دير ياسين مجزرة العصر أبطالها عصبة الأمم!

بواسطة قراءة 2942
دير ياسين مجزرة العصر أبطالها عصبة الأمم!
دير ياسين مجزرة العصر أبطالها عصبة الأمم!

بسم الله الرحمن الرحيم

فلسطين بلد لا يمكن تلخيصه... على كل رابية قبر شهيد... وفي كل قرية ومدينة حكاية لا تنتهي وحكايتنا هنا دير ياسين التي كان ابطالها مناحين بيغن الذي كان قائد العصابات الصهيونية وخاصة الهاجانا وأصبح رئيس الكيان الصهيوني ومنح جائزة نوبل للسلام فأي سلام هذا المجرم الذي كان بطل تلك القصة الحقيقية فلنقرأها كانت القرية تقع على المنحدرات الشرقية لتل يبلغ علو قمته 800 متر، وتطل على مشهد واسع من الجهات كلها. وكانت القرية تواجه الضواحي الغربية للقدس -التي تبعد عنها كيلومترا واحدا- ويفصل بينها واد ذو مصاطب غرست فيها أشجار التين واللوز والزيتون. وكان هناك في موازاة الطرف الشمالي للوادي طريق فرعية تربط دير ياسين بهذه الضواحي، وبطريق القدس يافا الرئيسي الذي يبعد عنها نحو كيلومترين شمالا. وليست كلمة (دير) بغريبة عن أسماء القرى الفلسطينية، ولا يكاد يستهجن إطلاقها على قرية قريبة من القدس إلى هذا الحد. وفعلا فقد كان ثمة في الطرف الجنوبي الغربي للقرية طلل كبير يطلق عليه اسم دير الشيخ ياسين الذي كان ضريحه قائما في مسجد أطلق اسمه عليه، ويقع في جوار أطلال الدير. لكننا لا نعلم الكثير عن الشيخ، ولا عن تاريخ تشييد مسجدها ارتفع عدد سكان دير ياسين من 428 نسمة في سنة 1931، إلى 750 نسمة في سنة 1948. كما ارتفع عدد منازلها في الفترة نفسها من 91 منزلا إلى 144 منزلا.

كانت دير ياسين مسرحا لأشهر مجازر الحرب وأشدها دموية. وعلى الرغم من أن المجزرة نفذتها عصابتا الإرغون وشتيرن، فإن احتلال القرية يدخل ضمن الإطار العام لعملية نحشون التي خططت الهاغاناه لها (أنظر بيت نقوبا، قضاء القدس). وقد اشتركت في الهجوم آنذاك وحدة من البلماح مزودة بمدافع هاون، وذلك بعد أن تمكن سكان القرية بشق الأنفس من احتواء الهجوم المباغت الذي شنته العصابتان المذكورتان. ويذكر كتاب (تاريخ الهاغاناه) أن قائد الهاغاناه في القدس، دافيد شلتيئيل، اطلع على مخطط الإرغون وشتيرن للهجوم دير ياسين وبلغ قائدي هاتين الجماعتين أن احتلال القرية والاحتفاظ بها جزء من خطة الهاغاناه العامة لعملية نحشون، مع العلم أن دير ياسين كانت وقعت مع الهاغاناه اتفاق عدم اعتداء. وأضاف أنه لا يمانع في أن تضطلع الجماعتان بالعملية شرط أن تكونا قادرتين على الاحتفاظ بالقرية. وحذرهما في حال عجزهما عن ذلك، من تدمير القرية جزئيا، إذا إن من شأن ذلك أن يشجع (العدو) على تحويلهما إلى قاعدة عسكرية. وقد أقر شلتيئيل لاحقا بأنه زود الوحدات المهاجمة بناء على طلبها في إبان الهجوم ذخائر للبنادق ولرشاشات ستن كما قدم لها التغطية من مدفعية الهاون.

قرر اليهود تشكيل هجوم مضاد للهجوم العربي على الطرقات الرئيسية فقامت عصابة شتيرن والإرجون بالهجوم على قرية دير ياسين على إعتبار ان القرية صغيرة ومن الممكن السيطرة عليها مما سيعمل على رفع الروح المعنوية اليهودية بعد خيبة أمل اليهود من التقدم العربي على الطرق الرئيسية اليهودية المذبحة قامت عناصر من منظمتي الإرجون وشتيرن اللتان توصفان بأنهما ارهابيتان بشن هجوم على قرية دير ياسين قرابة الساعة الثالثة فجراً، وتوقع المهاجمون أن يفزع الأهالي من الهجوم ويبادرون إلى الفرار من القرية. وهو السبب الرئيسي من الهجوم، كي يتسنّى لليهود الإستيلاء على القرية. إنقضّ المهاجمون اليهود تسبقهم سيارة مصفّحة على القرية وفوجئ المهاجمون بنيران القرويين التي لم تكن في الحسبان وسقط من اليهود4  من القتلى و 32 جرحى. طلب بعد ذلك المهاجمون المساعدة من قيادة الهاجانا في القدس وجاءت التعزيزات، وتمكّن المهاجمون من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على القرويين دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة.

ولم تكتف العناصر اليهودية المسلحة من إراقة الدماء في القرية، بل أخذوا كمية من القرويين الأحياء بالسيارات وقاموا على استعراضهم في شوارع الأحياء اليهودية وسط هتافات اليهود، ثم العودة بالأسرى إلى قرية دير ياسين والإجهاز عليهم من تفاصيل المذبحة السيدة التي كانت على وشك الولادة التي دخلوا إليها فشقوا بطنها بالسونكى على هيئه صليب واخرجوا احشاءها وطفلها وذبحوه وقطعوا ثدييها ووضعوه في بطنها مع طفلها مره أخرى. في عام 1948، اتفق الكثير من الصحفيين الذين تمكّنوا من تغطية مذبحة دير ياسين أن عدد الشهداء وصل إلى 254 من القرويين وأدل شيء على ذلك هو قول الإرهابي مناحيم بيغن: "ما وقع في دير ياسين وما أذيع عنها ساعدا على تعبيد الطريق لنا لكسب معارك حاسمة في ساحة القتال، وساعدت أسطورة دير ياسين بصورة خاصة على إنقاذ طبريا وغزو حيفا".... وهكذا تحوّل اسم هذه القرية العربية التي أبيد أهلها، ولم ينج منهم إلا أفراد قلائل، إلى رمز من رموز الإرهاب الصهيوني المرتبط بدوره بالعقيدة الإرهابية الصهيونية القرية اليوم لا تزال منازل قائمة في معظمها على التل وقد ضمت إلى مستشفى إسرائيلي للأمراض العقلية أنشئ في موقع القرية. ويستعمل بعض المنازل، التي تقع خارج حدود أراضي المستشفى، لأغراض سكنية أو تجارية أو كمستودعات. وثمة خارج السياج أشجار خروب ولوز، وبقايا جذوع أشجار زيتون. وتحف آبار عدة بالطرف الجنوبي الغربي للقرية. أما مقبرة القرية القديمة، الواقعة شرقي الموقع، فمهملة وتكتسحها أنقاض الطريق الدائري الذي شق حول تل القرية. وما زالت شجرة سرو باسقة وحيدة قائمة وسط المقبرة حتى اليوم.

بُتِرت المفردات و تكسحت اللغة
و صمت الملوك أنطق الحجر
الدم يسيل فينتشي عطر الأرض
تطل علينا مستنقعات الخراب
و تغرق السنابل بحكايا الوطن
العروبة خامدة من يشعلها وله الجنة
كيف حالك يا وطن ؟
القصائد ثكلى منذ أن شيعوا زهورها
وما زالت شجرة سرو باسقة
حتى السماء بلا كفن
من يكفكف دموع الموت ؟
أراه الآن يبكي أبدية الظلم دون جدوى
من يشهر سلاح الضمير؟ أيزال مغمود إلى الأبد؟
تتناسل جثث الشهداء و الحفلة قائمة
التلمود يتلى على أسوار القرية
القرية... البعيدة ...هناك
يمشي الهوينى إلى الربوة
حيث أطفال يلعبون الغميضة
و الإله يراقب البراءة
حين تذوي...
يقبل إليهم في سيارة الجيب
بعينان تلمعان و بسمة على الشفاه
وميض و شرر
طلقة طلقتان...
شهيد شهيدان...
عرس و زغردة
في تلك اللحظة
في دير ياسين...
وفي دير ياسين...
يقول الشهيد...
يا قاتلي اليوم
إني شهيد والوطن أم حبلى
وفي وطننا الشهيد
لا يموت ... لا ينكسر
في بلاد على أهبة الفجر
الشهيد هناك... ينتصر...

 

2009-07-08

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"