عبد العزيز المحمود – بغداد – كاتب فلسطيني – 10/11/2008 :
إن الضربات المستمرة التي قامت بها المليشيات ضد مجمعات اللاجئين الفلسطينيين في العراق أدت إلى نزوح اللاجئين الفلسطينيين باتجاه مجمع البلديات الذي أصبح مجمع لجميع الفلسطينيين الهاربين من ظلم المليشيات من مناطق مختلفة من أنحاء بغداد وأصبح المستقر الأخير لهم ، وبالمقابل فان المليشيات أيضا كانت تقوم بضرب مجمع البلديات بقذائف الهاون عدة مرات خلف عدد كبير من القتلى والجرحى مما اوجد مشكلة كبيرة في كيفية دفن الموتى لان القتيل يجب أن يدخل إلى دائرة الطب العدلي الذي تقوم بإدارته المليشيات وفرق الموت فإذا كان القتيل فلسطيني فانه سوف يدخل في دوامة الرشاوى والاستنجاد ببعض الوساطات لغرض إخراجه من الطب العدلي إلى المقبرة لغرض دفنه ، أما الجرحى فمشكلتهم اكبر حيث يصعب نقلهم إلى المستشفيات والتي هي أيضا تحت سيطرة المليشيات .
ومما تقدم فقد هرب عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين في العراق إلى خارج القطر هذا إذا كان ميسور الحال ، أما فقراء الحال فقد قاموا بالذهاب والسفر إلى الحدود العراقية السورية في مخيم الوليد ، هذا المخيم كان ولا يزال لهم مأوى لحمايتهم من حرارة الشمس في الصيف والبرد في أيام الشتاء ونتيجة لذلك أخذت المساعدات تأتي إليهم لغرض مساعدتهم في سد ابسط الأمور الحياتية ولكن هذه المساعدات كانت ولا زالت تأتي من المفوضية العامة للاجئين عبر منظمة الـ ICS ولكن هنالك أمور أخرى وكثيرة غير المساعدات يجب الوقوف عليها وهي :
أولا : نتيجة للضربات المستمرة كما أسلفنا حصل عدد كبير من الجرحى فقد كان من مهمة هذه المنظمات المسؤولة عن المخيم معالجة المرضى والجرحى في المخيم وإرسالهم إلى المستشفيات القريبة في مدينة القائم الحدودية أو مدينة الرطبة وإذا تعذر العلاج في هذه المستشفيات تقوم مفوضية اللاجئين بإرسالهم إلى خارج العراق للعلاج ، ولكن الذي نراه هو إرسال المرضى بشكل عبثي وفوضوي وعدم تمييز بين حالات نسبة الخطورة على الحياة كما يدعون والمسؤول محمد العاني عندما تسأله تراه لا يعلم شيئا وكأنما موظف صغير ويجيب إجابات عبثية .
ثانيا : تقوم هذه المنظمات بمقترحات ما انزل بها من سلطان وذلك ربما للحصول على الثراء العاجل والله اعلم ، ومنها نقل المخيم من المنطقة أو من الجهة التي يقع فيها الآن إلى الجهة المقابلة من الشارع السريع الدولي بين العراق وسوريا حيث تم رصد مبلغ خمسون مليون دولار ، ما بالكم لو أن هذا المبلغ تم رصده لعمل آخر ألا يكفي لترحيل جميع اللاجئين الفلسطينيين من العراق !؟ آو علاج جميع المرضى والجرحى وإجراء العمليات الجراحية لهم آو إسكان المهجرين آو... آو... آو .....الخ .
ومنها أيضا بناء سياج ترابي حول المخيم بطول 100م وصلت كلفته إلى 60000 ستون ألف دولار ، هل يعقل ذلك ، من المسؤول عن ذلك ومن يحاسب عن هذا التسيب الذي يحدث على حساب أهلنا وشعبنا الفلسطيني بعد كل ما جرى لهم .
ثالثا : أوضاع المخيم الصحية رديئة نتيجة للإهمال وترك المخيم دون المتابعة الصحية ، ووجود طبيب واحد فقط لقرابة 2000 لاجئ فلسطيني ، وقد حدثت عدة حالات وفاة في المخيم دون التحقيق في كيفية الوفاة وسببها .
رابعا : أوضاع المخيم الخلقية ، حيث يوجد التسيب وبيع الخمور على مرأى ومسمع من الأستاذ محمد العاني الذي احتج له بعض أهالي المخيم الشرفاء حول هذا الأمر فكان الجواب من قبله ومن قبل الموظف فراس باستهزاء دعوهم يشربون أليسوا مهددين ، وهذه التصرفات مرفوضة ضمن ديننا الإسلامي وتعاليم شرعنا وضمن العرف العربي والأعراف العائلية للفلسطينيين ، وهنالك حالات كثيرة لا يسع ذكرها الآن تصب في مجرى إفساد أهل المخيم ، فإذا كان رب البيت بالدف ناقر فشيمة أهل البيت .... .
لقد جاء في البيان الصادر عن اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق الصادر في القاهرة في 18/4/2007 : على ضوء العرض الذي قدمه رئيس وفد فلسطين حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق والمداخلات التي حصلت من قبل رؤساء الوفود واستنادا إلى قرار قمة الرياض رقم 369 بتاريخ 29/3/2007 والمتضمن أوضاع الفلسطينيين والذي نص على تكليف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والسلطة الفلسطينية على إيجاد حل سريع لتوفير الحماية وسبل العيش الكريم للاجئين الفلسطينيين في العراق فقد طلبت اللجنة من الأمين العام الاتصال بالحكومة العراقية والمفوض السامي لشؤون اللاجئين ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا) والدول المعنية في هذا بما في ذلك الولايات المتحدة لمعالجة أوضاع الفلسطينيين في العراق من اجل تأمين حمايتهم وتوفير العيش الكريم لهم ، والعجيب في الأمر أننا نجد الدول الأوربية وغيرها يسارعون لقبول عدد من العوائل الفلسطينية في المخيمات والسلطة الفلسطينية والجامعة العربية بدولها يتفرجون بل ويباركون هذا الأمر ، فأين وصلت الأمة من ذل وهوان وخزي وعار !!!.
ومن جهة أخرى نقول أين أنت يا مفوض اللاجئين من أحوال اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في العراق !!؟.
ما هي عدد الزيارات التي قمتم بها لزيارة اللاجئين الفلسطينيين في العراق وفي الصحراء والاطلاع على أحوالهم !!؟.
هل اطلعتم على أحوال الطلاب الذين حرموا من مواصلة دراستهم الإعدادية والجامعية والمعاهد ؟!!.
كيف يعيش هؤلاء الفلسطينيون في داخل بغداد وكيف يتم حصولهم على ما يسد رمق عيشهم ؟!!.
مستوى العلاج الصحي وما هي الأمور الصحية التي يعانيها أبناء اللاجئين الفلسطينيين في بغداد ؟!!.
كيف يعمل اللاجئون الفلسطينيون في العراق وهل يتم مواصلة عملهم في ظل هذه الأوضاع ؟!! .
كل هذه الأسئلة مطروحة على المسئول (المفوض السامي) لشؤون اللاجئين وكذلك على كل من يهمه أمرهم وعليه واجب تجاههم .
وأخيرا لماذا لم يقم المفوض السامي بفتح دائرة خاصة لغرض إصدار هويات خاصة بالاجئين الفلسطينيين في العراق حتى يتم تسهيل أمر خروجهم إلى إعمالهم ، بدلا من إصدارها عبر وزارة الداخلية العراقية ذات النفس الطائفي المعروف والعنصري تجاه الفلسطينيين .
عبد العزيز المحمود
كاتب فلسطيني – بغداد
10/11/2008