الفقيد عادل محمد عطية.. من ضحايا الغدر الطائفي- عز الدين الأسعد

بواسطة قراءة 11804
الفقيد عادل محمد عطية.. من ضحايا الغدر الطائفي- عز الدين الأسعد
الفقيد عادل محمد عطية.. من ضحايا الغدر الطائفي- عز الدين الأسعد

مهما ذكرنا وحصرنا المآسي والانتهاكات التي تعرض لها الفلسطينيون في العراق لن نقوم إلا بشيء يسير وكما تعلمون المصائب التي نزلت على شعبنا الفلسطيني بعد سقوط بغداد بيد الاحتلال الأمريكي وجاء بعده الحقد الطائفي الذين لم يستثنوا أحدا لا شيخا ولا امرأة ولا عجوزا ولا طفلا .

نحن مع قصة مليئة بالأحزان والمآسي إذ لم يترك المجرمون صغيرا ولا كبيرا فقيرا ولا غنيا بل عاثوا في الأرض الفساد، قصة الفقيد عادل محمد عطية رحمه الله أحد ضحايا الغدر الطائفي الصفوي الآثم.

الفقيد عادل محمد عطية

الفقيد عادل محمد عطية العرايشي من مواليد 12\2\ 1957محافظة البصرة متزوج ولديه 5 بنات وولد( رنا ورشا وأحمد ورندة ورغدة ورسل ) وترجع أصوله إلى غزة كان جاري ويسكن أمام شقتي بالضبط وكان يسكن في مجمع البلديات في عمارة رقم 10المدخل الثالث الطابق الرابع شقة رقم 11 المدخل الذي نسكن فيه كنا كأننا عائلة واحدة تتكون من 12شقة وفيها 17عائلة ولله الحمد وكان المرحوم بإذن الله من الأخوة الطيبين الذين لا نسمع لهم صوت إلا بخير.

وكان يعمل حلاقا في منطقة البلديات في بغداد حيث انه اختطف على أيدي خبيثة مجوسية صفوية حاقدة ترتدي ملابس سوداء وكانت السيارات التي تقلهم من نوع دايو برنس واوبل حيث أنهم قاموا بضربه وشتمه أمام الجميع واقتادوه إلى مكان مجهول اختطف من محل عمله في تمام الساعة الواحدة ظهرا حيث انه كان يتوضأ حسب ما بلغنا من احد أقاربه الذي كان عنده في المحل وكان مجهز نفسه للصلاة هذا في يوم 15\1\2006 وحسب المعلومات التي وصلتنا انه تم قتله وتصفيته بعد ثلاثة أيام من اختطافه .

والله المستعان على كل قاتل ظالم آثم إذ يقول الله تبارك وتعالى {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }النساء93. 

عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم )رواه مسلم.

صورة جثة الفقيد عادل محمد عطية

والجدير ذكره انه تم دفنه في مقبرة تابعة للرافضة في محافظة النجف ولم نر جثمانه وبقيت حسرة على أهله وذويه لأنهم لم يروا ويودعوا جثة والدهم حيث إن الجثة بقيت مختفية ما يقارب "52" يوم وبعدها قد تعرف أهله على جثته في صورة من احد الصور الموجودة للقتلى في الطب العدلي وهو مقتول ولم يستلموا جثته فقد عرفوه من وجهه ومن الملابس التي كان يرتديها في الصورة التي أخذوها من الطب العدلي  واثأر أطلاق نار في وجهه  واثأر التعذيب في إنحاء جسده  وعائلته شاهدت الفقيد في الصور فكيف نتخيل إننا رأيناه  بأعيننا  والله المستعان إي إجرام هذا من أناس حاقدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

واذكر بوقتها ذهبت إلى إمام المسجد وطلبت منه أن نصلي عليه صلاة الغائب فاستجاب لطلبي إمام المسجد وصلينا عليه بعد صلاة الجمعة بعد إن تأكدنا من قتله رحمك الله يا جاري العزيز.

أبو رنا رحمه الله كان رجل هادئ متزن يخاف الله يراعي شعور الجار كان يحب الخير لا يحب أن يغضب أي احد معاملته كانت مع أهله ممتازة وخاصة مع ابنه وبناته كان حنون عليهم وكان يحب أن يصل رحمه فإن والديه كانوا رحمهم الله راضيين عليه عندما توفوا وكانوا يحبونه كثيرا وكذلك أصدقائه وكان من المواظبين على عمله نشيط يحب العمل ليس كسولا كغيره كان يعتمد على نفسه بكل شيء ويحب مساعدة زوجته في الأوقات التي تكون زوجته محتاجة إليه كانت الابتسامة لا تفارق شفتيه كان رجل يحمل أخلاق لا توصف رجل من المواظبين على الصلوات وكان من رواد مسجد القدس.

الفقيد عادل محمد عطية

بعد فقدان المرحوم بإذن الله عادل انعكس ذلك على عائلة الفقيد وبعد رحيل رب الأسرة الذي كان المعين والمعيل الوحيد لهم بعد الله تبارك وتعالى وعائلة الفقيد ذهبت بعدها  إلى مخيم التنف خوفا على أطفالها من الخطف أو من الهجمات التي كانت تتوالى على منطقة البلديات وكانت والدتهم تخاف عليهم من القذائف و الصواريخ التي وقعت على منطقتنا وتقتل طفل من أطفالها فتزداد مأساتها وكما حدث بغيرهم من الأطفال الذين قتلوا دون أي سبب أو مبرر.

والمأساة الجديدة تبدأ من جديد إن والدتهم كانت من حملة الوثيقة اللبنانية وذهبت إلى لبنان ولكن للأسف لن يسمح لولدها وبناتها الأربع للدخول إلى الأراضي اللبنانية لأنهم يحملون وثيقة سفر عراقية ومكثوا في مخيم التنف ما يقارب خمسة شهور حيث أنهم عانوا معاناة لا توصف وللأسف أي باب من أبواب الدول العربية لا يفتح لها وبعد معاناة دامت خمسة شهور في المخيمات ومعها بنات وبعدها تمت لهم الموافقة من الحكومة السورية بكفالة من إحدى المؤسسات الخيرية لها بالدخول إلى أراضيها لتنتهي مأساتها ومعاناتها التي عانتها هي وأطفالها كما عاناها كثير من أبناء شعبنا الفلسطيني في الصحراء والان العائلة موجودة في سوريا حيث إنهم قدموا عن طريق المفوضية للاجئين  وقد تمت الموافقة لتسفيرهم إلى النرويج نسأل الله لهم التوفيق والستر في الدنيا والآخرة إن شاء الله.

 أشقاء الفقيد عادل هم جميل عطية المتواجد حاليا في تركيا وهو احد رواد جامع القدس وشقيق كامل المتواجد في مخيم الوليد والأخ توفيق وعلي وحسن المتواجدين في العراق وشقيق محمود المقيم في أمريكا ولديه أخوات اثنتين أم حسين في العراق وأم أسامة في أمريكا.

نسأل الله أن يتغمده برحمته وان يجعله في عداد الشهداء وان يسكنه فسيح جناته انه نعم المولى ونعم النصير والحمد لله رب العالمين .

 

جار الفقيد بمجمع البلديات

 عزالدين الأسعد

1/5/2010

 

موقع" فلسطينيو العراق " أول موقع ينشر هذه التفاصيل

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"