من تأليف لويس فرناندو غودينيو وتحت عنوان المفوضية تفند إنتقادات اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل وتقول ان هذا البرنامج يلبي أهدافه ..
أخرجت المفوضية العليا للاجئين فرع البرازيل فلماً جديداً كعادتها المعهودة بتلك التصرفات المفضوحة ، فكلما إشتد وضعهم ضيقاً وإنقطعت بهم السُبل الخبيثة والماكرة ، لجئوا إلى سُبُلاً أقبح وأمكر من سابقتها ..
فبعد أن زادت فضائحهم عن حدها وبعد أن تفاقم وضع غالبية اللاجئين من سوء الأوضاع المعيشية والصحية وبعد أن لاحظوا بالفترة الأخيرة متابعة بعض الجهات الإعلامية لموضوع معاناة اللاجئين في البرازيل ، كان لا بد للمفوضية أن تتحرك لكن للأسف بدلاً من من أن تتحرك المفوضية وتلتفت لمعاناة اللاجئين ، قررت أن تتحرك لإخراج الأفلام ، فمن المؤكد أن إخراج الأفلام لايكلفهم ، مثل تكاليف مساعدة اللاجئين وعلاج المرضى ..
الفلم الذي أخرجته المفوضية لأحد العوائل اللاجئة في ساوباولو يبدأ بداية سعيدة وتدور أحداثه بقالب أسعد وينتهي نهاية بغاية السعادة يسودها التمسك بالبرازيل البلد الذي تتوفر فيه كافة مقومات الحياة الكريمة والعلاج والأمان ، ولا نريد أن نُعيد ما سبق وأن ذكرناه في مقالاتنا السابقة عن سوء الأوضاع المعيشية و الصحية والأمنية فمن يريد أن يرى واقع البرازيل لا يذهب بعيداً وإنما يشاهد إحدى القنوات البرازيلية وسيرى فيها الواقع الذي لانستطيع وصفه ، ولم يكن هذا التحرك إلا لتشويه الواقع ، فبعد المحاولات الفاشلة منهم عبر بعض المأجورين لتشويه الواقع وبعد أن إكتشفوا أن هذه المحاولات لم تدر ثمارها ، تم تطوير المسئلة بطريقة مختلفة ، وبطريقة سينمائية بحتة ، ضناً منهم أن هذه المحاولة سيكون لها حظاً أوفر من سابقتها ، وهذه المحاولة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة لهذه المنظمة بتصرفاتها الحمقاء ، فعندما إشتد الوضع سوءً قبل عام تقريباً وإزداد عدد العوائل المعتصمة من اللاجئين الفلسطينيين في باب المفوضية وكان ذلك قبل فرار المفوضية من عنوانها المعروف لتصبح منظمة سرية ما كان من مديرها الأسبق خافير بدلاً من محاولة إيجاد السبل لحل المسئلة وإنهاء معاناة المعتصمين إلا أن أخذ أحد الأخوة من اللاجئين والذي يتدرب في أحد الأندية على كرة القدم ليكون نموذجاً ومثالاً للاجئين أمام الكونغرس البرازيلي ، ولو قارنا هذه المسئلة بالواقع على الأرض لن نجدها إلا مهزلة حقيرة أن يتم إتخاذ شخص كنموذج وتجاهل 20 إمرأة وطفل ومُسن ومريض يجلسون في الشارع ، إذاً ما هذا المثال الأعوج ؟ لا بل إضافة إلى ذلك صرح خافير لأحد الصحف البرازيلية حينها أن أُولائك ليسوا إلا مجموعة من المشاغبين !!
أما السؤال الذي يطرح نفسه هنا وبقوة ، لماذا لم تتكرم عدسة هذه الكاميرة التي حركتها المفوضية للتطرُق لأوضاع الأُسر المعانية ؟ لماذا لم تتطرق هذه الكاميرة العمياء لأوضاع اللاجئين كحالة اللاجيئ لؤي الذي يعيش بنصف رئة ويحاربونه بعلاجه ؟ لماذا لا تتطلع هذه الكاميرة على أوضاع المعتصمين في برازيليا ؟
ويضيف مخرجنا في نفس مقالته التي أدرج بها الفلم بعض الأمور التي يناقض نفسه فيها ، ( 94 % ) من اللاجئين في سن المدرسة مسجلون بمدارس عامة وخاصة لاحظوا معي ( عامة وخاصة ) لماذا هل الذين في الخاصة على رأسهم ريشة عن الذين في العامة ؟ أليست هذه سياسة الكيل بمكيالين ؟
ويقول المذكور أنه في مخيم الرويشيد تم إبلاغ جميع اللاجئين حول الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية في البرازيل وحول حقوقهم وواجباتهم بوصفهم لاجئين تحت حماية الدولة البرازيلية وأُبلغوا أيضاً عن التحديات التي تواجه التكامل ببلد جديد ...
طبعاً هذا الكلام عارٍ عن الصحة جُملة وتفصيلاً لعدة نقاط ومنها ، أنه هنا أربع عوائل من أصل خمسة تقطن في منطقة فينانسيو آيريس لاتعرف شيئاً عن
هذا الكلام لسبب بسيط أنهم تم جلبهم من مخيم الوليد إلى مخيم الرويشيد كلم شمل على إمرأة تبلغ من العمر ( 79 ) عاماً لم يتحدث أحد لها بهذا الخصوص ، وتفاجئة هذه العوائل لا بل صُدمة بما سمعته داخل البرازيل إذاً أين الصحة بما قاله مخرج الفلم ؟
ويضيف أنه تم توفير الأدوية الغير متوفرة في الصحة العامة للأمراض المزمنة مثل إرتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض الجهاز التنفسي ، وقُدمت أجهزة معينة مثل أجهزة قياس الضغط والإستنشاق ...
وهذا الكلام أكثر من عاري عن الصحة ، في منطقة فينانسيو آيريس حالتين تم قطع دوائهم المزمن ، أما المريض لؤي الذي كان بأمس الحاجة لجهاز قياس الضغط والذي طالبهم فيه مراراً وتكراراً، لم يأخذ منهم سوى الوعود الكاذبة بجلبه له فمن الواضح من كلام المخرج أن الجهاز قد أُحتسب على لؤي دون أن يراه ..
ويختم مقاله قائلاً ، علاوة على ذلك قامت المفوضية بنفي وجود أي إهمال في حالتي الوفاة لإثنين من اللاجئين في البرازيل عام 2009 ، والله غمرتنا البرازيل والمفوضية بهذا النفاق ، يتبجح بالقول أن حالات الوفاة لم يكن فيها أي إهمال ومن يسمعه يعتقد أنه كان من الساهرين على حالات الوفاة قبل وفاتهم ، كل ما سمعناه ليس غريباً أنا شخصياً أتوقع منهم أكثر من ذلك بكثير ، ولو أنني إتبعت نفس طريقة هذا الشخص في الحسابات المئوية التي وضعها في مقاله سوف نصل إلى نسبة معاناة تفوق ( 70 % ) ممن تم جلبهم إلى البرازيل ..
لنبدأ الحسابات ، من تم جلبهم إلى البرازيل ( 117 ) شخصاً ، لو حسبنا من ذهبوا وإعتصموا بباب المفوضية قبل فرارها وعادوا لأسباب قهرية ، يصلون الخمسين فرداً ، ولو حسبنا من يعانون ولم يقدموا على الإعتصام ، ولو حسبنا من يترقبون نتيجة التحركات ، وجمعنا هذا العدد كله سنصل إلى ( 85 % )
ممن تم جلبهم إلى البرازيل ، على وجه التقريب يبقى أربع أو خمس عوائل قادرة على التعايش مع الوضع ولكن بشروط أنا سمعتها ممن يريدون البقاء والتعايش مع الوضع في البرازيل ولهم الحق في ذلك ، يشترطون أن يتم منحهم بيوتاً ملكاً لهم ورواتب دائمية تضمن لهم العيش بكرامة بسبب سوء الأوضاع المعيشية في البرازيل وإرتفاع نسبة البطالة وشحة فرص العمل ، وبدون هذين الشرطين الأساسيين لن يتمكن من يرغب البقاء في البرازيل على التعايش مع وضعها السيئ ..
ومن هنا أرى أنه من العار على المفوضية فرع البرازيل كمنضمة دولية أن تتصرف بهذا الشكل المُشين الذي يعبر عن مدى دناءة المستوى الذي وصلوا له، فمن الواضح أنهم فقدوا كل القيم الإنسانية ، فقد كان حرياً بهم بدلاً من إخراج الأفلام التوجه بمن يُسمون أنفسهم مسؤولين يتقاضون آلاف الريالات على أكتاف اللاجئين بمنظمة ذات طابع إنساني ليتفقدوا أوضاع ومعاناة اللاجئين والعمل على حلها ، وتقديم المساعدة والعلاج للمرضى ، بإعتقادي أن هذه المسئلة إنسانية وسيكون لها نتيجة وصدى أكثر من إنتاج الأفلام ....
بقلم - عصام عرابي – البرازيل
25\11\2009
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"