مؤسسة الأكناف تكافئ مغاوير الداخلية بإفطار في جامع القدس

بواسطة قراءة 3195
مؤسسة الأكناف تكافئ مغاوير الداخلية بإفطار في جامع القدس
مؤسسة الأكناف تكافئ مغاوير الداخلية بإفطار في جامع القدس

عبد القادر الجنيدي – كاتب فلسطيني – بغداد

أصبت بإحباط وحرقة وفجعت عندما تداول الناس في مجمع البلديات بأن قوة كبيرة من مغاوير الداخلية حضروا إفطار جماعي في جامع القدس بالأمس اليوم الثامن والعشرون من رمضان المصادف 28/9/2008 وازداد تعجبي بعد أن عرفت بأن جمعية الأكناف هي التي قامت بدعوتهم لهذا الإفطار .

طبعا هذا أمر مستهجن على منطقتنا وغريب ونحن نعيش في مجمع البلديات لسنوات طوال لا سيما بعد الاحتلال عام 2003 ولم نداهن أي جهة أو نتملق لها ، وقد يقول قائل إن هذا الإفطار من باب التودد وتحسين العلاقات خصوصا وهنالك غاية كبرى وهي إطلاق سراح إمام المسجد الشيخ حسن طالب ، ومع احترامنا للأخ أبو أنس ومن معه في الأكناف فهم واهمون بذلك .

وأنا حقيقة منذ أن سمعت ما حصل في المسجد بالأمس وأنا متألم حتى نسيت كثير من هموم ومشاكل المنطقة واقتراب العيد وقلت في نفسي وأنا ابن هذه المنطقة التي شهدت مواقف شجاعة من أهلها ، فقلت في نفسي فهل وصل الحال بنا وأنا أعيش في البلديات أن نصل إلى تلك المواقف والإذلال بعد أن أًبح صيتنا في كل مكان عندما رد أهالي المنطقة العديد من الهجمات ودافعوا عن الجامع حتى أخبرني أحد العراقيين من منطقة الثورة بأنهم يخشون الوصول للبلديات بسبب وجود الفلسطينيين وما عندهم من قناصين وما إلى ذلك ؟!!!.

فقد علمنا وسمعنا مع أنني لست من رواد الجامع لكن مهتم ومتابع لكل ما يجري لنا فقد سمعت من العديد من الجيران والأهالي بأن أكثر من عشرين سيارة لمغاوير الداخلية أفطروا في جامع القدس بالأمس والدعوة كانت من الأكناف بزعامة أبو أنس والعجيب أن نفس هذه القوة هي التي اعتقلت الشيخ حسن قبل مدة من المسجد وكلنا يعلم بأن حسن من الشباب الجيدين والخلوقين وتم تلفيق هذه القضية له لضرب الجامع والمنطقة وإظهارها بالمظهر الإرهابي وكلنا استشعر المسرحية التي جاء بها المغاوير عندما فتشوا المنطقة بأكملها بنصف ساعة واعتقلوا إمام الجامع ، لكن يقال لأبو أنس هل ترى بأن مثل هذه العزائم والولائم تجدي نفعا وتخرج الشيخ حسن مع أنه بريء والكل يعلم ذلك ؟ أم أن هؤلاء المغاوير هم سبب البلاء والشقاء عندما كانوا يدعمون جيش المهدي وقوات بدر في قتلهم للفلسطينيين واختطافه والشواهد كثيرة .

أنا بتقديري المغاوير سيعتبرون هذه الوليمة هي موقف ضعف وجبن من عامة الفلسطينيين ، والقضية لا تحتاج لكل هذا ، فقبل الشيخ حسن تم اعتقال الكثير وكلهم أبرياء وخرجوا بعيدا عن تلك الولائم والتملقات فالشيخ صبحي أبو قطيش وقصة الأربعة الذين ظهروا على قناة العراقية خرجوا أيضا وغيرهم كثير ، وما احتاج الناس لخروجهم هذه التنازلات وغيرها .

نحن نعرف بأن الأكناف جمعية خيرية وتقوم بتقديم المساعدات للناس لكن لا ينبغي لها أن تتصرف في الجامع والمنطقة على أنهم هم الزعماء حتى جروا الويلات على المنطقة بعد أن كان أهلها الأصليون فيها يقوم بدورهم مع وجود بعض الثغرات طبعا ، لكن لو تتبعنا الأمر منذ بداية عام 2007 مع قدوم الأكناف وأبو أنس للمنطقة بدأت الطامات تحل عليها والتنازلات ، فمتى كان يسرح ويمرح في المنطقة المجلس البلدي وعناصره الطائفيون أمثال سيد كريم وغيره ؟ فمن الذي استقدمهم للمنطقة وسهل لهم ذلك حتى صار لهم مكانة عند الناس ، ومن الذي أعطى كل تلك االتسهيلات للمغاوير وغيرهم .

ويفترض أن تذهب هذه الأموال لأهلنا في المنطقة الذين يوجد منهم من يشبع يوما ويجوع أياما ، بدلا من إشباع القتلة والذين يتربصون بنا .

والأعجب من ذلك فإن الأكناف جعلت حثالة المجتمع والمنطقة يسودون الناس وجعلوا لهم كلمة سواء من خلال المجلس البلدي أو حتى الأكناف نفسها أو الجامع أو عموم ما يقومون به ، وبذلك تكتب للأكناف بأنهم لهم دور بارز في قلب موازين المنطقة وصدارة الحثالة والذين لهم تاريخ أسود وإدخال الطائفيين الذين قتلوا وعذبوا أبنائنا وآخرها مكافئتهم بالإفطار الذي حصل بالأمس .

الملاحظ أن الأكناف تقوم في كل رمضان بعمل إفطار للصائمين في الجامع وتكون الأعداد كبيرة التي تحضر ، لكن بالأمس كلنا رآى الأعداد القليلة التي حضرت وهذا يدل على عدم رضا من الناس لهذا التصرف الخاطئ واللامسؤول ، فحسن التصرف والإدارة يؤدي لحسن الصنيعة والعمل .

ونريد أن نقول أمرا وهو أن اعتقال الشيخ حسن وما وصل إليه الحال في المنطقة هو نتيجة سياسات وتصرفات خاطئة للأكناف ومن معهم ، ثم يأتوا ليصححوا ما قاموا به بعذر أقبح من الذنب .

فما اعتبروا من المصالحة التي حصلت قبل سنوات في الجامع بين التيار الصدري وبيننا فما هي النتيجة استمر القتل والتعذيب ، وما استفادوا من تصريحات دليل القسوس وعلاقاته من قوات بدر وغيرهم ، وما اتعظوا من ناصر الشعبان وعلاقاته المشبوهة مع جيش المهدي ، كل هذه ماذا جرت علينا وعلى منطقتنا ، والآن هل بظنكم بهذه الوليمة سيتحول هؤلاء إلى محبين لنا ولمنطقتنا ، إطلاقا لكن تلك التصرفات والمداهنات والمواقف المبنية على المصالح وحب الظهور ستقصم ظهر المنطقة .

للأسف نقولها بصراحة سيشهد التاريخ بما كنا عليه من صمود وبطولة رغم قلة عددنا وإمكانياتنا لكن كنا على المبادئ أما الآن فللأسف أصبح نادي حيفا مركز ووكر للمغاوير والآن مكان العبادة أصبح أيضا مرتعا لمواقف مخزية ، كذلك سيشهد التاريخ بأن الأكناف ضيعت دورها في مساعدة الناس بتلك التصرفات الغير مقبولة وإدخال الطائفيين إلى منطقتنا وقد يكونوا سببا في إدخال الشيعة والميليشيات من خلال المجالس البلدية ، فعلى كل الأصلاء الشرفاء الذين لازالوا صامدين معنا في مجمع البلديات رغم كل المحن والمجازر التي مررنا بها أن يرفضوا كل تلك التصرفات الغريبة عن مجتمعنا وعاداتنا وإن دلت فإنما تدل على ضعف وإهانة وإذلال لنا لا نرضاها ، وأما الشيخ حسن فنحن واثقون من برائته وأنه سوف يخرج وهو كإخوانه وسابقيه في الاعتقال وعلينا كلنا أن نقف معه ومع عائلته ونؤازره لكن بطرق وأسباب تعين على إخراجه من غير أي تنازل أو تخريب للمنطقة .

لذلك فأنا بدوري أحذر الأكناف ومن لف لفهم وساندهم في كل القضايا الخاطئة وأهيب بأبنائنا عدم السكوت على كل ما يحصل في المنطقة لأن الجوع والله أهون علينا مما نراه من شراء الذمم وإدخال أشياء غريبة علينا ونحن أبناء المنطقة ، وعليه قيجب التنبيه على ما يلي :

1-  إسناد بعض الأمور الإدارية في المنطفة إلى اناس ليس لهم اى دور سابق في الدفاع عن المنطقة وسمعتهم الاخلاقة غير جيدة ونحن نرفض ذلك .

2- اقصاء واضح ومرتب لكل الشخصيات الذين كان لهم دور بارز في المنطقة وحمايتها وابدالهم باشخاص همهم مصالحهم ويلعبون على كل الجهات ولا داعي لذكر اسمائهم فهم معروفون لدى الكل .

3- ضرورة محاربة وصد عمليات ادخال رموز طائفية حاقدة علينا واعطائهم دور بارز في المنطقة وبمباركة الأكناف وغيرها .

4-  عدم السماح لأبو أنس وجمعيته ومن معه التصرف بالمنطقة كما يحلو له ورفض تقريب قوات ما تسمى المغاوير للمنطقة فهم سبب البلاء لنا وتهجير وتشتيت عوائلنا وأقربنائنا وبعدهم عنا في الكثير من الدول .

ان الدور المخزي الذي تقوم به الاكناف في المنطقة جلب للمنطقة الويلات وعدم الاستقرار وهذا فيما يبدو منهجا لديهم ، فما الفرق إذا بينهم وبين السفارة والنادي وغيرها من الجميعات التي هم يخالفونهم في كثير من المواقف والأشياء ؟ فالصورة أصبحت متشابهة بينهم وبين البقية فالكل يريد الظهور والصدارة بغض النظر عن المواقف والمبادئ .

29-9-2008م

بقلم : عبد القادر الجنيدي - بغداد