لي صديق صدوق قلما أنجبت الأمهات مثله
هو مودع أسراري وأنا مودع أسراره
لا يغمض له جفن حتى يمر بداري ولا يغمض لي جفن حتى أمر بداره
لا يهدأ له بال حتى يعرف أخباري ولا يهدأ لي بال حتى اعرف أخباره
لم نفترق يوما إلا اضطراراً
ولم يحل حائلا بيني وبينه إلا المناما
دمث الأخلاق صبور حكيم لا تهز الأهوال باله
أتاني يوما من الأيام ليس على حاله
كأنه غير الذي عرفت غضبا تارة يصفق كفيه وتارة يعض بالنواجذ إبهامه
فاستقبلته كعادتي مرحبا وأخذته بالاحضانا
علي اهدأ من ثورانه
وقلت له ما الذي أصابك حتى فقدت الإتزانا
هل ألمت بك مصيبة أو فقدت أعزة الخلانا
وانت الذي عركت النوائب ولم تلق منك الااستهانه
فأجابني كل النوائب والمصائب تهون يا صديقي إلا الخيانة
فقلت يا صاحبي وهل انت الوحيد الذي من الخيانة عانى
فقال ليست الخيانة التي اعتدنا بل غدر وجحود قابل الاحسانا
ونكران للجميل وقلة الوفاء لخير قدمته في سالف الأزمانا
كأنهم ما سلموا يوما وما قرأوا القرآنا
وما التزموا بسنة محمد يوما وما عرفوا خلة الصحبانا
فقلت له ان كنت يا أخي قدمت خيرا لتنال به شكرا وعرفانا
فلا تلم إلا نفسك فما أحسنت الاختيارا
واذا قدمت خيرا لتنال به من الله رضوانا
فنم قرير العين فان عند الله ما قدمت من خير به لا يستهانا
فكم من الخلق ما ادوا لله حقه وجازوه عن خلقهم كفرا وعصيانا
فلا تأسى على كرم قدمته لمن لا يستحقونه
ولا ترجو من خلق خيرا وهم اداروا لخالقهم الظهرانا
فمن لم يوف لخالقه فهل ترجو منه أن يوفي لإنسانا
فعد كما كنت رابط الجأش ولا تلق لهم بالا
وإبقى كما أنت كريما للخير ساعيا وفعالا
واعلم أن الله ممهلا لمن أساء وليس همالا
وان الله غفارا لمن أساء إليه إذا شاء ولكن لمن أساء للآخرين ليس غفارا
فاحتسبهم لدى الله فعقوبتهم عنده تفوق ما ستفعله لهم أمثالا
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"