جراء هذه الانتهاكات!! فعن أي قدس يتكلم القوم ويتظاهرون؟!!
كان الأجدر بمن ينادي بالقدس لو كان صادقا – وهم خلاف ذلك – حماية الفلسطينيين في لبنان وسوريا والعراق، وعدم اضطهادهم، ولا زلنا نسمع هذه الأيام عن اعتقالات تعسفية لفلسطينيين وأخذ اعترافات تحت التعذيب والإكراه من قبل الجهات الأمنية العراقية الصفوية، فأين دولة الفرس من نصرة هؤلاء المظلومين؟!! أم أنها شعارات لاستدراج المغفلين !!
بعد هذه العينة من الحقائق والحجج
الدامغة، هنا سؤال يطرح نفسه: متى يستوعب إخواننا في فصائل المقاومة هذا الدرس؟!!
ومتى يتوقفون عن كيل المديح والثناء لدولة الرافضة ورموزهم، والتغرير بالبسطاء
وتضليلهم من خلال الجري خلف شعارات عفا عنها الزمن، وجعجعات بالية وصراخات فارغة
وادعاءات خاوية؟!! فالدعاوى إذا لم تقم عليها البينات فأصحابها أدعياء.
والعجيب أن هذا اليوم أصبح نصرة
للفرس بدل القدس!! وترويج لدين الرافضة بدل فضحهم!! وتلميع رموزهم وزنادقتهم
كالخميني بدلا من كشفهم وإظهارهم على حقيقتهم!! والأخطر من ذلك كله إظهارهم بمظهر
المتبني لخيار المقاومة الداعم لها المتصدي للعدو اليهودي والمتغطرس الأمريكي الذي
يصفونه بالشيطان الأكبر!! وهنا ينطبق عليهم المثل الشعبي المصري ( أشوف كلامك
أصدقك أشوفك أمورك أستغرب ) وإلا فدولة تمتلك سلاح نووي وتتبجح بكل هذه الفقاعات
الهوائية وقد خذلت أهلنا في غزة عندمت احترقت !! فأين صواريخ عابرة القارات والقدس
جغرافيا بنفس القارة!! أم أن الأمر لا يعدو مجرد جعجعات بلا طحن!!
للأسف لا زالت حركة حماس غير
مستوعبة الدرس وكذا بقية الفصائل، فقد آلمنا تلك اللافتة الكبيرة المعلقة في غزة
هاشم ومكتوب عليها مقولة الهالك الخميني( يوم القدس يوم عالمي، ليس فقط يوما خاصا
بالقدس، إنه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين) التوقيع لجنة دعم المقاومة في
فلسطين!!وسنبقى نكرر السؤال: متى يا حماس ستستوعبون الدرس؟!! ولماذا كل هذا
التغاضي عن الترويج الواضح - علمتم أو لم تعلموا- للتشيع السياسي الذي هو خطوة
أولى للتشيع العقدي!! وإذا كانت هذه اللافتة بوضح النهار وبهذا الحجم يقرأها كل من
مر في القطاع، فهذا مؤشر خطير جدا على غض الطرف على النشاط الشيعي المتنامي في
القطاع، وعلى أقل تقدير السكوت عن تلك المظاهر، في الوقت الذي يضيق فيه على عدة
مؤسسات وجمعيات ومساجد على منهج السلف!!!
وهنالك عدة استفسارات لابد من
طرحها على الأخوة في حماس كونهم يمسكون بزمام الأمور في القطاع، فمن هي الجهة التي
وضعت هذه اللافتة؟!! وما الهدف من ذلك؟!! ومن تحمل تلك التكاليف؟!! ومن دفعهم لكل
هذا؟!! وما هي النتائج التي ستترتب على نشر مثل هكذا إعلانات؟!! نرجو إجابة واضحة
من حكومة حماس في غزة .
والأعجب من ذلك أن يتطرق بعض
قياديي حماس بهذه المناسبة للتصريح بعبارات تظهر تأييدهم للهالك الخميني والثناء
عليه وجعله رمزا للأمة وما شابه، حيث أشار القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان بأن
دعوة الخميني مباركة ممجدا به ومترحما عليه!! وقال بحسب وكالة أنباء فارس: إننا
نعتبر أن هذه الدعوة تدل على وعيٍ وفهم ثاقب!!!
وقد صرح سابقا القيادي في حماس
أيمن طه بهذه المناسبة ما نصه: لقد كان الإمام الخميني (رحمه الله)
أمةً في رجل، ويكفيه فخراً أنه
الذي قاد الثورة الإسلامية، كما ويكفيه فخراً أن الثورة الإسلامية باتت مُلهمةً
لكل الأحرار في العالم ولكل ثورات التحرر من نير الاحتلال!!!
وأضاف أيضا: وما كيل الاتهام بحق
إيران إلا لكونها تحافظ على هوية الأمة وتدعم شعوبها المختلفة وتقف إلى جانب
المظلومين في العالم!!!
فعن أي إمام وأمة تتحدثون؟!! وقد
بينا في مطلع هذا المقال معتقد الخميني وبعض من أقواله، أم ما زلتم غارقون ومن أجل
التومان تركضون ولا يهمكم مشاعر عامة المسلمين!! وربنا سبحانه وتعالى يقول ( لَا
تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ
حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ
إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) وقول نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث
الصحيح( إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله ، وتبغض في الله ).
إن إيران تحصد مكاسب سياسية
وإعلامية جراء هذا اليوم المزعوم، وليست حريصة على القدس ولا على الفلسطينيين،
والشواهد والوقائع والأحداث لأكبر برهان، ثم إن من يلعن عمر رضي الله عنه فاتح بيت
المقدس ومحررها صلاح الدين، من المستحيل أن يكون له دور في تحريرها إطلاقا، فكفانا
تقزيما لقضيتنا واختزالا لها ولعب بمشاعر أهلنا في فلسطين.
إن القدس لن تحرر إلا بعقيدة صافية
وتوحيد حقيقي، ومنهج قويم وسلوك صحيح، وبقلوب خاشعة صادقة مع الله مخلصة في
أعمالها، وأيادي بيضاء متوضئة وجباه ساجدة لله لا لغيره، أما عباد القبور والأئمة
والصالحين والأولياء، ودعاة الفتنة وشاتمي الصحابة والطاعنين بعرض نبينا عليه
الصلاة والسلام، ومفرقي الأمة، ومناصري أعدائها؛ فلا ننتظر منهم نصرا ولا موقفا
مشرفا مهما صرخوا ونعقوا وجعجعوا ورفعوا شعارات، فالدعاوى والشعارات والتسميات لا
تغير من الحقائق شيئا إطلاقا.
اللهم قد بلغنا اللهم فاشهد ،،،
منذر النابلسي
الأمين العام- لجنة الدفاع
عن عقيدة أهل السنة- فلسطين
المصدر: موقع الحقيقة