تصحيح مصطلحات ومفاهيم خاطئة حروب الفرنجة وليس الحروب الصليبية حتى لا تاخذ ابعاد دينية كاذبة بـقلـم رشيد جبر الاسعد

بواسطة قراءة 3521
تصحيح مصطلحات ومفاهيم خاطئة حروب الفرنجة وليس الحروب الصليبية حتى لا تاخذ ابعاد دينية كاذبة بـقلـم رشيد جبر الاسعد
تصحيح مصطلحات ومفاهيم خاطئة حروب الفرنجة وليس الحروب الصليبية حتى لا تاخذ ابعاد دينية كاذبة بـقلـم رشيد جبر الاسعد

سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير . (1)

( ولو امن اهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون ) . (2)

( ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كنا من المشركين ) . (3)

(يا اهل الكتاب لما تحاجون في ابراهيم وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده افلا تعقلون ) .(4)

( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الارض يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) . (5)

( نريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة  ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ) . (6)

( ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب . ( 7)

( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) . (8)

 


(1) سورة الاسراء : الاية  : ( 1 )

(2) سورة ال عمران : الاية : ( 110 )

(3) سورة ال عمران : الاية : ( 67 )

(4) سورة ال عمران : الاية : ( 65 )

(5) سورة ال الاعراف : الاية : ( 128 )

(6) سورة ال القصص : الايتان : ( 5ـ6)

(7) سورة ال عمران : الاية : ( 14 )

(8) سورة ال عمران : الاية : ( 141 )

 

من مشكاة النبوة

الحديث الشريف

 

قال الرسول القائد محمد صلى الله عليه وسلم :

( اخرجه بنحوه الامام البخاري في صحيحه ، فتح الباري (3/ 46) والامام مسلم في صحيحه ، والامام النووي على الامام مسلم ( 9 / 169 )  )

ــ لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد المسجد الاقصى
قال صلى الله عليه وسلم

ــ فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره بمائة الف صلاة ، وفي مسجدي الف صلاة ، وفي بيت المقدس خمسمائة صلاة .

( رواه الامام احمد ، وابن خزيمة عن الصحابي ابي الدرداء رضي الله عنه )

 

قال صلى الله عليه وسلم

1 ( حديث شريف )

ــ ومن اصبح وهمه غير الله فليس من الله ومن اصبح لا يهتم بالمسلمين فليس منهم . 

والحديث الشريف :

ــ الجهاد ماضي الى يوم القيامة لا يبطله عدل عادل ، ولا جور جائر ، واذا استنفرتم فانفروا .

والحديث الشريف :

ــ من اهل بحجة او بعمرة في المسجد الاقصى غفر له ما تقدم من ذنبه .

( رواه الامام ابو داوود البهيقي عن السيدة ام المؤمنين ام سلمى رضي الله عنها وهو حديث حسن ، حسنه الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله )

 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطبا الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه :

ــ ان الله سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش الى الفرات . رجالهم ونسائهم واباءهم مرابطون الى يوم القيامة . فمن اختار منكم ساحلا من سواحل الشام او بيت المقدس ، فهو في جهاد الى يوم القيامة .

( رواه البخاري ومسلم )

  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( عمدة القارئ شرح صحيح البخاري (2: 48 )  )

ــ لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين . لا يضرهم من جابههم ولا ما اصابهم من البلاء حتى ياتيهم امر الله وهم كذلك ، قالوا : يارسول الله واين هم ؟ قال : بيت المقدس واكناف بيت المقدس .


ما اخرجه الامام احمد عن ذي الاصابع قال :

قلنا يا رسول الله ان ابتلينا بالبناء بعدك اين تامرنا ؟ قال : عليك ببيت المقدس ، فلعل ان ينشأ لك ذرية تغدو الى المسجد وتروح .

 

عن الصحابي ابي ذر الغفاري رضي الله عنه قال :

ــ قلت يا رسول الله ، اي مسجد وضع في الارض اول ؟

قال : المسجد الحرام ، قلت ثم اي ؟ قال : السمجد الاقصى .

حديث صحيح اخرجه الشيخان والبخاري ومسلم

قلت كم بينهما   قال اربعون سنة


 اقوال للتامل

 

دولة الباطل ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة

( سيدنا الامام علي بن ابي طالب عليه السلام )


( الشيخ محمد جلال كشك )

من حق الكاتب ان يتخذ موقفا خاصا من التاريخ ، ولكن ليس من حقه ان يزور هذا التاريخ . ان كل بلاد العالم هي التي تكتب تاريخها الا الامة العربية التي تركت للمستعمرين الاجانب ان يكتبوا تاريخها كما يشاؤون وفق رغباتهم ونزاعاتهم السياسية .

( الدكتور المؤرخ احمد سوسة : العرب واليهود في التاريخ ، صفحة (78) .

 

يبقى جاهلا الى الابد من لا يعرف تاريخ امته .

( سيسرو ــ فيلسوف روماني )

(106 ــ 43 / ق . م )

 


التاريخ .. بحث ونظر وتدقيق وتمحيص .. ( العلامة الاسلامي  ابن خلدون )

 

المسجد الاقصى المبارك في ضمائر الشعراء

 

يرجع الاقصى عباد لا عبيد           اقراوا القران والكتب الصحاحا

من يلبي ــصرخة لطهر اخبرونا      من يجيب القدس اذا نادى صلاحا

 

قال الشاعر:

وكم بالشام من شرف وفضل        ومرتقب لذي بر وبحر

بلاد بارك الرحمن فيها              فقدسها على علم وخبر

معجم البلدان : ياقوت الحموي : 3 / 314

رحم الشاعر احمد شوقي القائل من شعره المعبر :

يا فاتح القدس ، خل السيف ناحية            ليس الصليب حديدا كان ، بل خشبا

اذا نظرت الى اين انتهت يده ،              وكيف جاوز في سلطانه القطبا

علمت ان وراء الضعف مقدرة ،           وان للحق لا للقوة الغلبا

 

وانشد الشاعر احمد شوقي رحمه الله :

المسجد الاقصى له ايه          سارت فصارت مثلا سائرا

اذا غدا للكفر مستوطنا         ان يبعث الله له ناصرا

فناصر ظهوره اولا             وناصر ظهوره اخرا

فيا ايها الشهيد تحية                     من المسجد الاقصى الاسير المهدد

ويا امة كم انجبت من اماجد            فهلمي فاقصاك يتوق لمنجد

                                                       

                                                         شاعر فلسطين

                                                  كمال عبد الكريم الوحيدي

 بسم الله الرحمن الرحيم

ان الحمد لله تعالى نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، واشهد ان محمدا عبده ورسوله ، ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون وبعد :

فاحمد الله تعالى على توفيقه لما اولانا من نعم لا تعد ولا تحصى وما بنا من نعمة فمنه وحده لا شريك له .

قال تعالى :

( يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون ) سورة ال عمران : الاية : ( 102)

( كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )

 

تصحيح مصطلحات ومفاهيم خاطئة

 

ان الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يظلل فلا هادي له ، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، واشهد ان محمد عبده ورسوله . وبعد

لقد نشبت الحروب الدموية ، حروب الافرنجة الغزاة بتحريض من بعض الرهبان الجهلة المتخلفين ومعهم بعض ملوكهم وجيوشهم الجرارة من مرتزقة وغزاة وقراصنة وتجار حروب وسراق ، خاضوا حروب العدوان على بلاد الشام العربية الاسلامية ، وكان الدافع الحقيقي المعلن والمخفي هو شن هذه الحروب الدموية العدوانية بدوافع سياسية واقتصادية وطائفية مقيتة .

حيث رسم البعض صورة السيد عيسى المسيح عليه السلام وهو جدا جميل وانيق ، صورة محمد صلى الله عليه وسلم ( البشع حاشاه ) وهو يضرب عيسى عليه السلام ، هذا من احدى الوسائل الدنيئة ووسائل التعبئة والتحريض لشن الحروب ، ولما شنوا الحروب واحتلوا بلاد العرب والمسلمين والشام منها ، وخاصة القدس والمسجد الاقصى ، اخذ هؤلاء مرتزقة الافرنجة بالسيف لكل من وجدوه امامهم بدون اي وازع لا من دين ( والنصرانية براء من دمويتهم ) ولا وازع من اخلاق ، ولا وازع من ضمير ، ولا شيء من اخلاق الفرسان والفروسية . وقتلوا الشيوخ والرجال  والاطفال  والنساء .. واجهزوا على المرضى وعلى والجرحى وكل انسان ، حتى ان هؤلاء القتلة القراصنة المحاربون المعتدين كتبوا الى اهلهم والى ذويهم في اوربة يخبرونهم بفخر ونشوة ان خيلهم غاصت بدماء العرب والمسلمين حتى الركب .. ؟! وقتلوا على باحة المسجد الاقصى المبارك وما حوله وخلال اقل من 96 ساعة اي اربعة او ثلاثة ايام قتلوا اكثر من 70000 نسمة اجل سبعين الف نفس بريئة ، شيوخ واطفال ونساء عزل .. لارضاء غرورهم وجهلهم واطماعهم وتعطشهم للدم . قاموا بهذا العدوان وممارسة القتل وسفك الدماء واعمال النهب والسرقة والسلب لانهم على الاطلاق مجردون من سماحة النصرانية ، مجردون من اخلاق سيدنا عيسى المسيح عليه السلام ، مجردون من كل نبل وانسانية وقيم اخلاقية بتاتا ومطلقا ..

درج كتابنا وبعض المؤلفين ومع الاسف بدون تدقيق او تمحيص او تروي ــ على اطلاق وصف هذه الحروب بالحروب الصليبية ، خلال القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين ، نقلها او استعملها بعض كتابنا عن بعض مؤلفات الاجانب المترجمة للعربية والتي هي اطلقت وصف ومصطلح الحروب الصليبية ، لاعطاء هذه الحروب العدوانية والشريرة والباطلة ، بعدا دينيا وهي في الاساس لا تحمل اي سمات ولا اي سمات اي ديانة لان كل الاديان على الاطلاق التي حمل اعباءها الرسل عليهم السلام ، كلها تدعوا للتعايش السلمي ، والسماحة ، والتسامح ، والمحبة ، والتفاهم ، والتعاون ، واللجوء الى لغة الحوار والتفاوض . فاي من ذلك مرتزقة تلك الحروب ، حروب الافرنجة الظالمة لماذا لا نعطيها الوصف الحقيقي والواقعي ، ونقول حروب الافرنجة . لان بعض كتابنا ومؤرخينا استعملوا وصف الاجانب بدون تروي او تمحيص .

 

قال المؤرخ المصري فضيلة الشيخ الدكتور جمال عبد الهادي محمد مسعود :

( انهم تستروا بهذا الاسم حتى يعطوا حربهم العدوانية بعد ديني مزيف ، ان هذه التسمية لها عوامل عدوانية ومزاعم كاذبة ، لان هذه الحروب العدوانية القادمة من خلف البحار كانت قد دعت اليها الكنيسة على لسان بابا روما المدعو ( اربان الثاني ) في ( دير كلير مونت ) بجنوب فرنسا وان المرتزقة والجهلة المشاركين هذه الحرب كانوا يخيطون على البستهم عند الصدور علامة الصليب من قماش احمر ، حتى ان هذه الحملات التي تذكرنا بالماسي والجرائم وحروب الابادة والقتل والدماء كان يتقدمها عدد من رجال الدين النصارى ورهبانهم يحملون الصليب بايديهم ، في حين اطلق مؤرخو العرب فى حينها على هذه الحملات اسم ( غزوات الافرنجة ) (1)

اجل هي في اسمها الحقيقي التاريخي المعبر حروب الافرنج او حروب الافرنجة ، كما وصفها مؤرخينا المسلمين السلف الصالح .

المؤرخ الطبري في  ( الكامل في التاريخ ) ،و المؤرخ بن كثير في البداية والنهاية اطلقوا التسمية الحقيقية والوصف المعبر وهو حروب الافرنجة .

فالمصادر الاسلامية تطلق اسم الافرنج او الفرنجة على ابناء اوربة الذين قاموا باغتصاب بعض بلدان العالم الاسلامي ومنها القدس وفلسطين منذ نهاية القرن الخامس الهجري (2) ـ (3)

قال الدكتور حنا ناصر :

( كلمة الصليبية اعتقد ان الكلمة العربية التي كانت تستخدم سابقا هي كلمة الافرنج او الافرنجة ، واجد ان هذه الكلمة افضل كثيرا من كلمة الصليبيين لان هذه الكلمة تعطي انطباعا سيئا عن النصارى حيث لم تكن حملة الافرنج الا حملة متذرعة بطبيعة الحال بالدين لا اكثر . ) (4)

ان الصليبية الاصل فيها انها صفة لموصوف ، هو الحملات او الحروب ثم استقلت بوصفها فكرة تدل على فئة من الناس اتخذوا من الصليبية شعارا ، وتمثل الاصولية المسيحية ، او التطرف المسيحي ، او البدعة المسيحية . والصليبيون جمع ، واحدهم : الصليبي والصليبية في تاريخ الغزوات الاوربية لبلاد فلسطين ، التي بدات سنة 1099 م ، وقد تابع المؤرخون العرب في العصر الحديث ، المؤرخين الاوربيين ، وقلدوهم في استعمال الاصطلاح ( الصليبي )  من الخطأ وعن عدم التروي والتامل وقراء التاريخ . (5) .

اما الاسم ، او الوصف الذي استعمله المؤرخون العرب قبل القرن التاسع عشر الميلادي ، فهو اسم ( الافرنج ) او ( الافرنجة ) ولم ياتي اسم ( الصليبية ) في مصدر عربي قديم .

والافضل استعمال ( الافرنجة ) لان وصفهم بالصليبية ، مدح لهم واعتراف بادعائاتهم الكاذبة ، وزعمهم بالدفاع عن المسيحية التي يرمز لها الصليب ، فاذا كانوا قد اختاروا هذا الوصف لانفسهم فانهم اختاروه صفة تحسين لحملاتهم العسكرية وتغطية لاهدافهم العدوانية الشريرة والمادية .(6)

يضيف المؤرخ شراب :

وان المؤرخون الاوربيون اختاروا هذا الاسم فقد اختاروه لتحسين الوجه القبيح لتاريخ اوربة ، فهذا اسقف عكا الافرنجي ( جاك دوفيتري ) ، يمدح الجيل الاول منهم ، ويذم ابنائهم، فيقول : خرج من الصليبيين الاولين الاتقياء المتحدين جيل من الفجرة والاشرار ، عن غوستاف لوبون في حضارة العرب ، والحقيقة ان جيلهم الاول الذي جاء مع الحملة الاولى ، قد تجرد من كل صفات الاتقياء المتمدنيين .. ولو لم يكن من افعالهم الا مذبحة القدس يوم دخولهم ، لكفتهم عارا وشنارا ، وما يمحى ذنبهم فيها ، سكان المدينة جميعهم يقتلون . (7)

اعطني ادلة من الاناجيل او اعطني دليلا واحدا على جواز قتل سبعين الفا عزل يجتمعون ويحتمون في ظلال مهد المسيح ومسارح دعوته ، لا اوافق على هؤلاء الغزاة من الصليبيين ، والنصارى الاتقياء لقد دفعت روح المغامرة والطيش والغرور وحب المال والثراء والغنى واجتباء المنافع المادية وتحقيق اطماع سياسية ، واطماع اقتصادية في بلاد الشرق ، الكثيرين من امراء اوربة وفرسانها ، الى غزو البلاد العربية لما وصل الى اسماعهم من غناها وثرواتها وجمالها .. وجاءوا وغزوا القدس باسم الصليبية ، سنة 1099 م .

اجل ان الافرنجة هو الاسم الذي استعمله العرب المسلمين ، للحملات القادمة من اوربة ، لاحتلال القدس وبلاد الشام .

وجاء في ( دائرة معارف ) لفريد وجدي : ان الفرنجة قبائل جرمانية كانوا يسكنون جهة بحر الشمال من اوربة : وهم فرنسة الحالية ، وسويسرا ، وبلجيك ، وقطعة من المانية ، وقال احمد زكي المصري : الفرنج امة مؤلفة من عدة عائلات جرمانية سكنت بطائح نهر الراين الاسفل ومنها تناسل الفرنساوية . (8)

واظن ان الاسم عند العرب جاء محرفا من فرنسة او فرنزا فصارت فرنجة ، وغلب الاسم على الاوربيين ، ذلك ان المحرض الاكبر على قيام الحملة الافرنجية الاولى هو بطرس الفرنسي ، الملقب ( الناسك ) .. ؟! ناسك !!

هذا وقد اطلق المؤرخون العرب في العصر الحديث على هذه الحملات اسم ( الحملات الصليبية) وهو خطأ كبير ، خطأ فاحش ، لان وصف الحملات الافرنجية بالصليبية ، مع الاسف ، اخذه المؤرخون العرب من المصادر الاوربية ،و الاوربيون وصفوا هذه الحملات باحب الاوصاف اليهم ، حيث زعم الاوربيون القدماء وبعض المعاصرون ، ان هذه الحرب كانت لنصرة دين النصرانية ، وانقاذ الاراضي المقدسة ، واتخذوا الصليب شعارا لهم ، والحقيقة ان هذه الحملات ليس لها صلة بالديانة النصرانية الا ان النصرانية تاباها . كما ويرفض كثير من نصارى العرب ورهبانهم ومؤرخوهم ان توصف هذه الحروب بالصليبية ، لانها تسيء الى النصارى . (9) ا  لم  تسلم القدس لنهج عمر المتسامح فقد كانت هدفا لحملات اطلق المؤرخون الغربيون عليها الحروب الصليبية واطلق مؤرخونا العرب المسلمون عليها اسم حروب الافرنجة كراهية منهم لاقحام البعد الدينى المزيف فى هوية الصراع  (10)

اذن لابد من ان نرجع للاصل ، ونسمي الاشياء بمسمياتها الواقعية ولا نرضى بالتحريف ، ولا نقبل بمصطلحات غريبة وافدة كاذبة ..

هي حروب الافرنجة الغربية الاوربية التي شنت على بلاد العروبة والاسلام في القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي ..

 

الهوامش

 

1-    الدكتور جمال عبد الهادي محمد مسعود : الطريق الى بيت المقدس ، الجزء الاول ، 1418 هـ الموافق 1997 م ، مدينة المنصورة ، مصر ، صفحة : (5) والدكتور رشيد عبد الله الجميلي : العرب والتحدي الصليبي ، موسوعة التاريخ ، صفحة : (5) .

2-    الكامل في التاريخ للمؤرخ الطبري : ح 9 .

3-    البداية والنهاية لابن كثير : ح12 .

4-    الدكتور حنا ناصر : المسلمون والقدس ، وهو احد كتب بحوث يوم القدس 10 ــ 13 ت1 / 1992 م عمان الاردن ، صفحة : ( 86 ) .

5-    محمد محمد حسن شراب : موسوعة المسجد الاقصى المبارك والقدس المجلد الثاني ، صفحة ( 570 ) ، مع تصرف بسيط ..

6-    محمد محمد حسن شراب : موسوعة المسجد الاقصى والقدس ، صفحة ( 570 ) المصدر السابق .

7-    محمد محمد حسن شراب :  صفحة ( 571 ) المصدر السابق .

8-    محمد محمد حسن شراب : المصدر السابق صفحة ( 701) مع تصرف بسيط  .

9-     محمد محمد حسن شراب : المصدر السابق : صفحة 701 مع تصرف بسيط .

10-  محمد عدنان سالم  القدس ملامح جيل يتشكل الطبعة الاولى كانون الثانى 2010  دمشق  صفحة  11 و 12


شهر ذي الحجة 1436هـ

الموافق ايلول 2015 م