فلسطينيو العراق : جراحٌ نازفة ومعاناة متجددة للاجئ الفلسطيني

بواسطة قراءة 4402
فلسطينيو العراق : جراحٌ نازفة ومعاناة متجددة للاجئ الفلسطيني
فلسطينيو العراق : جراحٌ نازفة ومعاناة متجددة للاجئ الفلسطيني

 

 

(خاص موقع واجب ـــ فايز أبوعيد)

أوضاع صعبة تكتنف اللاجئين الفلسطينيين في العراق فجراحٌهم  النازفة وواقعهم المر التي  فرضتها عليهم  حرب العراق انعكست نتائجها على أوضاعهم سلباً، فأصبحوا يتعرضون لأبشع أنواع حملات التنكيل والاضطهاد من قبل المليشيات المسلحة في العراق بهدف اقتلاعهم وتهجيرهم، ولم تتوقف هذه الحملات رغم مرورها بمراحل متفاوتة في الشدة قدم خلالها الشعب الفلسطيني اللاجئ في العراق عشرات الشهداء والجرحى والمعتقلين، كما تشرد الآلاف منهم في مخيمات صحراوية منها مازال قائماً ومنها ما انتهى إلى شتاتٍ جديد في أقاصي العالم، هذا الواقع  الذي يعيشه اللاجئ الفلسطيني في العراق يُجسد معاناة اللاجئين الفلسطينيين بكل بقاع المعمورة، فالألم أكبر والحاجة أعظم والصورة أبلغ من كل الكلمات والخطابات والشعارات .

وكأن اللاجئون الفلسطينيون في العراق لا يكفيهم ما حل بهم من قتل وتشريد، حتى تأتي قوات الداخلية العراقية وتحت الذرائع الواهية والنية المُبيّتة سابقاً والخطط المُعدة ومنطق القوة لتقوم بعد منتصف ليل 15/9/ 2011 بشن حملة اعتقالات ومداهمات للبيوت الآمنة وتكسير للأبواب والأثاث والممتلكات وإطلاق الشتائم والسباب والتهديد بالقتل بحق اللاجئين الفلسطينيين والبحث عن مطلوبين بحجة انتمائهم لمنظمات إرهابية، وما هذا التصرف إلا دليل على الهجمة الشرسة المنهجية المنظمة من جهات مشبوهة رسمية وغير رسمية تسعى لتهجير الفلسطينيين من العراق في ظل الصمت العربي والدولي الأكثر ضجيجاً وبشكل خاص من المفوضية العليا لشئون اللاجئين المكلفة بتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في العراق .

واليوم يتعرض مجمع البلديات للاجئين الفلسطينيين في بغداد لحملة مداهمات واعتقالات عشوائية ليس لها أدنى مبرر، بهدف ترهيب الناس الآمنين لحثهم على الرحيل باتجاهات مختلفة، ووصل الأمر المساس بالرموز الفلسطينية هناك حيث تمّ مداهمة منازل الوجهاء والرموز المحلية في المجمع بطريقة تنم على استهداف مدروس من قبل هذه الأجهزة، فكان اقتحام منزل الأستاذ محمد توفيق الملقب أبو أنس مدير مؤسسة الأكناف، وكذلك الشيخ حسن طالب إمام وخطيب جامع القدس، وأحمد أبو أدهم  أحد مخاتير المجمع، وحسين طالب وهيثم عمورة وجمال فهد حيث اعتقل الأخير في هذه الحملة.من جهته أكد محمد توفيق (أبو انس) وهو احد وجهاء اللاجئين الفلسطينيين في العراق أن الهدف الأساسي من وراء حملة الاعتقالات والمداهمات التي تمارس ضد اللاجئين الفلسطينيين في العراق هو تصفية وجودهم وتهجيرهم، وليس كما تدعي القوات العراقية بأنها حملة لحماية أمن العراق، وأضاف أبو أنس أن تعداد الفلسطينيين في العراق انخفض إلى ما  يقارب 6000 آلاف لاجئ ، يوجد منهم في المجمع حوالي 3000 آلاف لاجئ فلسطيني فقط وهذا الرقم لا يشكل أي خطر على أمن واستقرار العراق، ويعزو محمد توفيق سبب هذا الانخفاض إلى الاستهداف المتواصل اللاجئين الفلسطينيين في العراق منذ عام 2003 إلى الآن سواء كان ذلك من قبل الاحتلال الأمريكي وأزلامه في العراق .

وحول حملة المداهمات والاعتقالات المستمرة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في العراق، وكان أخرها حملة الاعتقالات التي طالت "محمد توفيق" نفسه قال:" بأن القوات العراقية لم يعجبها حالة الاستقرار والأمن التي كان يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في مجمع البلديات، وكذلك لم يعجبها عودة أكثر من مائة شخص من الدول الاسكندنافية وغيرها ممن اضطروا إلى مغادرة العراق، مما أدى إلى توتير الأوضاع من خلال تنفيذ عملية إلقاء قبض على العائدين وانتزاع اعترافات منهم تحت التعذيب والتهديد بأنهم إرهابيين وينتمون لتنظيمات إرهابية ،وهذا الأمر غير صحيح " .

وأضاف أبو أنس أنه ورغم التعهدات والوعود التي أعطاها قائد الفرقة الأولى "الشرطة الوطنية" للوجهاء والرموز الفلسطينية وللسفير الفلسطيني في بغداد بأن يحافظ على أمن المجمع وأن لا يدع أية قوة أخرى تقترب منه، وأن يحل كافة الملفات العالقة التي تم فيها توجيه اتهامات لمشايخ ورموز فلسطينية، إلا أننا وفي حوالي الساعة 12,5 بعد منتصف ليل 15/9/2011 فوجئنا بقوة كبيرة تداهم المجمع،  وكان أول منزل تم مداهمته هو منزلي ولكنني كنت قد غادرته قبل أن يتم اعتقالي، ومن ثم توجهوا إلى منزل "جمال فهد " من قرية عين غزال واقتحموا بيته واعتقلوه بملابس نومه حتى أنهم رفضوا أن يلبس ملابسة العادية، بعد ذلك داهموا بيت الشيخ حسن الطالب إمام وخطيب جامع القدس ولم يجدوه أيضاً فذهبوا إلى بيت أحمد أبو أدهم أحد مخاتير المجمع وقاموا باستخدام قنابل صوتية لفتح باب منزله. وأكد  محمد توفيق (أبو انس) أنه منذ أسبوع حضرت إلى مجمع البلديات فرقة مركز (مكافحة!) الإرهاب، ليبلغ أربعة أشخاص من المجمع بأنهم مطلوبون لمركز مكافحة الإرهاب، وكانوا يسألون المارة في الطريق عنهم، وعندما لا يجدون إجابة عن سؤالهم يقومون بشتمهم بشتائم قذرة .

وقلل أبو أنس من أهمية الزيارة التي قام بها السفير الفلسطيني في العراق دليل القسوس إلى مركز مكافحة الإرهاب، للتوسط من أجل إخراج المعتقلين وعدم مداهمة المجمع، وأن هذا اللقاء وما قاله السفير الفلسطيني لم يجدي نفعاً والدليل على ذلك هو ما حصل مساء يوم الجمعة 15/9/2011 من دهم واعتقالات .

يذكر أن مجمع البلديات الفلسطيني يقع جنوب شرق العاصمة بغداد، وقد تأسس في مطلع السبعينيات خلال رئاسة أحمد حسن البكر، وقد تعرض مجمع البلديات لاقتحامات عدة من قبل الشرطة العراقية وجنود الاحتلال الأمريكي والميليشيات المسلحة حيث يعد من أكبر التجمعات الفلسطينية في العراق وتقيم فيه (1100) عائلة فلسطينية .

 

المصدر : موقع تجمع العودة الفلسطيني (واجب)