فقد قام مسلحون ينتمون لميليشيا جيش المهدي بعد الساعة التاسعة من مساء السبت الموافق 7/10/2006 بطرق أبواب معظم المنازل التي يقطنها فلسطينيون من عشرات السنين في منطقة الحرية وبشكل معلن وبطريقة استفزازية وبلهجة شديدة طالبين منهم ترك منازلهم ومغادرة المنطقة وإمهالهم حتى الساعة العاشرة من صبح الأحد الموافق 8/10/2006 وإلا سوف يواجهون القتل ؟!!!!!! مما أدى إلى نشر الذعر والخوف والقلق والفزع بين أهالي المنطقة من الفلسطينيين ، حيث أخبر بعضهم بأن هذه المرة الطريقة التي تعرضوا لها من تهديد ووعيد شديد تختلف عن المرات السابقة ، مما اضطرهم لأخذ ذلك التهديد بنظر الاعتبار .
وما أن طلع وبزغ صباح اليوم التالي حتى عاد هؤلاء المسلحون لكي ينفذوا تهديدهم ، حيث نزحت معظم العوائل والتي يصل عددها نحو 300 عائلة ، وتعلاض بعضهم للضرب وتم سحل وسحب البعض الآخر من منازلهم وإخراجهم بالقوة ، وحاول المسلحون اختطاف فتاة إلا أن الناس منعوهم وقاوموهم ، واضطر بعضهم من بيع منازلهم بأسعار بخسة لأشخاص عراقيين ينتمون أو مقربسين من جيش المهدي مستغلين بذلك ضرورة خروج العوائل من بيوتهم .
ويذكر أن هذه البيوت كانت في السابق عائدة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي كانت مسؤولة عن إسكان ورعاية الفلسطينيين في العراق بحسب القوانين والاتفاقات الدولية بين الامم المتحدة والحكومة العراقية آنذاك !!!! ومن الجدير بالذكر أن هذه العوائل تعيش حالة من الفقر والبؤس في تلك المناطق ، والتي لا تقوى على تحمل الأعباء المعايشية العامة فضلا عن إيجاد أماكن سكنى لهم في ظل العنف وحدة التوترات الطائفية التي تعصف البلاد .وقد طالب بعض الوجهاء من الفلسطينيين الحكومة العراقية والمجتمع الدولي وخصوصا الأمم المتحدة على تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه جميع اللاجئين الفلسطينيين في العراق ، وأن لا يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء ما يحصل لهم على يد تلك الجماعات العنصرية والميليشيات الطائفية .
كما وطالب معظم الفلسطينيون في العراق من ضرورة إيجاد حل شامل لهم وإخراجهم مما هم في محن ، وأن تعرض قضيتهم على مجلس الأمن وتكون من أولويات الجامعة العربية .