صور.... ومواقف....
صورة الحاجة غزالة احمد الاطرش مواليد ( 1910) وزوجها المرحوم معيقل حسن ملحم مواليد ( 1890) ، من قرية جبع حيفا ، تزوجا وعاشا حياة الود والحب والالفة وتبادلا الهموم المشتركة بعد زواجهما الميمون ، كونا أسرة سعيدة ورزقهم الله بست بنات وثلاثة بنين هم محمد واحمد ومحمود و البنات هن مسعدة و آمنة و تمام و ثريا و ذيبة و فاطمة هذه الحاجة غزالة زوجة معيقل لم تدخل الجامعة ولم تعرف المدرسة بل كانت امية شأنها شأن ملايين النساء في الوطن العربي انها سياسة التجهيل والامية التي برمجتها وسارت عليها قوى الاستعمار وخاصة سياسة الانتداب البريطاني على فلسطين (1918-1948) .
ولكن السيدة غزالة ( ام محمد ) ماهرة في امور البيت و تدبير شؤون المنزل، ست بيت ممتازة و اما حانية وسنام أسرة قدمت الكثير لأسعاد ابنائها وزوجها وكم كان عطائها وهمتها في البيت والحقل واعمل الزراعة والارض الطيبة تساند زوجها ايام موسم الحصاد ،وموسم قطف وجد الزيتون وجني البرتقال انها تلك الزوجة الوفية المثالية في البذل والتضحية والصبر ونكران الذات امراة مؤمنه ، وكم كانت توقظ زوجها لتناول السحور في ليالي رمضان المبارك وبعد رمضان هو يوقظها لصلاة الفجر،قضت هذه العائلة ايام خير وايمان وراحة بال ..
اقترب الخطر الصهيوني المسلح على الابواب في ايار 1948م وغزالة الزوجة المسلمة الواعية تعرف في زوجها كل امارات الاباء والشهامة والوفاء لدينة ووطنه وسبق له ان جاهد ... فرأته مهموماً ارهقه هم التفكير والحيرة لانة لا يملك السلاح ولا يملك ثمنه ... ولكنها لم تدعه في همه وقلقه وحيداً فأعطته في الحال من نفس راضيه قانعة كل مصوغاتها الذهبية وهي تحويشة العمر وزينة النساء ... فباع زوجها الذهب واشترى بثمنة بندقية فرنسية وهو ذلك الشجاع المتدرب على السلاح ويذهب سريعاً الى ساحات الوغى ويترصد للعصابات الصهيونية المسلحة المعتدية الدخيلة ويطلق النار عليهم ويقنصهم كالقناص الواحد بعد الاخر لثقته بالله سبحانة وتعالى ، ثم ثقته بنفسه واسلامه وعدالة قضيته ... وكان بعد كل اطلاقه يقول لاخوانة انظروا اني دقيق الهدف لم تكن رصاصاتي تحت الصدر انها بالراس او بالصدر، انه اشبه بقناص ماهر وقد تم قتل وجرح العديد من المستوطنين الصهاينة وسجل التاريخ له هذا الموقف البطولي الرائد .. وموقف الحاجة غزالة ( ام محمد ) هذا الموقف المعطاء الخلاق ... وصهر المناضل معيقل هو محمد مصطفى الحمودي (ابو عبدالله ) انه من مجاهدي ثورة 1936-1939م وحرب فلسطين في 1948 شهدت له ارض جبع وثرى فلسطين الصولات والبطولات وصهره الثاني محمود مفلح حسن ملحم مواليد جبع حيفا 1918م قاتل الصهاينة وخاض المعارك في حرب فلسطين 1948 وجرح في ساقه .
انها قصة قصيرة فيها العبر والدرس والذكرى اقدمها للأبناء ...والاحفاد ولأبناء الاحفاد ليسيروا على هذا النهج والمنهج نهج الكفاح ومنهج الايمان والتقوى على هذا الدرب انه نهج الخير والايمان والخلاص والعودة ...
إعداد وتوثيق
رشيد جبر الأسعد
(أبو محمد)
16- شعبان – 1431هـ الموافق 26-7-2010م
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"