انفورمرسيريا-28/7/2008-متابعة:
بعد أن فتحت البرازيل أجنحتها لاحتضان أكثر من 107 لاجئ فلسطيني قدموا إليها من مخيم الرويشد في صحراء الأردن اعتباراً من النصف الثاني من أيلول الماضي يرفض معظم هولاء اللاجئين اليوم البقاء في البرازيل بدعوى عدم القدرة على التأقلم وغياب العناية الصحية والاجتماعية التي تقع مسؤوليتها على مفوضية اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة .
ويقول فاروق منصور الذي يعّرف عن نفسه بالعم فاروق ويتحدث بأسم المجموعة بقوله : نحن من فلسطينيي العراق لقد هربنا من العراق بسبب الاحداث الامنية والملاحقات وعشنا لسنوات في مخيم الرويشد تحت الخيم ولكن ما أحلى معيشة الصحراء أمام الظلم والاهمال الذي نلقاه هنا في البرازيل حيث ليس هناك من يهتم بنا والعناية الصحية لا وجود لها علاوة على ضعف الإعانات المادية الشهرية التي تقدمها لنا مفوضية اللاجئين مقارنة مع اللاجئين الفلسطينيين في دول أوروبا وأمريكا الشمالية ونيوزيلاندا ، ويضيف إنهم يريدون إذلالنا وهذا كان واضحاً منذ البداية عندما أخبرونا ليس هناك غير البرازيل لتحضنكم بينما غيرنا من اللاجئين تم ترحيلهم للعديد من الدول المتقدمة ، إننا بعيدون عن لغة أهل البرازيل فهي لغة غريبة علينا ، إضافة الى أن أغلبنا يعاني من أمراض مزمنة وثمن الادوية مرتفع ولا نستطيع على البقاء في هذا البلد ونريد ترحلينا الى دول أخرى ولكن ليس من مجيب ، ولهذا فإننا نعتصم في العاصمة برازيليا وأمام مقر مفوضية اللاجئين و ننام في العراء منذ أربعة أشهر حتى تلبى طلباتنا .
أما الطرف الآخر الممثل برئيس مفوضية اللاجئين فيقول إننا نبذل كل جهدنا لتأمين احتياجات هؤلاء اللاجئين الذين قدّمنا لهم سكن مجاني يحتوي على جميع مستلزمات المعيشة ونقدم لهم رواتب شهرية تعادل 250 دولار للفرد الواحد ونرعاهم صحياً ونعلمهم اللغة بالمجان ونسعى لتأمين عمل لهم لإعدادهم للانخراط مع المجتمع البرازيلي ولا نعرف لماذا يعتصمون بالضبط لعل وعسى أنهم ينظرون الى الرواتب العالية التي يتقاضاها اللاجئ في أوروبا ودول أمريكا الشمالية ولكن البرازيل دولة تختلف عن أوروبا ومعايير الرواتب التي يتقاضونها وهي بحدود 750 دولار للعائلة الواحدة المؤلفة من ثلاثة أفراد وبتقديرنا أن الراتب يكفيهم على تغطية مصاريف المأكل والمشرب لأن باقي المصاريف تقوم المفوضية بتغطيتها علاوة أن لكل عائلة سكن مفروش وهو عبارة عن شقق سكنية يتوفر بها الجزء الأكبر من وسائل الراحة ويضيف : يبدو أنهم يرغبون بدول أكثر تقدماً من البرازيل وعملية ترحيلهم من جديد مسألة معقدة وليست بمقدورنا في الوقت الراهن لا سيما من يضمن لنا أنهم لا يجددون رفضهم للمأوى الجديد ولهذا نقول لهم تذكروا معيشتكم في مخيم الرويشد وقارنوا معيشتكم في البرازيل أما الرفاهية التي يطلبونها فليست في استطاعتنا ؟ .
القصة لم تنتهي بعد و اللاجئون الفلسطينيون مصّرون على الاستمرار في اعتصامهم وافتراشهم أرض الشارع المطل على مفوضية اللاجئين في العاصمة البرازيلية وسط استغراب سكان الحي والبيوت المجاورة الذين يعبرّون عن انزعاجهم من هذا المشهد ويقولون إن كان معدل دخل الفرد البرازيلي يوازي ما تدفعه لهم مفوضية اللاجئين شهرياً ومع هذا فإنه يعيل أسرته ويدفع من هذا الراتب أجرة سكنه وبقية المصاريف الأخرى ، والحياة اليوم صعبة على الجميع ويكفي أن بلادنا فتحت لهم أبوابها واستقبلتهم بكل ترحاب وليتعلموا من ملايين المغتربين الذين جاوؤا إلى هذه البلاد وبدوؤا حياتهم من الصفر وهم اليوم في أحسن حال وتمكنوا من الانخراط في مجتمعهم الجديد وإن كانوا يرون أن البرازيل لا تناسب طموحاتهم فليرجعوا من حيث أتوا أما الاعتصام وافتراش الأرض وإزعاج الجوار فلن يحل المشكلة بالرغم من أن بقائهم لا يهدد أمن المنطقة ولكن ؟؟ ومع الأسف نستغرب المشهد .