خاص واجب ــــ فايز أبوعيد
بدأت مأساتهم مع غروب شمس التاسع من نيسان لعام 2003عندما احتلت القوات الأمريكية العراق، حيث لم يكن يعتقد فلسطينيو العراق أنهم سيكونون الأكثر تضرراً من هذه الفاجعة التي ألمت بالأمة ، تداعت بعدها عصابات الإجرام الطائفية للقيام بعملية (تصفية حساب) كما يدّعون انتقاما من فلسطيني العراق بدعوى أنهم كانوا موالين لنظام صدام وأنهم تمتعوا بامتيازات قد حان وقت تجريدهم منها فعمدوا إلى إذاقتهم أعتى أصناف العذاب والقتل والتشريد لإجبارهم على مغادرة الأراضي العراقية .
واليوم وبعد مرور ثماني سنوات على غزو العراق لا يزال اللاجئ الفلسطيني يدفع ثمن تواجده على أرض بلاد الرافدين ، ويتعرض لحلقات متعددة من التآمر ، فلا يكاد يخلو يومٌ واحدٌ من ابتزازٍ واعتداءٍ واعتقالٍ بسببٍ وبلا سبب وخروقاتٍ وقتلٍ وترويعٍ للاجئين الفلسطينيين المتواجدين ببلاد الرشيد ، حتى بات واضحاً للقاصي والداني أن الخطر الحقيقي يحدق باللاجئين الفلسطينيين في العراق ، والمأساة كبيرة خاصة أن لا أحد يدافع عن هؤلاء لا في الشرق ولا في الغرب ، إذ تُركوا لعصابات الإجرام الطائفية ومطايا الاحتلال الأجنبي ، وقد عرف العالم كله ورأى كيف تعاملت هذه العصابات مع المدنيين الفلسطينيين في بغداد ، وليس آخرها قبل عدة أيام فقد أصدر اللاجئون الفلسطينيون في العراق بياناً ومناشدة يوم 2/8/2011 ، حول الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها من قبل قوات ترتدي الزي المدني وملابس رياضية تداهم وتعتقل وتحمل أسلحة وهويات تابعة لوزارة الداخلية العراقية .
وأضاف البيان : الذي وصل لتجمع العودة الفلسطيني (واجب) نسخة عنه " أن هذه الحملة تأتي بعدما تم تداوله عن موضوع تجنيس للاجئين الفلسطينيين في العراق وعلى لسان مبعوث أمريكي إلى الحكومة العراقية حسب ما أذاعه راديو سوا .
وأشار البيان أن هذا التحرك لا يأتي من باب التمسك بالثوابت الفلسطينية في الحفاظ على الهوية الفلسطينية بقدر ما هو حقد وكراهية للوجود الفلسطيني في العراق تعبر عنه هذه القوات من خلال ما تمارسه من استعراض عضلات واعتقالات بطريقة همجية متأثرة بالعقيدة الأمريكية تعبر عن مدى ما تحمله من أحقاد طائفية وشعوبية ، فقد تم اعتقال خمسة لاجئين فلسطينيين خلال العشرة أيام الفائتة ودون أن يعرف أحد سبب اعتقاله أو أن يطلع على مذكرة اعتقاله أو على الأقل أن يسمح له بإخبار أهله عن مكانه أو أن يقابله أهله" .
وجاء في البيان أنه : "لا يخفى على أحد أن هذه القوات أمام اللاجئين الفلسطينيين هي الخصم وهي الحكم فلا يستغرب أحد ما يمكن أن يحصل لهؤلاء المعتقلين ، فقد يتم عرضهم على شاشات الفضائيات وهم يعترفون بما لم يفعلوا نتيجة الضرب والتعذيب الوحشي والتهديد بالعِرض ، فهذا مشهد ألِفَه اللاجئون الفلسطينيون في العراق في حقبة ما بعد احتلال العراق عام 2003" .
وتطرق كذلك إلى انخفاض عدد اللاجئين الفلسطينيين في العراق حيث انخفض إلى ما يقرب من سبعة ألاف نسمة فقط في الوقت الحالي نتيجة لما حصل لهم من اعتقالات وتهجير وقتل ، ولا زال الأمر مستمراً لغاية الآن فكل فلسطيني مهدد في أي لحظة بالاعتقال ، وعليه أن يكون جاهزاً لدفع المبالغ الكبيرة كرشاوى لهذه القوات لأجل أن يخرج من المعتقل ثم ليجد له طريقة ليهرب فيها من العراق إلى المنافي وفق خطة ليس الصهاينة عنها ببعيدين ، كل هذا يجري وكل المسؤولين في الحكومة العراقية يعرفون مدى الكره للوجود الفلسطيني في العراق ، ومدى الظلم الذي يحصل لهم ، ولكننا لم نسمع يوماً عن لجنة تحقيق في الجرائم التي حصلت للاجئين الفلسطينيين في العراق ، فمن الذي قتلهم ومن الذي هجرهم وكان يرتدي ملابس قوات أمنية حكومية ؟" .
وناشد اللاجئون الفلسطينيون في العراق كل من له القدرة من أحرار العالم أن يسارع لإنقاذهم ، فهم في ضنك من العيش وسوء حال وإهدار للكرامة واستفزاز مستمر وخوف متواصل مما ستتفتق عنه العقلية الكارهة للوجود الفلسطيني في العراق .
ويتساءل اللاجئون الفلسطينيون في ختام بيانهم ، هل السبعة آلاف فلسطيني هم من يمثل الآن الخطر الأول على العراق ؟ فإن كان هذا ما يعتقدون فإننا نقترح أن يتم اعتقالهم جميعاً وفوراً حتى تنتهي هذه المعاناة اليومية من الشد النفسي والعصبي ، وليعرف الجميع أنه في المعتقل لا خوف من المداهمات والاعتقالات العشوائية .
المصدر: تجمع العودة الفلسطيني (واجب) 3/8/2011