عذرا للصابرين- أبو لؤي

بواسطة قراءة 1849
عذرا للصابرين- أبو لؤي
عذرا للصابرين- أبو لؤي

وكانت مشاعر الآلام هذه حافزا لنا كأكثرية للتحريض من خلال الكتابة على مواقعنا والتي كانت الوسيط فيما بيننا نكتب فيها وندفع بعضنا بعضا للمحاولة في الدفاع عن انفسنا وكنا نضغط وبأشد العبارات وكنا نسخط ونغضب عندما نرى التراخي والكسل وعدم التحرك ونصف بعضنا بعضا بالجبناء وعديمي الغيرة والانتهازية والخيانة.

لكن-- واقول هنا لكن -- لم نتريث لنسأل انفسنا بماذا يفكر الذي لم يستجيب لدعوات التحريض او الفلسطينيون هنا عموما لماذا هم ساكنون والجواب وبكل صراحة بأن هذا الفلسطيني ادرك بإنه لم يعد هناك امل فهو هنا لا سند له ولا معين وان صفته هنا هي انه ضيف ثقيل وحتى لو اعتصم او صرخ فستكون العاقبة عليه وليست له اذ انه سيواجه بلدا باكمله حكومة وشعبا.

 وانه سيطرد بكل سهولة وسيحارب في عيشته وليس بمقدور ابناء جلدته منع هذا عنه كأفراد او كسفارة تمثله واين سيذهب بعد ذلك هل سيفر الى بلد اخر بعد ان رآى اخوته يغرقون في قوارب الفقد والموت لا سامح الله وحتى لو انه نوى ذلك فمن اين له بتلك المبالغ الطائلة التي سيضعها في جيوب المهربين فامواله ذهبت من قبل الى تلك الجيوب.

 واذا استسلم للبقاء هنا فمن اين سيملأ بطون اطفاله ويدفع ايجار منزله وان العمل شبه مستحيل عند اصحاب العمل القبارصة فلقد غسل الاعلام القبرصي والشائعات والقصص المفبركة ادمغتهم ضدنا فأين المفر لهذا المسكين - اذا فهو مجبر للعيش بسكون يتذلل في مكتب العمل وفي الويلفير ولاصحاب العمل الذين لا يرغبون في تشغيله وفي نفس الوقت لا يتورعون في كتابة اشياء تؤدي بان يغلق ملفه حتى ينجون هم بانفسهم.

 وبطبيعة الحال يتعمد مكتب العمل والويلفر بتصديق روايات اصحاب العمل وهم متيقنون بانهم كاذبون ويكذبون روايته وهم متاكدين من صدقه نعم سيبقى يتذلل من اجل اطفاله والمؤلم بانه يقول بانني لم افقد كرامتي لانني بالاساس لم يكن عندي كرامه حتى افقدها لانني ولدت بلا وطن فمن يولد بدون وطن يولد بدون كرامة.

 وهذا ما علمنا اياه العرب المتأسلمين في مدارسهم اذا فاين الخلل في ان يرضى بان يكمل عيشه بدون كرامة وحتى لو انه اراد استرداد كرامته فهل سيحاول هنا من قبرص هل سيواجه الحكومة والشعب الذان قررا بان لا ملجأ ولا منجى للفلسطيني سوى الاستعباد او الطرد فبالله عليكم كيف سيستجيب بقايا هذا الانسان لمواجهة كل هذا الطغيان بمفرده نعم انه قرر التذلل شهريا الف مرة حتى يحصل على ما يتقوت به هو واطفاله وسيبقى القهر والحزن والألم مختزن في داخله لا يستطيع ان يخرجه حتى يأتي يوما نقرأ نعيه على احدى مواقعنا.

 ويغادرنا كاي رقم يحذف من سجل ما يسمى بالأحياء ويضاف الى سجل المأساة فعذرا لهؤلاء الصابرين على نعتهم بالجبناء وعديمي الغيرة وعذرا لمن وصفوا بالخيانة لإننا شعب يجب ان لا يعاتب بعضه بعضا لان القلم مرفوع عنه لانه يتصرف بلا ارادة وها انا في حيرة من امري فبماذا اسمي هكذا فلسطيني هل انعته بالجبان ام بالشهيد ام الصابر ولكن قبل ان اسميه يجب علي ان اتذكر بانه مع كل صباح كان يتطاول عليه العالم باجمعه حقيره وفقيره اميره وغفيره من مسلمين ونصارى ويهود وحتى ممن لا دين لهم.

 

أبو لؤي

4/8/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"